المقالات

التحفة والفهم المزدوج

384 22:17:00 2013-06-16

سامي جواد كاظم

التحفيات هذا العالم الذي يستحق وقفة وذهول والذهول ليس لما تحويه من احاديث واحداث بل الذهول سيكون في اخر المقال ولنا ان نتساءل بعضنا مع البعض عن ماهية التحفة ولم هذه الاسعار الباهضة وكيفية التعامل مع التحفة تجاريا وامنيا ؟التحفيات هي صورة لتاريخ قديم وطالما انها صورة وهذا يعني يستدل بالتحفة عن ماهية الفترة التي صنعت فيها التحفة من حيث الثقافة والافكار السائدة في حينها وفي بعض الاحيان تكون التحفة مخطوطة وهذه المخطوطة تكسب اهميتها من البعد الزمني ومن كاتبها وتعتبر اصدق دليل على ما يستنتجه المختصون من افكار عن تلك الحقبة الزمنية التي عاشها كاتب المخطوطة .ولكن الغريب في الامر مثلا قبعة ملك او رداء كاتب او عصا ممثل يعلن لها مزاد علني عالمي ويحضره المليارديرية للتنافس والفوز بهذه التحفيات ومن ثم ماذا ولماذا ؟ فلتكن عصا ارسطو فما الذي يجعلها باهضة الثمن ؟ هل قدمها ؟ ام شخصية مستخدمها ؟ انا لا ابخس هذا العالم التجاري حقه ولكن الغريب في الامر ان كل هذه المزادات والتجارة والتنافس الشرعي وغير الشرعي للحصول على كل ماهو قديم لم ينفع المجتمع ثقافيا بقدرالثقافة التي يمكن له ان يستفاد منها من اشياء اخرى هي ايضا قديمة .بعض التحفيات بل اغلبها يمنع تصويرها او استنساخها خوفا عليها من التزوير او هبوط سعرها هنالك عالم اسمه عالم المصاحف المخطوطة والتي تصل قيمتها الى ارقام خيالية الغريب في هذه المصاحف انها تكتسب قيمتها الباهضة من مكانة الشخصية التي كتبها وهذا هو الوهم الذي اقصده والانذهال الذي استغربه .الكلمة في القران تكتسب ميزتين انها قديمة طبقا للمفهوم الذي يعتمده اصحاب التحفيات والميزة الاخرى ان قائلها هو الله عز وجل ، وبين هذا وذاك لها اثار تتجدد طالما ان عقرب الساعة يدور ، بل هنالك دراسات وبحوث وتفاسير مادتها الاساسية كلمات القران ونحن نعلم عندما يتحدث البائع والمشتري بخصوص القران يقول كم هديته ؟ تعظيما واجلالا للقران وهذا امر حسن ولكن التعظيم والاجلال عندما نعي قيمة الكلمة في القران.ففي الوقت الذي يمنع استنساخ التحفة الاصل التي تحدثنا عنها اعلاه ، تم استنساخ الملايين من كتب القران البعض منها يستفاد منه تجاريا والبعض يستفاد منه نفاقيا من خلال وضعه على الرفوف او اهدائه للغير، اقولها وللاسف هم القلة ممن استفادوا من كتاب الله عز وجل هنالك تحفيات عندما نراها تجعلنا نعيش اجواء خاصة بهذه التحفة وما جرى عليها من احداث وهي غريزة طبيعية جدا يعيشها الانسان واذا ما فقدت هذه الغريزة فاعلموا ان فاقدها يعيش ماض سيء لايريد للايام ان تبوح به .واما امنيا فان الدول تسخر اجهزة امنية بشرية والكترونية متطورة جدا للحفاظ على التحفة ولا اعلم لو فقدت ماذا سيكون ؟ قد لايستوعب البعض هذا الاستفزاز لانه العرف الشائع في العالم ، لانه لو حصلت سرقة او اختفاء تحفة فان الانتربول وبقية الاجهزة المخابراتية تقوم بتعميم صورة التحفة والبحث من غير كلل او ملل بل وحتى تسخير المنظمات العالمية لاتخاذ خطوات متشددة ضد من يشك به انه سرقها او يعلم مكانها ، كل هذا لانها تحفة عمرها الف سنة ، بعد ما يقوم المختصون بتحليلها وتصويرها ودراستها واثبات النتائج المطلوبة تكون التحفة دليل الدراسة والنتيجة ، وهكذا تاريخ العالم يقوم على هذه التحفيات والتي تسمى الاثار .نحن امة محمد ماذا استفدنا وماذا قدمنا لمعتنقي القران من القران؟جاء أبو حنيفة ليسمع منه ، وخرج أبو عبد الله يتوكأ على عصا فقال له أبو حنيفة: يا ابن رسول الله ما بلغت من السن ما تحتاج معه إلى العصا ! قال: هو كذلك ، ولكنها عصا رسول الله (ص) أردت التبرك بها ، فوثب أبو حنيفة وقال له: أقبِّلُها يا ابن رسول الله؟ فحسر أبو عبد الله عن ذراعه وقال له: والله لقد علمت أن هذا بَشَرُ رسول الله (ص) وأن هذا من شعره ، فما قبلته وتقبل عصاه) ! (المناقب:3/372).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك