المقالات

ظــهـور الــنـزوات الــمكـبــوتة

835 21:48:00 2013-05-15

علاء التريج حقوقي ومستشار نفساني

ان الاحداث السياسية والامنية التي تعيشها المنطقة العربية أصابت الادراك والحس السليم بالسقم, ولم يسلم منها حتى الطبقات التي تدعي العلم والثقافة و بدأ يظهر في انماط من السلوك المتطرف نتيجة الشعور بالاضطهاد الذي هو نتاج متولد من الدور السيء الذي يقوم به الاعلام في تضخيم القضايا, ودور البروباغندا في تغيير الوقائع باستخدام الكذب وغسل العقول ان حالة العزلة و الانطواء الذي تعيشه بعض الاطراف الطائفية او القومية انما هي نتاج السياسة القذرة التي رسمتها قوى دولية و اقليمية واستجابة بعض اصحاب الانفس الضعيفة في الوطن الواحد لتلك الدعوات حتى خلقوا خوفا متطرفا في اوساط ابناء الامة, فوجدوا الارضية الخصبة في المنطقة التي تعيش على ركام من التاريخ الاسود المليء بالحق والباطل على مدى قرون.ان القيم والمبادئ تصبح شئ عرضيا كما يقول علماء المنطق وهذا العرض سرعان ما يزول امام الاستعداد الدائم لظهور النزوات المكبوتة, فتبرز نزوة الهدم وفرض الارادة على الخصم بكل الوسائل المتاحة. ذكر احد علماء النفس ان الشخص يتعصب كي يحارب الشعور بانعدام الامان، والخوف من الآخر والشعور بالعجز الذي لا يعترف به او يتحمله...من خلال ما تقدم نأتي لنطبق تلك المفاهيم على المصاديق في الخارج نجد ان الفتنة التي اوقد نارها الساسة وتجار السلطة في المنطقة والتي كانت بإرشاد مخابراتي دولي كبير جعل ادواته بعض الاعراب حتى جعلوا تلك النزوات المكبوتة تبرز في اوساط البسطاء من الناس من خلال الاعلام المسموم والموجه, حيث استطاعة ان تجعل السنة في العالم يشعرون بعدم الامان والخوف من الشيعة, وعندما وقعت الواقعة في بعض الدول التي يتواجد فيها اتباع اهل البيت ( ع ) اخذ هذا الاعلام بتعظيم التضحية من اجل القضية التي بنيت على مقدمات باطلة وفي نفس الوقت كان التشريط والانقطاع عن العالم الخارجي يأخذ مأخذه من هذه الجماعة و بدأوا بتمجيد المثال من خلال ما يحرفونه من الكلم و اعتبروا ان الشيعة يسبون ام المؤمنين والصحابة في قت يقوم من هو محسوب عليهم بنبش قبور الصحابة. ان هذه الازدواجية المسكوت عنها من قبل الطرف السني انما كان على اساس اسكات الحس النقدي بسبب ما تقدم وبذلك يستقطبون الانتحاريين الذين يريدون ان يدفعوا الشك عن عقيدتهم.ان التقسيم الموضوعي من خلال استقراء للواقع السياسي و الطائفي يمكن ان نقسمه كالتالي:1- الساسة: هم مجموعة من المنتفعين سواء كانوا احزابا او ملوك او امراء حروب, سنة وشيعة عربا وغير عرب مسلمين و غير مسلمين شرقيين او غربيين, فهم من شرعة واحدة.2- رجال الدين: وهنا اتحدث عن القاعدة العامة لا الشواذ, فالسنة تم الغاء المعتدلين وسلط الاعلام اضوائه على المتعصبين من اجل التعبئة للهدف, فيمكننا القول ان القاعدة هي التعصب وهذا ما شهدناه في اكثر البلدان الاسلامية, اما الشيعة فالقاعدة العامة هي الاعتدال وهذا يبدو بشكل واضح من خلال المواقف العظيمة في ضبط الشارع الشيعي من قبل مراجع الدين الشيعة و الحركات السياسية المرتبطة بهذه المرجعيات, فقد مثلوا القمة في ضبط النفس لمنع وقوع الفتنة الطائفية, وهنا يمكننا ان نقطع بان هذه الفئة بعيدة كل البعد عن العصبية التي تحدثنا عنها.3- الجماعات المسلحة: منها التكفيرية ( السلفية الجهادية ), فهي العصبية العمياء بعينها واداة لضرب الاسلام كدين من حيث لا يشعرون, بل هم بهائم ذات دمار شامل, فلا يميزون بين انسان او حجر, مسلم او غيره, وعصمة الدم والمال والعرض للإسلام الاموي فقط. وكذلك بعض الحركات التي انزلقت الى التكفير واسبابها كثيرة.4- حركات التغيير: سنية و شيعية وهي سلمية بطبعها ولم يتمكن الاخرون من ان ينحدروا بها الى التعصب. فتم محاربتها بأبشع الوسائل.نحن بحاجة الى جرعات مكثفة من اجل اثارة الحس النقدي لدى الاخر كي نجعله يضع يقينياته موضع تساؤل ومن بعدها يمكن ان نحاوره على اساس ظنياته وبخلاف ذلك فان التحجر سينتشر وعندها لا تجد مكانا مرنا للتعاطي معه الا بتحجر اخر.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك