المقالات

الدم العراقي...

393 16:34:00 2013-06-07

الدكتور يوسف السعيدي

وحده الدم العراقي....لا ينام....هكذا اضحت دماؤنا انهارا لا ضفاف لها..دماء انطلقت من رحم الاحزان العراقيه.. وغزاة الحقد الاموي يتوافدون حيث بكت المآذن..وخرست النواقيس.. وساستهم الذين احترفوا مهنة النفاق وهم يبصرون ابناء العراق في بحار الاسى ووجع الارض.. وليل اليتامى.. وخطباء ودراويش السياسه اضاعوا البلاد.. بدهاء معاويه.. وغدر ابن ملجم المرادي..وحربة وحشي..ونبال حرمله.. انهم الشقاة الذين ادموا صفحات التاريخ ..وارتال شهدائنا مستمره..دون جوازات سفر..على شواطيء الموت المجاني.. وطوفان القتل الطائفي يصارع سفن النجاة ..في زماننا اليعربي المعروض في المزادات العلنيه..واسواق النخاسه ..ومكاتب المرابين ودهاقنة النفط الصحراوي..غيروا خرائط الوجوه وهم يعيشون ازمة التحرير...والتخدير...ويستحمون في بركة واحده..وحده الدم لا ينام في العراق... بينما أقفيتنا مثل رؤوسنا المؤجلة تتقلب فوق فراشنا المشغول بغرائزنا ، وكم مرة نعاشر نساءنا في الأسبوع . وحده الدم لا ينام في العراق ... وجاريات قسم الاخبار في الإعلام العربي متأوهات وراغبات بمعاشرة سماسرة مشايخ البترول كرمز للعولمه الجديدة . وحده الدم لا ينام في العراق... وخصيان قسم الاخبار في الإعلام العربي يؤجرون أقلامهم وأقفيتهم ويلونون وجوههم مثل الحرباء طالما ان لكل موقف ثمن . وحده الدم لا ينام في العراق... فيما عواصم الدول اليعربيه المذهبه مشغولة بأسعار البورصة وبناطحات السحاب التي تتحدى الله في عرشه ... وحده الدم لا ينام في العراق ... ونحن عراة من كرامتنا ، نلهو بنسائنا وأولادنا وبرواتبنا ، ونحاول ان نتسلى بما ينتجه " بتوع الشقه " والعربية و " حب إيه إللي انت جاي تقول عليه " ...وحده الدم لا ينام في العراق... ونحن صعاليك المراحل نمارس بعض الأسف ثم نسأل : ماذا على طاولة الغداء لهذا اليوم ! ... وحده الدم لا ينام في العراق... فيما المقهى لايزال يلملم ثرثراتنا المتهالكة ونحن نشرح المرحلة ، فيما أشلاء أطفالنا لاتزال عند المفارق تلعن الجلاوزه وكلاب الحراسة. وحده الدم لا ينام في العراق ... وها نحن نموت أحياء ... ايدينا باردة ، أقدامنا مترددة ، بطوننا مدورة ، وغازات تملأ أحشاءنا ... بعد ان تناولنا الليلة الماضية خمس وجبات وانبطحنا كل قرب إمرأته مثل الثور الذي سيؤكل غداً بعد ان اكلت كل الثيران . وحده الدم لا ينام في العراق... ونحن بلا عزه ، وجوهنا مشبوهة ، مرايانا ، ثيابنا ، أبوابنا ، وحتى سجادة الصلاة التي نركع فوقها ، ونكذب على الله ونحن نقول " حي على الفلاح " ... وحده الدم لا ينام في العراق... ولن ينام ...لم يشأ الشهر الماضي وما تبعه الا ان يودعنا بمشهد الدم العراقي وهو يمارس هوايته الابدية، منذ أن كان الدم ومنذ أن كانت ارض الرافدين ومنذ أن كنا.. يسيل في الشوارع بجبروت البقاء الأخير مؤكدا على هويته الإنسانية أولا، والوطنية ثانيا، والمأساوية دائما، ومؤكدا قبل كل هذا ربما على مصيره لدى الاخرين ابدا.هو الدم العراقي الذي يسيل الآن كما سال بالأمس ويسيل غدا، بذات اللون والشكل، بذات الاسم والعنوان، ومن ذات المنبع لأنه الى ذات المصب... حيث مأساتنا العراقيه وجرحنا الغائر. والنقطة السوداء في ضمائرنا مهما كبرنا ... مهما صغرنا.ارض الرافدين ما زالت دما يسيل في الشوارع......، حتى وأن اختصرت هذه المرة في مدينة بغداد وما زالت جرحا مفتوحا على كل الاحتمالات الممكنة واللاممكنة، وما زالت فكرة غير قابلة للموت بين أضابير الحلول المقترحة من هنا وهناك... فهي ما زلت على الاقل ارض العراق، سواء اختصرت قرب الوزارات العراقيه.. أم في بقية العناوين العراقيه المتشابهة في لون الدم والمتوحدة في شكل المأساة على الرغم من اختلاف الشعارات المرفوعة في المظاهرات المضادة.ولكن ماذا يعني ان تبقى ارضنا العراقيه في ظل موات تام رغم صيحات الالم الغبية التي يمارسها الجميع، العرب تحديدا، الذين ما برحوا يستمرئون لعبة الاكتئاب والصراخ ولعب دور الضحية الدائمة لكل أحد وكل شيء في كل زمن؟لا شيء طبعا..سنتظاهر كثيرا، وسنرفع الرايات والشعارات ونردد الصيحات المهددة بالويل والثبور وعظائم الامور ونعود الى بيوتنا في آخر الأمر لنشاهد التلفزيونات... حيث الدم العراقي ما زال يسيل.. ويسيل.. ويسيل!!...ولا ينام.......

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك