المقالات

لإجل بقاء العراق...

475 14:09:00 2013-05-31

عبدالله الجيزاني

الشعب العراقي على مر العصور شعب واحد، يختلف كثيراً عن مُحيطه الإقليمي على الأقل من حيث علاقة مكوناته مع بعضها، ، ففي العراق آخر مايُعرقل العلاقات الإنسانية والإجتماعية والإقتصادية الطائفه او القومية، على خِلاف بعض البُلدان المجاورة حيثُ المذهب يقف حائلاً امام الكثير من العلاقات بين أبناء البلد الواحد. ورغم سعى الحاكم لزرع التفرقة بين هذه المكونات، مرة من خلال إستصغار طرف والإستهزاء بآخر،أو تمييز طائفة أو قومية على آخرى، لإستعداء طرف على آخر، وسِواها من هذه الاساليب التي تُثير تلك النزعات داخل المُجتمع.لكن وحدة الشعب كانت أكبر من كُل الأساليب المُعادية لشعب واع يمتلك منظومة أخلاقية راقية مُستمدة من روح الإسلام، وأستطاع ان يُحول التعدد فيه إلى عنصر إثراء فكري وأخلاقي.ومع بداية سقوط صنم بغداد في عام 2003 وتداول معلومات عن مخاوف حدوث حرب طائفية، كان مُعظم العراقيين يستبعدون ذلك للأسباب المذكورة انفا. لكن المُحتل وهواجس المُكونات الرئيسة وكذا الأجندات الخارجية، وحصول أخطاء كارثية في التعامل مع مُخالفات ذاك النظام، ووجود أزلام النظام وإحتضانهم في مُحافظات مُعينة كان الصوت الأعلى فيها يضعها في خانة النظام، الذي لم يكن مع أي جهة ولاضد أي جهة انما كان مع أستمرار حكمه باي ثمن، خلقَ حالة من التوتر على أساس طائفي، لكن الصورة الاوضح أن مُكونات الشعب العراقي لم تتغير ولم تدخل بصراع مذهبي، ومن تورط بذلك هي مجاميع قليلة العدد لها ضجيج عال، جندها المحتل والجوار بواسطة البعثيين مرة وبواسطة الطائفيين والمتوجسين خيفة من القادم، ليغرر بالقليل من أبناء الطائفتين، ناهيك عن جهل من حمل أجنده خارجية من بعض الساسة، وساهمت الأزمات السياسية التي أصطنعها هؤلاء في تنمية التوتر في الشارع العراقي، وبعد أن جرب الشعب العراقي التمترس خلف القومية أو المذهب وذاق مرارة القتل على الهوية التي عمل المؤدلجين وأصحاب الأجندة المشبوهة على ممارسته في السنوات المنصرمة، وجرب نتائج التلاعب بمشاعره من قبل ممتهني السياسة وتجارها، وجرب السير خلف دعوات ألتصعيد التي يُمارسها الساسة، وجرب سياسة الأزمات المفتعلة لأغراض انتخابية. وعلى الشعب أن يعود إلى الحل الأنجع والأصح والأسهل الا وهو التوحد في الشارع ودعم دعوات التهدئة وإ شاعة روح التسامح بين المكونات، وعزل الساسة المازومين الذي لايعنيهم سوى مواقعهم، ومناصبهم مهما كان ثمنها، وترك الألتفاف حول المتشددين واصحاب الخطب الرنانة، فأن التشدد لايمكن أن يحفظ وجود أو يعيد حقوق، وملاحظة أن الوجود والحقوق ووحدة الشعب والوطن لايمكن أن تتحقق إلا من خلال حرص المكونات على حقوق بعضها، والإبتعاد عن النظر خلف الحدود وتوقع أن الخلاص قد ياتي من هناك، فلكل بلد مصالحة ويسير وفق الأجندة التي تحفظ وتحقق هذه المصالح، وإسناد ودعم دعاة الوحدة والعاملين على ترسيخ القيم الأصيلة التي ميزت العراق عن غيره من البلدان، وهذا لايمكن أن يتحقق بلاتضحيات وتنازلات متبادلة، من الجميع، وإلا لن يخسر أو يُلام أحد عندما يُشطب اسم العراق من خارطة العالم كدولة لها تاريخها الذي تفتقرة أغلب الدول الاسلامية والعربية، سوى المخلصين من ابناء هذا البلد.

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك