المقالات

الدروس القاسية وشراكة الأقوياء

426 14:16:00 2013-06-14

واثق الجابري

اللعبة لم تنتهي وبعض الأوراق لا تزال تحافظ على قوتها و يراد إستخدامها لغرض الحصول على المزيد من المغانم , من النفوذ في الدولة وتسخير الامكانيات والتحكم بالأيرادات وأستخدام السلطة والمال العام لأغراء الاخرين من قوى صغيرة وأخرى طامعة في الحكم , الدروس القاسية لا يمكن استيعابها بسهولة حينما لا يريد البعض النظر لنجاح الاخرين , ولا يرى سوى نفسه بنظرة الأستعلاء , وان المنصب اصبح ارثاً ولا يحق المشاركة او تعاون عليه.طبيعة الحياة السياسية وما لاحقها من ظروف و تراكمات وتطورات أقليمية وسعت الهوة بين افراد المجتمع بمنعكس للأفعال السلطوية , وعادة الى جذور بعيدة عن مفهوم الدولة والمواطنة والأهتمام بالأمور الخلافية وترك المشتركات, ومنذ تأسيس النظام الجديد وطبيعة القوائم الأنتخابية , استخدمت وتيرة التهديد بخطر يلاحق الطائفة والقومية والعرقية وضياع الهوية , وبهذا إنزوى مع تلك الأفكار الكم الكبير من طبقات المجتمع وإن أختلفت المسميات حتى الاحزاب الليبرالية لم تستطيع التخلص من الطائفية والعرقية , تلك الحسابات والافعال عرضت المصالح الطائفية والقومية والوحدة الوطنية للخطر , وتم الأقرار بالتوازن المؤوسسي البعيد عن الأختصاص والكفاءة والنزاهة , وكأن لكل طرف ممثل عنها وأرتكز عمله بعيد عن صلبه , وما أطلق من مصطلح الشراكة لم يبقى منه سوى الشراك المعرقلة الجارحة وشرك بالوطنية ومشاركة المنافع والمغانم , ما دفع بوحدة البلد للتمزيق , وإتباع القوى المهيمنة الى إضعاف الشريك القوي في جمهوره والتعكز على القوى الضعيفة في جمهورها وذيلية في أفعالها ,التي تسمح بالتدخلات الأقليمية والدولية بالأختراق والتغلغل, رئيس الوزراء إستعان بالقوى البديلة ومن ليس لديها الثقل السياسي لضمان التنوع الشكلي وبقاءه حراً في صناعة القرار وتجاهل الرأي المخالف , وتقسيم الشارع لقوميات وطوائف تتمترس على بعضها , والرؤية التي تفترض حصر الموازنات بجهة واحدة تستطيع معاقبة من يعترض عليها وأشاعة هذه الدعايات والحرب النفسية للترهيب والتكهن بالفشل , مقابل الاغراء لمن يصطف الى جانب السلطة وأصحاب القرار .بناء جبهة متماسكة تحظى بالأنسجام والتفاهمات أصبح الاكثر قبولاً للشارع العراقي وترك الأنجرار خلف الشعارات التي لم تولد الاّ المزيد من الأزمات والأنفعالات , والقرارات السطحية المتشنجة , التي اوصلت الشارع الى دعوات التقسيم والأقتتال او الأقاليم الطائفية . بروز قوى الأعتدال كسر من الجمود في العلاقات ورطب الاجواء وطمئن المجتمع , وتراجع تأييد التطرف ودوافع الشحن المجتمعي للتفكك , وهذا يغير من النظرة الستراتيجية الأقليمية والدولية , وإعادة الحسابات في مكامن القوة الحامية للبلاد بلغة الحوار والحلول الوسطية , ويدفع المجتمع نحو الانفتاح على بعضه وينمي الفكر الديمقراطي , وهذا ما وجدت حقائقه في نتائج الأنتخابات المحلية , وحصول التحالفات العابرة للطوائف على القبول الكبير , و تبعث رسائل من الاطمئنان , وتعطي درساً جديد في التغيير والتمازج مع الدماء الجديدة , وفي نفس الوقت يرسم ماهية عمل المجالس المحلية بحقيقتها ,كونها خدمية بعيدة عن سجالات السياسية المتقنعة بالهويات العرقية , ويرمي بأوراق الضغط خارج الحسابات والتأثير .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك