المقالات

حقق الحكيم ما عجز عنه الجميع

393 10:50:00 2013-06-03

زيد الحلو

بعد ان شاخت المساعي لتوحيد الصف بين القادة السياسين ودخلت في مرحلة سن اليأس السياسي وبعد تفاقم الوضع الامني في العاصمة بغداد وبعض المحافظات من خلال العمليات الارهابية المستمرة ووصلت الاحصائيات في عدد القتلى والجرحى خلال شهر واحد ما فاقت به اعوام الطائفية والقتل 2005 و2006 والتي أخذت مأخذها من الشعب المظلوم والتي ما كانت تميز بين طائفة واخرى , وفي أحنك الظروف بعد سقوط نظام الطاغية سعت المراجع الدينية وبعض القيادات السياسية في أجراء انتخابات حرة وديمقراطية في العراق وقام الشعب بواجبه الوطني على اكمل وجه وبدل ان تقوم الحكومة والبرلمان برد الجميل لهم والنظر الى معاناتهم والخوض في معارك تنقذهم من الموجات الارهابية الدخيلة بشتى انواعها أنما أخذوا على عاتقهم اثارت الازمات الواحدة تلو الاخرى فأصبحنا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا . وبعد كل هذا أصبحت الساحة السياسية تعيش حالة من الفراغ السياسي لا يجد من يملئه من قبل شخصيات عقلائية تكون مقبولة من جميع اطراف النزاع ومحوراً لهم , والمتابع لمواقف الشخصيات السياسية يجد في رئيس المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم ومساعيه الجادة للخروج من تلك الازمات هي خير من يمثل ذلك . ولا نستغرب لذلك لأن هذه العائلة من زمن عميدها المرجع الاسلامي الكبير السيد محسن الحكيم ومواقفه في تلك الفترة التي عاشها العراق ومن جاء بعده وما لمسناه من حياة شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم وأخيه عبدالعزيز الحكيم وسعيهم للم الشمل وتكريس مبدأ الوحدة الوطنية , وهاهو حفيدهم السيد عمار يكمل الطريق الموحش بسبب قلة سالكيه وهو لايملك أي سلطة او منصب حكومي تجذب الأنظار له وادراك الجميع صدق نيته في جميع مشاريعه التي يقدمها لحل المشاكل , فكانت مبادرته بالطاولة المستديرة ورغم عدم الاستجابة لها من قبل أقرب الناس ظناً منهم بأنه يراد منها مكاسب شخصية لكن برغم ذلك لم تثنى عزيمته و لكن هناك مثلا شائعاً يقول كثرة الطرق على الحديد تجعله يلين فخرج لهم بمبادرة الأجتماع أو اللقاء الرمزي بعدما بلغت القلوب الحناجر وأخذ الشيطان من جديد يرقص على أنغام المفخخات وبعد وصول البلد الى نفق مظلم وباتت وجوه العراقيين البائسة وأملها في خروجهم من هذا المأزق الطائفي المتجدد غير حاضرة على أرض الواقع واخذت اخبار العراق تتصدر نشرات الاخبار في معظم القنوات الفضائية ., فقام السيد الحكيم بمفرده بجمع كافة الاطراف المتنازعة والمتفرجة ولكافة الطوائف الدينية في العراق ولأدارة الوقفين الشيعي والسني للخروج بأضعف الايمان ولو برسالة تطمين للشعب العراقي بأننا موحدين بكل أطيافنا ورسالة رفض للطائفية المقيتة, وبرغم من عدم أخذه صدى أعلامي واسع لهكذا مشروع من شأنه ان يوقف نزف الدم العراقي ولكنه أثلج قلوب العراقيين وأذاب كتلة الجليد التي كانت جاثية على قلوب المتخاصمين واستهل السيد الحكيم حديثه بقوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا وأذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته أخوانا ) . مثل هكذا مشروع ويأتي من شخصية تريد ترسيخ سلطة الفصل لا سلطة الانحياز لهذا الطرف او ذاك والاحتفاظ بمسافة واحدة من الجميع ونجاحها في بث ثقافة المعارضة الايجابية وقول كلمة ( لا) بدون ضجيج غير معهود عراقياً هذه كلها كانت عوامل نجاح ومقبولية من كافة الاطراف .ولننظر في القادم القريب لعله يفتح ابواب للقاءات اخرى مماثلة تكون مكملة وقادرة على حل المشاكل والازمات ,لكن يجب ان تكون النيات وطنية خالصة صادقة في القول والعمل وعدم تجاهل أي مكون عراقي مهما كان حجمه والايمان بان حكم العراق يجب ان يكون بمبدأ الشراكة الوطنية المستحقة لأنه شئنا أم أبينا هذه هي الوان الطيف العراقي التي لايمكن محوها . والله الموفق

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك