المقالات

لماذا يشعل المالكي الحرائق ..ولماذا يقوم هو بإطفائها

479 17:00:00 2013-06-11

هادي ندا المالكي

حفلت فترة رئاسة السيد نوري المالكي لمجلس الوزراء الثانية بجملة من التناقضات والأخطاء الكبيرة والتي كادت ان تعصف بالبلاد وتصله الى حالات الانكسار والتقسيم والحرب الطائفية والتي تمثلت بجملة من القرارات والإجراءات في تعامله مع حلفاءه وشركاءه سواء ممن معه في التحالف الوطني او من هم خارج التحالف الوطني مثل التحالف الكردستاني والقائمة العراقية.ومعلوم ان تشكيل الحكومة برئاسة السيد المالكي في فترته الثانية قد بدأت بازمة القائمة الفائزة الأولى حتى مع ما ادعته المحكمة الاتحادية من ان القائمة الأولى هي من تتشكل بعد إعلان النتائج وهذه الأزمة انسحبت على اجواء الحكومة وتشكيلها وما أنتجته على مدار السنوات الثلاث الماضية لتكون كل فترة هذه الحكومة ازمة بعد ازمة بل ان التوصيف الأفضل لحكومة المالكي الثانية هي حكومة ازمة.وتسلسل ازمات حكومة المالكي يبدا مع بواكير تشكيلها الذي تاخر عشرة اشهر واستمر حتى يومنا هذا لان نصاب الحكومة لم يكتمل وهي حالة نادرة وفريدة ولا توجد حكومة في العالم تبقى ناقصة حتى فترة انتهائها واسوء ما في هذا النقص هو غياب اهم وزيرين من التشكيلة الحكومية وهما وزير الدفاع والداخلية والاسوء من عدم وجود الوزيرين هو حالة الاستهانة بالدم العراقي وعدم الالتفات الى حالة التردي الامني ومصرع العشرا بل المئات يوميا.وما ان انتهى تشكيل الحكومة الانفجاري حتى بدا صراع الإرادات بين العراقية والمالكي من جهة لعدم تنفيذ المالكي لوعوده التي قطعها في اقرار مجلس السياسات الاستراتيجي وبين بارزاني تحديدا الذي وجد ان المالكي يتلاعب بخصومه وانه لم ينفذ ما تم الاتفاق مع القائمة العراقية وهذا يمثل استهانة ببارزاني والضحك عليه،ليس هذا فقط بل ان الخلاف اتسع مع الكرد لانهم اكتشفوا ان المالكي لم يخدع العراقية فقط بل خدعهم ايضا عندما تنصل عن تنفيذ عدد من البنود السرية التي تم التوقيع عليها مع صفقة رئاسة الحكومة ومن اهمها ميزانية الاقليم ورواتب البشمركة وحق التنقيب وبيع النفط وتوزيع المناصب.لم تتوقف صناعات الأزمات عند هذا الحد بالنسبة للسيد المالكي بعد ان وجدها الافضل في تقريبه من الشارع الشيعي الذي لا زال يقدس الرموز ويركع امام العنتريات مقابل تراجع كبير في مستوى الخدمات والامن والرفاه الاجتماعي والبنى التحتية والجوانب الصحية والماء والكهرباء فاندفع السيد المالكي كثيرا مع العراقية باعتبار انهم بعثية وملجا للقاعدة والقتلة والمجرمين ،طبعا ليس كل العرب السنة بل من يقف بالضد منه اما المطلك ومشعان الجبوري واللويزي والكربولي وقادة الفرق العسكرية ومسؤولي عدد من المفاصل الرئيسية فهؤلاء ملائكة وغير مشمولين باجراءات الاجتثاث والقضايا القانونية بقرينة تبرأت مشعان الجبوري بطريقة طيارية وعلى الطريقة الشابندرية،اما الكرد فعادت رواتب البيشمركة والتنقيب عن النفط والشركات الاجنبية وميزانية الاقليم والتوازن الوظيفي وتصريحات الشهرستاني والسنيد والعسكري الى الواجهة مع اضافة مشكلة تشكيل قيادة قوات دجلة المثيرة للجدل لتشعل البلاد وتسحقه رحى الازمات والاختلافات.كل هذه الازمات تم اشعالها رغبة من السيد المالكي وحسب التوقيتات المناسبة من اجل الهاء الناس عن التراجع الكبير في مستوى الخدمات المقدمة ومن اجل تحقيق مكاسب سياسية وانتخابية الا ان هذه الازمات كشفت خطا نظرية المالكي وائتلافه الذي سجل تراجعا كبيرا مثلً صدمة له ولحلفاءه .الشيء الاكثر الما في فلسفة المالكي هو انه يشعل الحرائق لحشد الشارع ثم يعود لاطفائه بتنازلات اكثر مما يقدمه لو انه عالج القضايا منذ البداية والاسوء من كل امر سيء هو ان الشارع الذي يتفاعل مع المالكي في خلقه للازمات لا يدافع عن حقوقه ولا ينتفض على المالكي الذي عاد وقدم من التنازلات الكبيرة الى الاطراف التي افتعل الازمة معها.انتهت المشكلة المفتعلة مع الكرد منذ ثلاث سنوات بقبلتين وساعتين من اللقاء وباكثر ما يطلبون وليس مستبعد ان تنتهي الازمة مع العرب السنة باربع الى ست قبلات وبساعتين من الحديث والكذب والنفاق.سؤال لماذا يفتعل المالكي الازمات ويحلها بعد فوات الاوان ..ثم انه اذا كان قادرا على حلها فلماذا هذا التاخير اما كان الاجدر ان تحل المشاكل قبل ان تستفحل وقبل ان تاخذ ارواح مئات الالاف من الابرياء ..واين هؤلاء الذين يصفقون للازمات ولا ينتقمون من الغدر والخيانة والتمسك بكرسي السلطة على حساب دمائهم وارواحهم مستقبل ابنائهم.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك