المقالات

نظارات المستشارين السوداء

490 01:37:00 2013-06-27

واثق الجابري

السياسة الخاطئة الاستحواذية وضعف تنفيذ مطالب الجماهير الفقيرة المحرومة والفساد والأزمات , وإنفلات أمني وتعدد مواقع القرار وتأخير تشريع قانون الأحزاب وعدم ترسيخ الوعي الانتخابي والديمقراطية ادت إلى التراجع الجماهيري وأبتعادها عن تحمل المسؤولية وفقدان ثقتها حتى بالعملية السياسية, الملايين التي لم تشارك وأدارت ظهرها للعملية الانتخابية , تدق ناقوس الخطر وترفع البطاقة الحمراء والحكومة واجبها ان تتسأل عن السبب وتدفعهم للوطنية .مهمشين في وطنهم لم تصدق لهم الوعود والعهود التي أطلقتها القوى صاحبة القرار, وصوت الاستعلاء والتكابر الذي أطلقها المستشارين بالفوز الانتخابي الساحق والتكهن والقول (سوف ترون النتائج الكبيرة والفوز الساحق)!! والحقائق لم تكن كذلك وظهر التعثر وخسارات كبيرة في المقاعد وأصوات الناخبين، اعتقدوا ان المواطن يرتدي النظارات السوداء مقيد التفكير , لكنه دقق و توصل وأوصل الى النتائج الهزيلة لقوى تمتلك الأمكانيات الحكومية وأستخدام الخطابات الطائفية والوعود ولم يعد يصدق . ائتلاف دولة القانون لايستطيع تشكيل حكومات المحافظات لوحده دون الآخرين إلا التحالف! و نتائج حزب الدعوة اقل بكثير ممن معه في الأئتلاف أو التحالف الوطني و فشل في بعض المحافظات من الحصول على مقعد واحد مما يجعله غير قادر على فرض ما يريده كما السابق، لذلك هرع للتحالف مع القوى الصغيرة كي يقفز كالسابق على منصة رئيس الوزراء في الأنتخابات النيابية القادمة،القوى تدرك تلك الوعود الهلامية والغايات ,وظهرت نبرة جديدة للمستشارين والمقربين وبدلاً من دراسة أسباب الفشل التي لازمتهم فهم يعزون ذلك الى نظام "سانت ليغو "الذي منعهم من إستغلال أصوات القوائم الصغيرة ، ولهذا دفعوا لإلغاء هذا النظام والمطالبة بنظام القائمة المغلقة الذي يؤهل القوائم الكبيرة الاستيلاء على الأصوات الأنتخابية دون حق قانوني لضمان وصول ما تختارهم القائمة على حساب أرادة الناخب , الجائع والفقير والعاطل والمحروم والمتقاعد والأرامل والأيتام والباحثين عن لقمة عيش ودار للسكن وخدمة محترمة لا يصدقون , كيف يشعر بالمواطنة وفي ايّ لحظة تطارده التفجيرات والاغتيالات والإتاوات والضغوط والتهجير,ويرى فشل الحكومة في أكثر المجالات واعتمادها على خلق المشاكل والخلافات ,كيف يشارك و الفساد المالي والإداري في المحافظات الجنوبية والوسط والعاصمة بغداد! كيف يمكن أعادة الثقة و الخدمات بائسة ؟ لا تنفع الخطابات الانشائية ولا استغلال العواطف الطائفية والتحريضية والإساءة للمواطنة و الطائفية بديلها ، وأن الشعب العراقي متعايش منذ آلاف السنين؟ دولة القانون بمستشاريها تحركوا لإيقاف تحالفه مع الحكيم , معتقدين ان التحالف سيقوي المجلس الاعلى وهم خصوم حقيقيين في البرلمان ومنافس قوي على رئاسة الوزراء , وفشلت المحاولات بالتحالف لم يكتب لها النجاح , و في بغداد لم يرضى ائتلاف القانون الاّ منصب المحافظ ولذلك لم يشارك , ودخول متحدون دليل على الشراكة الحقيقية واشراك الجميع في الحكم , خلافات داخل حزب الدعوة للنتائج والمناصب ولم يحصل الاّ على رئاسة مجلس محافظة البصرة وكربلاء محافظ مقرب منهم فقط, وأعترفوا أنهم الخاسر الاكبر في الانتخابات ,وكذلك خلافات مع القوى في داخل ائتلاف القانون للتنافس والشعور بالغبن , درس بليغ من النتائج وإن الشعب العراقي لن يسمح بالأستمرار في مهزلة الوعود ,و الحلول تأتي من خلال تحقيق المطالب الوطنية والابتعاد عن الهيمنة والاستئثار والإيمان بأنه صاحب الحق وليس التحالفات أو الأحزاب أو السياسة الطائفية التي تؤدي إلى الأقتتال والتفرقة بدلاً من التعاون والوحدة الوطنية , وتعزيز المشتركات والخدمة التي تفتقدها المحافظات .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك