المقالات

وأصبح العراق دولة

350 13:37:00 2013-06-28

عبدالله الجيزاني

عندما تُطلق كلمة دولة على جزء من الأرض المأهولة بالسُكان، يتبادر إلى الذهن، أن هناك حكومة تمتلك صلاحية تنفيذ القانون ويوجد مجلس يُشرع القوانين وهناك سُلطة قضائية وكل هذه السُلطات تُحكم بعقد اجتماعي هو الدستور، وتمتلك تلك الدولة السيادة والولاية على أرضها وشعبها وثرواتها.والعراق قبل يوم الخميس كان شبه دولة حيث أن الولاية كانت بيد الاُمم المتحدة بموجب البند السابع من الميثاق الاممي، وكانت كل نشاطات دولة العراق مرهونة بتطابقها مع بنود هذا الفصل، وكل مافي العراق خاضع للتغيير بقرار من الاُمم المتحدة بمافيها الدستور والمؤسسات المختلفة وحتى الحكومة كان يمكن للاُمم المتحدة أن تسحب الشرعية منها، ناهيك عن الأموال وتصدير النفط وسِواها من الامور السيادية. هذا الآمر كان غائب عن الشعب العراقي فضلاً عن اكثر النُخب السياسية التي تقود البلد، الوحيد كان السيد عبدالعزيز الحكيم يؤرقه بقاء العراق تحت طائلة البند. وقام بجولات مكوكية على مُختلف دول العالم وزار مقر الاُمم المتحدة للمطالبة بإخراج العراق من تحت طائلته، وكانت هذه الجولات تمر مرور الكرام على الأغلبية من ساسة وشعب وسبب ذلك كما اسلفنا الجهل بما يعنيه وجود العراق تحت الوصاية الدولية. فالسيد الحكيم كان يضع تصورة لبناء العراق وفق المشروع الوطني بتحقيق العدل بين المكونات وتغيير معادلة الحكم الظالمة التي انتهجت في العراق طيلة المرحلة التي سبقت التغيير في 2003، ووضع دستور يلبي رغبات وطموحات وخصوصيات الشعب العراقي، وهذا لايمكن تحقيقة أو على الأقل الإطمئنان لإستمراره مع وجود الوصاية الدولية التي يفرضها البند السابع. وقد وضع السيد الحكيم بدائل مناسبة في حالة تعذر تحقيق الهدف الذي كان يصارع لإجله وبمفردة وهو اقليم وسط وجنوب العراق، وكان سماحته يبرر تلك الدعوة بأن المتغيرات الدولية السريعة لايوجد معها ضمان لإستمرار المكتسبات التي حققهتها الأغلبية، والعراق مازال تحت الوصاية لذا فان أي تغيير بالموقف الدولي أتجاه نوع وطبيعة الحكم في العراق ممكن أن يواجه بوجود أقليم يضمُن للأغلبية حقوقها، ويجعل الاعب الدولي في العراق يفكر كثيراً قبل أن يقوم بتغيير مُعادلة الحكم في العراق. وفي ذاك الوقت كانت كل القوى السياسية الممثلة للأغلبية مشغولة بنفسها ووضعها الداخلي وكيف يمكن أن تتصرف لتضمن الحصول على أكبر قدر من المكتسبات. ومما يُذكر أن السيد الحكيم التقى بمبعوث اُممي في العراق بحضور رئيس الوزراء في حينة، وقد كان حديث السيد يدور عن اهمية مساعدة الاُمم المتحدة العراق بأخراجه من طائلة البند السابع. ولما خرج المبعوث الاُممي توجه رئيس الوزراء الى سماحة السيد مستغرب اصرار السيد على الحديث عن البند السابع فقط وترك مناقشة أمور اخرى اجابه السيد إعلم أن وجود العراق تحت هذه الوصاية يمكن أن يُزيلك من موقعك هذا، ويستبدلك بلحظة ب(...) ذكرَ إسم احد الشخصيات المتهمة بالارهاب. واليوم وبعد رحيل السيد الحكيم بعد ان وضع اُسس بناء الدولة من انتخابات وتغيير معادلة الحكم وكتابة الدستور، تم تحرير العراق من طائلة البند السابع وأصبح دولة كاملة السيادة ومابقى على القوى السياسية وبالخصوص مَن تُمثل الأغلبية إلا ترجمة مابناه السيد الحكيم والحِفاظ عليه من خلال تطبيق الدستور والالتزام بالقانون وإكمال بناء المؤسسات المعطلة، وتوحيد ورص الصفوف للحفاظ على ماتحقق للأغلبية ولعامة الشعب العراقي، والإبتعاد عن الحزبية والشخصنة وتحقيق الشراكة الحقيقية بين الاقوياء المؤمنين بالعراق الجديد الذي اصبح دولة...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك