المقالات

سَئمنا من ضبط النفس ؟!

466 10:29:00 2013-06-02

المهندس علي العبودي

عدة أسئلة تدور في ذهني , وأنا أرى في عيون البعض .. ممن كانوا يرجوا الله ليلا" ونهارا" بتغير خارطة النظام الحاكم , فالبهجة والسرور بدأت تتلاشى شيئا" فشيء كردة فعل نفسية , للمظاهر التي لا تنم بصلة الى الثوابت الدينية , والمنظومة الأخلاقية والعشائرية , والإرث الحضاري والفكري , الذي نفتخر به بين الحين والأخر , فالقتل , والتهجير , والفساد الإداري والمالي المستشري في جميع المؤسسات دون استثناء , فالمصالح العليا مغيبة , والمصالح الحزبية والفئوية والطائفية والقومية هي السائدة في المشهد السياسي الحاكم بعد التغيرات السياسية الى يومنا هذا , أما من يحَمل المفاهيم الأخلاقية المتمثلة بالإيثار والمصالح العليا التي تهم الوطن والمواطن فهو في الطريق المُوحش .أن أزمة الثقة بين الأطراف السياسية وبعض امتداداتها الشعبية , رسَخت في النفوس والوجدان , لتمنح الضوء الأخضر للقوى الإقليمية والدولية, لتحصل على موطئ قدم في العراق , ليسلب قراره وان كان الإمضاء بأيدي عراقية ! فالسيناريو المعَد من قبل أمريكا وإسرائيل وذيولها من أشباه العرب , هو التركيز على زيادة الأحتقان الطائفي بين أبناء البلدان العربية والإسلامية , فالشد الطائفي يعلو ولا يعلى عليه , فبعدما مرت علينا سنوات عجاف , يراد لها أن تولد من جديد , كانت دائرة الطب العدلي هي ملتقى العواطف الجياشة لعوائل الضحايا والمغدورين , فالمشاعر تحاكي الوجدان بهمس , لتخاطب النفوس المجردة من الرحمة والرأفة , لتنادي بلسان حال شهداءها (بأي ذنب دمي جرى) , ليس عجبا" ان نسمع , ونرى ,ونلمس , استهداف الشهداء قبل توجههم لمثواهم الأخير ! فخفافيش الظلام لا تستثني أحدا".. وأن كان خطا" أحمر, كالأماميين العسكريين عليهم السلام , ففي بلادي يستهدف المرجع والمكلف , والمسجد والمقهى , والكاسب والموظف , شيعيا" كان ام سني , عربيا" كان ام كردي , تركمانيا" كان ام صابئي , دمائنا في المزاد العلني , لكنها الأرخص في العالم , با أبخس الأثمان نقتل , وبالطرق التقليدية نقطع , فبالأمس التهموا كبد حمزة (عليه السلام ) , المارقين , والمأجورين , والحاقدين , أتباع هند , وآل ابي سفيان , وآل مروان , ومن سار على نهجهما , أما اليوم فقد تجاوزا أكل الأكباد , ليلتهموا القلوب بأسم لا أله الا الله , فتتوجه بعض أـهالي الضحايا الى المرجعيات الدينية والسياسية الموالية لها , بردة الفعل التي لا يعرف عقبها الا الله , والجواب هو (ضبط النفس ), ليتكرر المشهد عشرات المرات بل المئات , والجواب يراوح في مكانه , فأي نفسُ لها القدرة ان تقف مشلولة امام ضبط النفس هذا , قد نشخص الجاني , ومن يؤويه , ومن يدعمه في الداخل و الخارج , ولانتفاجئ ان يصل الدعم لدعاة الفتنة والقتل من بعض الرؤوس الكبرى في السلطات الرئاسية الثلاثة !! , دون حياءُ او خوف من الله , تاركين خلفهم القسم القرآني أمام الله والشعب .فهل ضبط النفس من الجبن أم الحلم , وما الغاية من أصرار المراجع لهذا المفهوم , فالشكوك والهواجس التي تشد البعض الى العصبية المفرطة , أصبحت لا قيمة لها لقول الأمام الصادق علية السلام ( الصبر على المصيبة , مصيبة للشامت ) , فالصبر على فقد المال والبنين, له ثمار لم نلمسها الآن , وربما سيكون لها واقع مشرق في المستقبل القريب , لعدو يريد ان ينال من وحدتنا وعزتنا وكرامتنا , قدرنا ان نكون في بلد متعدد الألوان , والطوائف , والقوميات , والديانات في ظل عراق واحد, كلنا في مركب واحد رضينا بذلك أم لم نرضى , فإذا غرق فأنه يغرق بالجميع , مالنا خيار الا الصبر والصمود , أمام هذه التحديات الخطيرة , فالالتفاف حول المرجعية الدينية والجهات الموالية لها ..بالإضافة الى الخيرين من أبناء هذه الامة .. هو السبيل الوحيد لنا للعبور للضفة الأخر , فالبهجة والسرور من أسقاط النظام , لم ولن تتلاشى .. وإنما حاصلة بصبرنا وصمودنا وأن كان على مضض .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-06-03
مقال وكاتب شجاع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك