المقالات

شتان بين سياستكم وسياستنا

411 11:21:00 2013-06-11

حيدر حسين الاسدي

"رمتني بدائها وانسلت" سمعنا كثيراً بهذا المثل ولعل البعض يعرف معناه ولما يضرب وبعضنا يجهل معانية ونقول ان هذا المثل يضرب لمن يحمل على صاحبه ويعيب عليه أمور هي فيه ، فيبدأ بالحديث والتشهير أمام الناس ويُخرج نفسه بصورة الملاك الطاهر البعيد عن القصور والتقصير.تذكرت وأنا أقرأ هذا المثل ما تشنه وبصورة مستمرة أقلام معبئة سياسياً من خطابات ومقالات ولقاءات معدة مسبقاً وبصورة موجهة تخاطب عقول الشعب العراقي بسذاجة الأفكار وبساطة الطرح وبأدوات هزله محاولة إقناعهم بأطروحاتها متناسين ان شعبنا بات أكثر وعياً ومقدرة على المراقب والتحليل لكل الأحداث ، ولن تنطلي عليه الخزعبلات والخرافات التي تسوق من خلال وسائل مكشوفة تريد بها إجبار المواطن على التصديق وإيصال رسالة للمسؤول المخدوع ان الشارع يصدق أطروحاتهم ويسير باتجاه أفكاره .ولعل اخر هذه الخزعبلات ما شنته مواقع تابعة لتيار سياسي كبير في العراق تجاه سياسة المجلس الأعلى وقيادته بأنها خانت وأساءت ووضعت يدها بيد أناس مجرمين غير وطنيين عندما نقضت الاتفاق والعهد بينها وبين دولة القانون وراحت تتحالف مع قوى أخرى لتشكيل مجالس المحافظات المحلية ...لكنهم تناسوا أفعالهم ومعاهداتهم مع القتلة والمجرمين وقرارات الاستثناء لكبار المجرمين وجلسات التنازل مع رجالات البعث من اجل عقد صفقات الحصول على المناصب والمكاسب الضيقة ، واليوم وحين نتفق ونتحالف مع أخوة في الوطن وشركاء في العملية السياسية نصبح خونة ومتخاذلون وبائعون للقضية والوطن. هنا يُطرح سؤال مهم للساسة ممن يدفعون باتجاه تصعيد الأمور وتوتر العلاقات ... أن خمسون يوماً من المفاوضات والتفاهمات كانت كافية لتحديد بوصلة تحالفاتكم واكتشاف من معكم ومن ضدكم ومن يقدم حسن النوايا والمبادرات الناجحة لترطيب الأجواء وفك عقد الإشكالات وإنقاذ البلد من منزلق خطير ومن يريد الشر بالبلد وأهله.وليكن حديثنا أكثر وضوحاً ومصداقية لاننا قدمنا في كلامنا ان الشعب هو اكثر من أي وقت سبق واعي ومراقب ويدرك تفاصيل الأمور ، ان ما أرادته دولة القانون بنقضها الاتفاق وميثاق الشرف هو الظفر بأكثر المحافظات وتولي زمام القيادة فيها ، لكن السحر انقلب على الساحر وتحول حلم الظفر الى كابوس مرعب استيقظت عليه قيادات دولة القانون عندما بدأت المحافظات تنفرط من بين ايديهم وتتجه صوب كتل وطنية مؤمنة بتقديم الخدمة والمصلحة العامة على مصالحها الشخصية واندفاعها نحو اللحمة الوطنية وعدم تعكزها على التكتلات الطائفية .ان من نقض العهود والمواثيق برهن وبالدليل القاطع ان السياسة الفاشلة هي سياسة الغدر والخداع وان من يستند على تسقيط الشركاء للظفر بالمكاسب هو الخاسر الاكبر ولن يجني غير الندم والانكسار ، فيما برهن السيد الحكيم وقادة المجلس الأعلى ورغم كل الانتقادات التي وجهة إليهم أنهم أصحاب مبدأ وحنكة وشرف يحفظون وعودهم ويلتزمون بكلامهم ولا ينقضون ما تعاهدوا عليه لذلك وبتوفيق الله سددوا وحصدوا ما زرعوه من طيب وحسن نوايا ، ويكفيهم فخراً ان ابناء شعبهم فرحون بما حققوه وهذا هو الانجاز الأكبر .دعوتي للحكومات المحلية التي تشكلت ومن هي في طور التشكيل العراق ينتظركم لتحقيق ما وعتموه من برامجكم التي أعلنت وعيون شعبكم ترتقب المنجز لتطمئن قلوبهم بحسن الاختيار فسيروا على بركة الله ولتكون "محافظاتنا أولاً" في كل شيء .وأخر كلماتي أقولها لدولة رئيس الوزراء في ان التعلم في الكبر ليس عيباً ولا خجل فعليكم ان تتعلموا سياسة الوفاء والالتزام وحفظ العهود ، فأنها سياسة الشجعان والمقتدرين على إيجاد فرص النجاح لبلادهم وأحزابها ... شكراً دولة الرئيس فقد أوضحت لمن يبغضنا قبل محبينا إننا باقون على العهد والأوفياء في كل وقت وغيرنا لا يشبهنا في ذلك .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك