المقالات

هل تقبل دولة القانون بالمعارضة ؟

799 23:44:00 2013-06-10

واثق الجابري

يدعي بعضنا ان الديمقراطية لا تزال وليدة بعد عشرة سنوات , وأن الاختلافات مسألة طبيعية ومن جوهرها لأنضاج الأفكار وصقلها , وعقول الساسة في تنامي وتطور وأزالة عوالق الماضي وتراكمات الدكتاتورية , ساسة لا يزالون لا يمثلون الاّ إنفسهم , لا يحترمون ماضي التضحيات ولا حاضر الخيرات وتلك الميزانيات لتوفير أبسط مقومات الحياة , يسألون عن الخلل وهم سبب كل معوقات بناء الدولة وأنصب تفكيرهم خارج إطار وطن .سؤال كان يراودني دائما هل نصل في يوم الى الديمقراطية في مثالياتها ؟, وهل نتسابق مع اليابان حينما إستطاعت بقادتها إستثمار جهود وطاقات شعبها الطموح في سبعة سنوات لتضع ركائز الدولة , او نضاهي الأمارات بعدما كان الشيخ زايد يحلم ان يكون عندة شارع الرشيد , وهل استفادت الحكومة من تجربة كردستان ولا تزال المحافظات التي أجريت فيها الانتخابات تان من الحرمان ,سؤال يطرح نفسه دائماً خاصة في أيام الحملات الانتخابية لمجالس المحافظات وفي أجواء مشحونة من الأزمات المفتعلة وتعثر حكومة الشراكة , ومن طرح دولة القانون لحكم الأغلبية لمجالس المحافظات وتشكيل أغلبية سياسية برلمانية بشرط رئاستها, طرحته على احد الأشخاص الذي كان يمدح الحكومة صاعداً ويذم الأخرين نازلاً , فأذا أمطرت السماء في الصيف قال بفعل الحكومة لمعالجة التصحر وإذا تعالى التراب قال بفعل الأخرين , كان يتوقع كما هو متوقع عالمياً ان من يمتلك السلطة له الافضلية في الفوز بنسبة 30%وفي دول الشرق الاوسط 60%فما فوق وقد يحصل قائد الضرورة 99.9%دون منافس , سألته لنأخذ طرح دولة القانون ونفترض خسارتها في الانتخابات وحصولها على مقاعد قليلة هل تقبل ان تكون معارضة في الحكومة , إسود وجهه وتجعدت تقاسيمه وقال لا يجوز , أنا اعرف إنه من منطقة نائية محرومة من أبسط الخدمات ولا يفرق بين الانتخابات المحلية والنيابية ولا يعرف أحد من المرشحين لقائمة القانون ويسميها قائمة المالكي ويقول إنه سينتخبه , لم أستغرب الموقف من شعب عاش عقود في الدكتاتوريات والاستبداد ولا يرى سوى برامج التمجيد والبطولات الفارغة وحروب عبثية يزج بها ولا يعرف لماذا , ولا يزال شعبه فيه 7 ملايين أمي و8 ملايين تحت خط الفقر و40% على حافته وهم الورقة الانتخابية الرابحة , الخطابات الرنانة والعزف في وتر الطائفية كانت سمة الاغلب للترويج عن نفسها لعدم إمتلاكها البرنامج الأنتخابي والخطط الستراتيجية للخروج من الواقع المرير , ومثل هذه الشاكلة كان أحد المحافظين ألف ديوان شعر أستخدمه للترويج لحملته الانتخابية وزعه في ذي قار وكانت الاجابة , (نحن اهل الحضارة ومن يعلم الناس الشعر نريد الخدمات ), وجوابه ان عائلتي في النمسا وحقائب السفر حاضرة عند خسارة الأنتخابات , النتائج لم يسمح لها بتطبيق نظريات الأغلبية والواضح إن حزب الدعوة لم يتخلى من الغرور مع القوى المتكتلة معه حينما أعطى جزء قليل من المرشحين لهم والطيف الواسع له , وكانت المفاجئة تركيز الاحزاب على مرشحيها وتركيز العامة على القائمة لتذهب اغلب الاصوات لبقية القوائم ويحصل على 32 من 106 مقعد , وفشل ثلاث محافظين بكل امكانياتهم , وبالعودة لميثاق الشرف مع ائتلاف المواطن قبل وبعد الانتخابات اصرت دولة القانون لأعطاء محافظات ذي قار,النجف وواسط له لكون في تلك المحافظات حصول بقية الأحزاب مقاعد اكثر منه مثل الفضيلة وبدر , والتمسك بالبصرة رغم انه 2 مقعد وبدر 4 مقاعد , الشكوك بداية كانت داخل قائمة القانون بوجود إلتفاف على منصب المحافظ ورئيس مجلس المحافظة وحصره بحزب الدعوة , بعد 50 يوم ورغم وثيقة الشرف التي تفرض المفاوضات المركزية , تكشفت حقائق أنها عقدت أتفاقيات في ثلاثة محافظات مع قوى اخرى , والتبرير وجود ظروف خاصة , إذا عدنا لخرق الوثيقة لوجدنا ان دولة القانون كانت تبيت النوايا خلف الكواليس , وأذا قلنا الأغلبية والمعارضة نجد ان الحكم ليس بالضرورة ان يعطى للقائمة الأولى بل من يحصل على 50+1 لتكون الحكومة ممثلة لأكبر طيف من المجتمع , واذا كان الأدعاء ان محافظ البصرة حصل على أصوات كثيرة فهذا لا يعني رجاحة كفته ومثلاً حصل أياد علاوي على 400 ألف صوت , وأصوات المرشح تتوزع على مقاعد القائمة ولا يضمن حصوله على منصب مرموق , أما تحالف ائتلاف المواطن والأحرار والقوائم الاخرى مسألة طبيعية في اجواء التبادل السلمي للسلطات والأيمان بالتعددية ولا تحتاج للضجيج , وفي عقد الديمقراطية على القوى القبول بالنتائج ومباركة الأخرين , وتحقيق الهدف الخدمي ليس بالضرورة تصدر المناصب إنما بالمشاركة في مجالات أخرى ومنها المعارضة الفاعلة .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك