المقالات

لا تدار البلاد هكذا دولة الرئيس

444 09:30:00 2013-06-20

حيدر حسين الاسدي

قدم دولة رئيس الوزراء ومن خلال تشكيل مجالس المحافظات العراقية وسيل الانفراطات في عهوده ومواثيقه التي وقعها مع المواطن والاحرار نهاية حتمية لتجديد ولايته الثالثة في الدورة البرلمانية المقبلة .

فبعد ما كانت الأمور والاتفاقات تتجه لخلق حالة من القوة والثبات للتحالف الوطني لمختلف مكوناته وترسل رسالة قوية ان القوى الأساسية ما زالت متماسكة ومتحدة وتستطيع من تقديم خدمة للمواطن العراقي وتعيد له الأمل في رسم مستقبل جديد بعد عشرة سنوات عجاف فقدنا بها الاستقرار والتطلع .

يحاول دولة الرئيس من خلال سياسة النقض والتسويف والتهميش ، أدارة بلد متعدد الأطياف ومتنوع الاتجاهات لا يملك في قيادته الأغلبية المطلقة والمريحة لتسير أموره وتمرير قراراته ، بل يعتمد في أدارته للحكومة على عامل الزمن وإفرازات الصراعات كمفاتيح للحل ، والاستعداد لخلق أزمات جديدة تضمن له البقاء في الحكم لأطول فترة ممكنة تكون خالية من تقديم الخدمات والارتقاء وتحقيق وعود وضعت في برامج تشكيل حكوماته المتعاقبة والتنصل من الإيفاء بحجج التوتر السياسي والتصعيد الأمني وعدم تعاون الشركاء فيما بينهم .

وحتى لا يطول الكلام ويتشعب سأحدد حديثي في أمر التزام التحالف الوطني على مدى عمر الحكومة الثانية ونقض المالكي للعهود في أول اختبار . لقد كان للواجب الوطني والاستحقاق الانتخابي والتصدي للتحديات الإقليمية والنظرة الإستراتيجية البعيدة دور أساسي ومهم ومحوري لتشكيل حكومة السيد المالكي الثاني حيث وقفت القوى الوطني "الشيعية" ورغم التقاطعات في أطروحاتها وبرامجها ومنهجيتها وحتى مرجعيتها ، متحدة متفقه على ضرورة تولي السيد المالكي لمنصب رئاسة الوزراء للدورة الثانية وقادوا تحركات مكوكية إقليمية ودولية وصراعات خفية بين قوى كبيرة وأجبروا تحالفات سياسية على الرضوخ لقراراتهم والتصويت لصالح هذه الحكومة ولم يتخلوا يوماً من الدفاع عنها والانتقاد البناء لسياستها ومحاربة المافيات وعصابات الفساد التي تنخر في جسدها ليس حباً وعشقاً لشخص "المالكي" أنما حرصاً ودفاعاً عن ما يمثله دولة الرئيس من رمز لسيادة العراق .

ولعل دولة الرئيس يتذكر فليس بعيداً بيننا الفاصل الزمني عن تلك الايام الخوالي عندما تجمعت القوى السياسية في اربيل لتتفق على إسقاط حكومتك وسحب الثقة عنها ، ولا أجدك قد نسيت موقف من رفض وشجب وأدان هذه المحاولات وأعاد التوازن لحكومتك ولم يصوت لصالح أي قرار يزعزع الوضع العراقي ، ولم تنقضي بعد تلك الأيام التي رافقت التصعيد والوعيد والتظاهرات ضدك ووصلت الأمور لطريق مسدود ووقف لجانبك ذلك الأخ الذي لم يتنازل عن مبادئه ولم يترك ما تعاهد عليه وراء ظهره ليجمع الفرقاء ويعيد الشمل ويصلح ذات البين لتعود البلاد الى جادت الصواب والاستقرار، الا ان شكرك وثنائك عليه جاء سريعا وكبيراً عندما نقضت معه العهود وأبعدت عنه استحقاقاته ، وكلت له سيل الاتهامات والطعون فهل هذه السياسة التي تؤمن بها وهل هي صورة الشراكة التي تنادي بها في كل خطاباتك سيدي دولة الرئيس .

لا يمكن ان يدار العراق بسياسة التصعيد وتفقيس الازمات واصطناع الاعداء يا دولة الرئيس ، وأمامك التأريخ بنماذجه حيث فشل معاوية ويزيد والحجاج وحتى صدام من السيطرة والحفاظ على الملك وكسب حب الناس بالقوة والإقصاء .

اقولها وبمرارة وكم تمنيت ان لا أوضع بموقف كهذا وانا انتقد حكومة طالما تمنيتها في بلدي بعد سنين الظلم والجور انك تسير الى المجهول وتخطوا خطوات الفشل وتسرع نحو الهاوية فلا يغرنك المنصب ولا يسعدك من يسدي لك النصح الخاطئ فسرعان ما تجدهم قد رحلوا من حولك وتتحمل وحدك وزر ما يحدث وسوف لن يرحمك التأريخ وسطوره التي لا تمحى .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك