المقالات

قرة عينك يالمالكي

627 08:19:00 2013-06-11

سالف سكلاف

هناك خارطة سياسية واضحة تم رسمها منذ العام 2003 وتحديداً بعد سقوط النظام صدام الطائفي, اعتمدت هذه الخارطة على ثلاثة محاور رئيسية لضمان توازن العملية السياسية الوليدة في العراق الجديد, المحور الأول هو الكيان الشيعي وكان ممثلاً بالائتلاف العراقي الموحد الذي ضم بين جوانحه القوى الشيعية بمختلف مرجعياتها(حزب الدعوة بشقيه والمجلس الأعلى وحزب الفضيلة والتيار الصدري) إضافة إلى ممثلين عن الأقليات مثل الشبك والتركمان, المحاور الأخرى ممثلة بالكيان السني والكيان الكردي, وما يهمنا في موضوع بحثنا هذا هو الكيان الشيعي ووحدة تحالفاته والتي كانت ممثلة بالائتلاف العراقي الموحد كما أسلفنا سابقاً, والذي كان يمثل الطيف الشيعي في العراق ككل على الرغم من الاختلافات التي كانت سائدة آنذاك بين مختلق القوى المنضوية تحت هذا الائتلاف والتي وصلت الى درجة المواجهات المسلحة, إلا إن وجود شخصيات قوية تمتلك الرؤيا الواضحة وتحضى بمقبولية لدى كل الأطراف جعلت من الائتلاف خطاً احمر لايحق لأحد تجاوزه, كانت بدايته مع السيد محمد باقر الحكيم(قدس سره) ومن ثم السيد عبد العزيز الحكيم(رضوان الله عليه),حتى استحكم الأمر أخيراً الى دولة رئيس الوزراء نوري المالكي بعد اعاده انتخابه في عام 2009 بسبب عدد المقاعد التي حصل عليها في مجلس النواب.وبغض النظر عن الأحداث التي رافقت تولي الأستاذ نوري المالكي لرئاسة الحكومة العراقية والتي بدأت من اختيار المالكي بديلاً للجعفري كحل وسط وانتهاءاً بتمثيله لشخصية المختار!, وبين هاتين المرحلتين انقسم الائتلاف الموحد بل انه انهار وتلاشى في النسيان ليظهر كيان مشوه سُمي "دولة القانون" والتي تضم بين جوانحها حزب الدعوة وشخصيات بعثية أٌطلق عليها وطنية ومتملقين من هذا الحزب وذاك لإرضاء من بيده السلطة.وبعد كل الذي ذكرناه حاول المالكي أن يجعل من دولة القانون بديلاً للائتلاف الموحد وللتحالف الوطني ليكون ممثلاً وحيداً للشيعة,ودلالات هذا الأمر واضحة للعيان في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة والتي دخلت اغلب القوى السياسية في التحالف الوطني تحت مُسمى"دولة القانون" باستثناء التيار الصدري بقيادة السيد مقتدى الصدر و المجلس الأعلى ممثلاُ بقيادة السيد عمار الحكيم.لتبدأ بعد هذه الانتخابات(مجالس المحافظات) تحالفات بين مختلف القوى السياسية لتشكيل مجالس تلك المحافظات وليكون باكورة هذا التحالفات ميثاق شرف تم توقيعه بين اكبر الكتل الفائزة في الانتخابات(كتلة المواطن وكتلة دولة القانون) ومن ثمَّ انضم إلى هذا التحالف التيار الصدري كحليف ثالث بدرجة اقل من المواطن ودولة القانون.وبعد توقيع مواثيق الشرف بين الأطراف الثلاثة بدأت دولة القانون بالمماطلة في اختيار محافظ النجف والذي تم الاتفاق عليه من قبل التحالف حيث كان مقرراً أن يكون من كتلة المواطن, وتسويف ذلك من خلال رفض مساندة مرشح المجلس الأعلى إلا من خلال التصويت لأعضاء دولة القانون فقط(أي إنهم مسئولون عن أصوات كتلة المالكي الحقيقية لا غير) وبالعربي الفصيح إن المالكي لا يضمن حزب الفضيلة او منظمة بدر او تيار الإصلاح للدكتور الجعفري, يضاف إلى ذلك رفض المالكي مرشح المجلس الأعلى(الأستاذ عبد الحسين عبطان) لمحافظة النجف الاشرف, وصولاً إلى افتعال مشكلة في محافظة ميسان والتي تم الاتفاق عليها أيضاً لتكون من حصة التيار الصدري لكن المالكي رفض ترشيح المحافظ الحالي علي دواي رغم مقبوليته,وبعد مد وجزر انهار التحالف بين السيد عمار الحكيم والسيد مقتدى الصدر من جهة والمالكي من جهة أخرى أفضت الى إفلاس دولة القانون من أي تحالف يذكر لعدم مقبوليتها سياسياً وانعدام الثقة بالمالكي وحزبه.وبعد كل هذه الأحداث عاد المالكي من جديد ليهاجم المجلس الأعلى والتيار الصدري لتحالفهم مع كتلة متحدون برئاسة النجيفي, ووصفهم بأنهم خونه لأنهم نقضوا ميثاق الشرف وتحالفوا مع عدو الشيعة(المقصود كتلة متحدون), هنا أريد أن ارجع بالزمن إلى الوراء قليلاً واطرح سؤالاً من صوت على النجيفي في البرلمان ومن استثنى الدكتور صالح المطلك من اجتثاث البعث وجعله نائب رئيس الوزراء بين ليلة وضحاها.ومن عاب على السيد عمار الحكيم ذهابه إلى إقليم كردستان حتى تم وصفه من قبل الأبواق الإعلامية لدولة القانون بأنه خذل الشيعة, ولكن ما تم تحريمه على غيركم فهو جائز لمختار عصركم, فحلال المالكي حلال إلى يوم والقيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة !!!.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك