المقالات

سوراقيا ..! أزمات متداخلة..

501 13:08:00 2013-05-30

ضياء الجبوري

أجد من المهم التذكير بأن العراق يقع جنوب غرب أسيا، ومن قدره انه تموضع - كدولة- في القسم الشمالي الشرقي من المنطقة العربية، القوس الجغرافي السياسي (للعراق) يحصره بين (فلسطين المحتلة...لبنان...سوريا... شرق الأردن...إيران ...البحرين... السعودية...وصولاً إلى اليمن وتعقيدات تشكلها). المتتبع لهذا القوس؛ بنظرة القارئ المتفحص لا بنظرة الواقع داخله، يجد إن العراق هو مركزه، وهو مرشح لأزمة كبيرة سـتدخله دوامة أزموية تفوق إحداث سوريا، ومصائب اليمن، والعداء لإيران وشرور السعودية وظلم النظام البحريني، سيما أن العراق يمتلك أرضية خصبة انبتت عشباً أسمهُ الخلافات اعتاد العراق تناوله، وأصبحت وجبة أساسية في حياته اليومية، منذ بزوغ شمس الدولة الإسلامية وانتقالها من المدينة المنورة إلى الكوفة، على يد أمير المؤمنين علي عليه السلام، لأسباب لسنا في واردها الآن، لكنها ستشكل موضوعاً لمقاربة ً ربما سيتاح لنا في مقال قادم.وكان قدر العراقيين أن يتعايشوا مع زخم المشكلات التي وقعوا، أو أوقعوا فيها، فالعراقيين لهم أسوةً حسنة "بذبيح كربلاء" الذي لم يخرج أشرا ً ولا بطراً، بل مثل ما قال: لنصرة دين جده محمد صلى الله عليه واله وسلم، ومن هذا القدر أن ألطف وإحداثه يتكرر في كل يوم من أيام العراقيين، سابقها ...حاضرها ،ربما في قادم الأيام.لعل موقعه وارتباطه الإقليمي، داخل قوس الأزمات الجغرافي جعل منه ارض طف ومحط صراع مستمر، و أيما حدث بالعراق يؤثر على الإقليم ويجعله جزء من المشهد، ومظاهرات الأنبار تعد وفقاً لهذا السياق، امتداد للازمة السورية التي تفاقمت وأخذت أبعاد خطيرة، وصلت إلى عظم التهديدات الواضحة، لمرقد العلوية الطاهرة زينب الحوراء عليها السلام، فأرتبك المشهدُ و أتخذت إجراءات وخطوات غير معلومة النتائج، لا يعرف مدى اشتراكها في صناعة أزمات جديدة، لكن من المؤكد أن قادة وحركات سياسية شيعية وجدة نفسها مجبرةً على ان تفعل شيئاً ما للدفاع عن مقدساتها في الشام، الآمر الذي عده مناوئيهم تدخلاً بالشأن السوري، في حين يتغافل أولائك الرافضين لدفاع الشيعة عن مقدساتهم عن مئات الألآف من المقاتلين التكفيريين القادمين من الدول المغاربية ، والشيشان والبوسنة وتركمنستان، وأفغانستان، ناهيك عن ما تنجبه الجزيرة العربية المهد الأصلي للوهابية التكفيرية من إرهاب مدفوع الثمن، بأموال دولة "الموزة القطرية" فهل ستسبى زينب من جديد؟!... وهل سيقف "العباس" عاجزاً عن إطفاء نار توقد في الخيام ؟!... وهل لعلي أن يشفع لقوم سكتوا عن هتك حرمة أهل بيته في حياتهم وبعد مماتهم ؟!.إن العالم المتحضر مطالب بأن يقف موقف جدياً ينسجم مع مفهوم الحضارة، لإخراج المنطقة من بئر التخلف والنكوص الذي أوقعته فيه العقلية المتشددة للفكر ألظلامي، والذي غزى البشرية منذ قرابة ثلاث قرون على يد أجلاف الوهابية. مراقد أئمة الحق أهل بيت الرحمة، بحاجة إلى موقف واضح وصريح لا يقبل المجاملة، أو التردد، عن مدى الصواب في إرسال الشباب، للدفاع عن مرقد السيدة "زينب عليها السلام"، وعلى أصحاب القرار أن لا ينظروا بعين رمداء، لا تبصر إلا ما تراه منسجماً مع مآرب دنيوية لا تمت للآخرة بصلة ولا تدفع عنهم عذاب يوم اليم .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك