المقالات

أصحاب القرار من وراء الستار /

460 12:09:00 2013-06-27

حافظ آل بشارة

فقدت الديمقراطية سمعتها في العراق ، يقولون : اذا كانت الديمقراطية تجلب كل هذه الفوضى والفساد والارهاب والطبقية تكون الدكتاتورية احسن ، اصبح العراق بلدا طبقيا ، ثروته بأيدي قلة من الاثرياء والمستثمرين والسياسيين المتحالفين معهم ، الطبقة الوسطى تآكلت وتراجعت ثم انظمت الى الطبقة الفقيرة ، وربع سكان البلد تحت خط الفقر ، الحكومة لا تستطيع تنفيذ خطة تنمية لان التنفيذ ليس بيدها بل بيد اثرياء البلد الذين يديرون السياسة الاقتصادية من وراء ستار ، فالتنمية هدفها ايجاد البنية التحتية للبلد ، وهذا يعني عقودا ضخمة وانفاقات هائلة فتصبح الجهة المعنية بالموضوع الطبقة الرأسمالية ، لا بأس فالطبقة الرأسمالية موجودة في بلاد كثيرة ولها حصتها لكنها تقوم ببناء البلد وتطويره ، أما الطبقة الرأسمالية العراقية فاغلب اعضاءها يسعون الى تدمير بلدهم وسرقة ثرواته ، واغلبهم مرتبط بالخارج ويسكن في الخارج ويختار بيتا فاخرا في عواصم غربية او خليجية ، واغلبهم كانوا من اعوان النظام السابق وهم الآن اعوان النظام الحالي !! انتصر المال مرة أخرى على الديمقراطية ، مجالس المحافظات الجديدة فيها الكثير من الغموض ، صعود مفاجئ لأناس مغمورين وتواري غير متوقع لاناس معروفين ، مرة اخرى نجح رجال المال والاعمال في التلاعب بالخارطة السياسية ، القرار بيد الأثرياء وليس الساسة والسيادة للمال وليس للفكر ، واستمرار التناقض الحاد بين مصلحة الحاكم ومصلحة المحكوم ، الأثرياء يحتاجون الى بيئة فاسدة ليحققوا اهدافهم ، والسياسيون يحتاجون الى بيئة متأزمة ومتوترة طائفيا ليحققوا اهدافهم ، بيئة يريد فيها المواطن ان يبقى حيا فقط ولا يفكر بأي حقوق أخرى ، لذا فمن يرفع شعار مكافحة الفساد او مكافحة الارهاب يشكل تحديا لكل من الساسة والاثرياء . هناك اغلبية شعبية غير متحمسة للمشاركة في انتخابات 2014 التشريعية التي لا يفصلنا عنها سوى أشهر ، في المدة المتبقية سيجري امتحان الكفاءة ، وهو نفسه امتحان الشرعية ، وساحة الامتحان هي مجالس المحافظات ، صحيح ان المدة المتبقية لا تكفي لمعرفة الغث من السمين ، لكنه قدر من اقدار الرأي العام ، المطلوب من كل طرف سياسي اثبات كفاءته ، وثانيا اقناع الرأي العام بها ، وثالثا اسكات المناوئين ممن يروجون للفشل ، ولكن النجاح ليس لعبة سهلة ، لذا يتضائل الأمل بالعثور على ناجين من الزلزال المرتقب ، اذا جاءت الانتخابات التشريعية ولم ينجح احد في زحزحة احدى تلك الصخور الجاثمة على صدور الناس لم ينفعه مادون ذلك ، لكل محافظة صخورها من الفساد والارهاب والفقر والفوضى وغياب الخدمات ، ويمكن لمجالس المحافظات ان تفعل ماعجز عنه المركز ... في واد آخر هناك الكثير من الكتاب والمفكرين والساسة المهمشين والمصلحين المقصيين يتحدثون عن العدالة وتحقيق الرفاه وهم عزل لا سلاح ولا مال ، وهؤلاء يشوشون على التحالف البرجوازي السياسي اجواءه ، ويعكرون مزاجه ، آخر ما قالوه : (لايمكن القضاء على الطبقة الرأسمالية التي استعبدت الساسة وسرقت الثروة وافشلت التنمية وانعشت الفساد لكن يمكن مساعدة الاثرياء الشرفاء على النهوض وتكوين طبقة رأسمالية شريفة تحب بلدها وترحم الفقراء) مجرد رأي للنقاش .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-06-28
مع شديد الاسف اصبح بعض سياسيناعرابا وسمسارا ياخذ على عاتقة عقدالصفقات التجاريةوالمقاولات ونسى المهمة التي انتخبة من اجلهاالشعب من واقع الى واقع افضل وهذا ماشاهدتة وتلمستة من خلال تردد بعض السياسين واعضاء مجلس المحافظة لاحدالمقاولين صاحب شركة في منطقتي والمحزن ان بعض هؤلاء كان ممن قاتل نظام صدام في الجنوب والوسط والشمال انها سوء العاقبة وشتان مبين الامس واليوم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك