المقالات

قصتي مع حافظ بن ابي طالب!...بقلم: باقر جبر الزبيدي* رئيس كتلة المواطن في البرلمان العراقي

2220 07:41:00 2013-05-15

 

 في بداية السبعينات وبعد ان اتممت دراستي الاكاديمية مهندسا مدنيا في جامعة البصرة 1968-1969 توجهت الى العمل التجاري في سوق الشورجة، واجلت العمل بوظيفتي كمهندس بسبب تاثيرات كلام لوالدي الذي كان احد كبار تجار بغداد بضرورة التوجه الى السوق وترك الوظيفة الحكومية!.

وبسبب طبيعتي التي تميل الى الفاعلية والديناميكية كنت لا اميل الى العمل المحدود الذي يقيدني ويقيد حركتي في محل صغير او دكان محدود فقررت الانتقال الى العمل الصناعي حيث شهد العراق في بداية عقد السبعينات نهضة صناعية كبيرة وهي اول قراءة حديثة ومتقنة لي في تحديد خارطة طريق استهل بها مشوار حياتي التجارية والصناعية في بلد ينمو باتجاه صناعة نهضة خاصة به مادفعني الى الانفتاح على اوربا واليابان ولم انس وانا اتوجه شرقا وغربا وفي طول البلاد الاوربية وعرضها البلدان المجاورة للعراق فكانت دمشق وحلب اول محطتين للافادة من تجارب الدول المحيطة التي سبقتنا الى التجارة والصناعة منذ ..رحلة الشتاء والصيف!.

اقمت علاقات تجارية وصناعية والى جوارها علاقات عربية خالصة لها علاقة بالاسلام مع كبار الشخصيات التجارية والصناعية في سوريا..وبقيت تلك العلاقات مع هذه الصفوة قائمة مستخدما في كل جولاتي ورحلاتي السورية اسمي الصريح الذي نسيته ووضعته في درج النسيان حين استقر بي المقام لائذا باكناف دمشق ومعارضا لنظام صدام حسين في الثمانينات ..فقد اصبح اسمي بيان جبر خوفا على ما تبقى من عائلة باقر صولاغ جبر الزبيدي!.

بعد الاستقرار في دمشق ايلول 1982انغمرت في عملي السياسي والاعلامي والجهادي المختلف تماما عن الصيغة المدنية والمهنية التي نشات منذ صباي عليها وطيلة تلك الفترة انجزت اضعاف ما كنت اتمنى انجازه على الصعيدين التجاري والصناعي الشخصي اذ قدمت لبلدي وشعبي وتيار الحركة الاسلامية والوطنية الذي كنت انتمي اليه ما افخر به وهو مدون وموجود في الوثائق الوطنية وفي ذاكرة جيل كبير من العراقيين عاصرني لفترة ربع قرن!.

بعد غزو النظام العراقي للكويت اب عام 1990 حدث حراك سياسي مذهل في تلك الفترة وانفتحت فجأة الفضائيات العربية والاجنبية علينا في المعارضة العراقية واصبحت في فترة قصيرة واحدا من نجوم مربع الشاشة العربية متحدثا رسميا للمجلس الاعلى وصوتا يعبر عن واقع المكونات الوطنية التي تعاهدت على اسقاط النظام وتاسيس نظام وطني بديل ولدي مركز دراسات ستراتيجية في دمشق وبغداد احصى لي في فترة التسعينات الى ماقبل سقوط النظام في 9 نيسان 2003 قرابة ال4000 مقابلة تلفزيونية واذاعية وصحفية في مختلف الاقنية العربية والاجنبية.

هنا ..وذات يوم  من اواخر عام 1993كنت اتمشى في (سوق الحميدية) في الشام اتطلع الى المحال التجارية تغمرني لحظة انكفاء الى سوق الشورجة..الى السنوات الاولى التي تدرجت فيها من مربع الدكان الصغير الى مربع الصورة التلفزيونية الى مربع(طول القماش) والالوان الزاهية التي كانت كلها تذكرني ببداية التاريخ!.

وهنا وفيما انا اجول بذاكرتي هذا المكان واذا بصوت ياتيني من الخلف ظننته صوت تاجر كان صديقي ..صوت علي نعش لكن لهجة الرجل الشامي اوقفت تسلل علي الى الذاكرة..قال لي الرجل الشامي ..هل انت باقر صولاغ ام شقيقه؟!.

التفت اليه بابتسامة ارجعتني الى اواسط السبعينات من القرن الماضي..اجبته..هل انت ابو محمد؟!

قال لي ..نعم!.

اكمل الرجل .. وهل انت باقر؟!.

فاجبته..نعم

ولم نشعر بعد هذه الاسئلة الا ونحن متعانقين!.

وجدت نفسي في محله التجاري الكبير وسط سوق الحميدية وتذكرت هذا المحل فقال الرجل ..هل تعلم ان اصدقائك وصناعيي حلب يسالون عنك ويتابعون اخبار حركتك السياسية والاعلامية ولقاءاتك مع الرئيس حافظ الاسد من خلال شاشة التلفزيون لكننا كنا (والكلام لابي محمد السوري) نتسائل ..هل هو باقر ام ابن عمه لان الشبه كبير الا ان الاسم قد تغير من باقر الى بيان فطلبت منه دعوة جميع الاصدقاء والقدوم الى بيتي على مائدة العشاء حيث كنت اسكن في حي الزاهرة الجديدة وسط دمشق محاطا بمكتب سياسي ومكتب اعلامي مماثل ومركز للدراسات السياسية الاستراتيجية وحين التئم شمل الجماعة التجارية الذي زاد عددهم عن 8 تجار وصناعيين استذكرنا الايام السبعينية الماضية وكانت فرصة استطاعوا فيها حل لغز الاسم!.

في اللقاء الثاني بهم كان الحديث اوسع واشمل وتطرقنا فيه الى الشؤون السياسية في البلدان العربية لكنني شعرت ان الحديث كان واضحا وشفيفا ولم يتحرج احد في قول ما لا يمكن قوله امام الاخرين وحين مر الكلام عن الرئيس حافظ الاسد وسياساته الداخلية والعربية وموقفه القومي تحدثت باسهاب عن لقاءات تكررت مع الرئيس الاسد بمعية السيد الحكيم فرد علي احدهم ..انك شكوت من صدام وتحدثت عن اجرامه وقتله واستبداده ودكتاتوريته وتدميره لبلده وما يكتنف هذه السياسة من تغييب للحريات ومصادرة للحقوق المدنية للعراقيين فلماذا لا تتحدث عن الشق الثاني لحزب البعث في سوريا اذ نحن نشعر بنفس المظالم ونتطلع لنفس الاهداف لكن الفارق بيننا وبينكم ان الفرصة اتيحت لكم لكنها لم تتح لنا!.

بدات بدوري افند الفوارق بين الحزبين والشخصيتين والتجربتين والسياستين وقلت انا اشبه بغداد العباسية بدمشق الاموية وحكم الاسد يذكرني بدهاء معاوية بن ابي سفيان!.

رد علي صديقي الذي التقيته اول مرة في سوق الحميدية قائلا..

اخي بيان ..نحن نريد حنكة ودهاء معاوية بن ابي سفيان وليس حافظ بن ابي طالب!.

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
معجب بقيادك
2013-12-03
السلام عليكم ورحمة الله وانا بصفتي مواطن عراقي مغترب اني اصوت من الان الى الحاج باقر صولاغ كرئيس وزراء الى العراق ولست وحدي بل انا واهلي واصدقائي واوجة رساله اود ان يسمعها كل عراقي يريد الأمان يرد الرجوع الى بلدة يريد العدالة فلينتخب باقر جبر صولاغ الزبيدي .
محمد النجفي
2013-05-15
ونحن نريد علي بن ابي طالب وإن خسرنا فنحن الرابحون
majid
2013-05-15
رغم كل احترامي لصاحبك ولك شخصيا والله على ما اقول شهيد ان ما يشهده الغرب من نهضه هو بسبب قيم علي وليس بسقوط معاويه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك