المقالات

في إنطباق الصورة: إسلام أم تأسلم..!؟ ...بقلم: قاسم العجرش *كاتب وإعلامي

400 21:28:00 2013-05-04

 

تضرر المسلمون والدين الإسلامي كثيراً منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001، وتغيرت نظرة العالم عموما والمجتمعات الأوروبية خصوصا لهم، وشاعت في تلك المجتمعات فوبيا الإسلام، وسادت ظواهر الخوف من المسلم الذي كان يوصف قبل تلك الأحداث بأنه متسامح وكريم وطيب..وصارت الصورة المتسيدة على أذهان شعوب كثيرة عن المسلم صورة قاتمة جدا ة..قبل الحادي عشر من سبتمبر كانت صورة الإسلام مؤطرة بزخارف ونقوش مذهلة يقف عندها المتلقي ساعات متأملا فيها ..

بعد سبتمبر تم إمحاء هذه الصورة من ذاكرة العالم وأصبح الإنسان المسلم حزاماً ناسفاً أو عبوة لاصقة ، ورسول فناء ودمار، ولم يسلم منه حتى القبور.وبدلا من أن تنتشر قيم الإسلام أقامت الكثير من المجتمعات والشعوب مصدات وحواجز خوفا من الإسلام والمسلمين.. ولم تكتف تلك المجتمعات بالمصدات والحواجز، ولكنها شرعت على الفور بتبني إستراتيجية جديدة عمادها مهاجمة المسلمين في عقر دارهم حتى تكون المعركة على أرض بلاد المسلمين وليست على أرض تلك المجتمعات ...وبدأت السبحة في أفغانستان وكرت في العراق والحبل على الجرار، وفي معظم الأحوال إستخدموا "نوع" من المسلمين كأدوات في هجومهم .

وهكذا وخلال عقد من الزمن تسارع  ت الأحداث التي أسهمت كثيراً في وصول المنطقة العربية والإسلامية إلى هذا التفكك والفوضى والبربرية واللا أمان. في بدايات القرن العشرين والذي سماه الفلاسفة والمفكرين باسم عصر التنوير، كان مفترضا أن نستفيد من فورة المعارف ونسخرها لخدمة التعريف بديننا وقيمنا وأخلاقنا، وهي كانت على الدوام محط تقدير وتفهم من البشرية جمعاء، لما تنطوي عليه من تفاصيل تتوائم مع الفطرة الإنسانية، لكن بعد سبتمبر 2001، وفيما كان العالم يسير بخطى متلاحقة الى أمام، كنا نعود القهقرى الى الوراء...لقد بدأ عصر إسلامي جديد هو عصر النكوص الذي تمثله العقيدة الوهابية وتطبيقاتها على الأرض، والمتمثلة بثقافة الموت من أجل الموت والقتل من أجل القتل..

قبالة هذا النكوص كانت أيضا تؤسس وبتؤدة عناصر مشهد إسلامي جديد مناقض لهذا المشهد ألأسود ومتجاوز له ومغاير له في كل شيء.. فقبالة النكوص يقف الإنبعاث، وقبالة القتل يقف التسامح والمحبة..وقبالة ثقافة رفض الآخر بنيت ثقافة الحوار والعلاقات التفاعلية مع كل شعوب الأرض ومهما تكن ثقافتهم..وقبالة طرح الإسلام بالصورة المشوهة التي وصفناها، والتي تزيد نفور الآخرين منه، طرحت صورة المسلم الواعي العارف بحقه المتعايش سلميا مع الآخرين..

لقد فعل الشيعة الكثير من أجل إقناع العالم بأن البشاعات التي تصدر عن "النوع" الإسلامي الآخر، ليس إسلاما بل هي شيء آخر، على العالم أن يجد له توصيفا ينطبق عليه....ومع أن جهدا كبيرا هو المطلوب لتغيير الفهم العالمي السيئ عن الإسلام الذي رسخته العقيدة الوهابية أيما ترسيخ.. إلا أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة..

الطريق الذي حدثتكم عنه ليس بجديد على الإسلام، وهو طريق بدا مع بدايات الإسلام الأولى، والحقيقة أن الطريقين؛ طريق النكوص والطريق المنفتح على الخير كانا يسيران سوية منذ أول آذان لبلال رضي الله عنه..! وقصة هذين الطريقين معروفة، وهي التي قسمت العالم الإسلامي الى هذا الانقسام الذي لم يستطع مغادرته وربما سيبقى سائرا فيه الى أن يملأها من سيملأها قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا..

 وبعودة سريعة إلى تاريخ الوهابية في ادعائها نشر الدين الإسلامي، نجد أن صفحاتهم مليئة بما فيه دمار وفناء الإنسانية، فيما صفحاتنا بيضاء تسر الناضرين.. فهل يحق لهم التحدث باسمنا وباسم الإسلام؟ وهل لا يزال البعض يعتقد أنهم مسلمون وليسوا متأسلمين؟.

كلام قبل السلام: يبدو أن الإرادة الإلهية وراء الانقسام الإسلامي، والحقائق تقول أن الخير سابق على الشر، والشر يستحدث كي يعرف الخير..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Saad AL zaidy
2013-05-05
العودة الى تاريخ الوهابية يا استاذ قاسم سوف تُريك العجب العجاب حيث ستجد تاريخ تاسيسها كحركة وليست مذهب وسوف تجد اصابع الماسونية ودور الصهيونية واضح في التأسيس واختيار الاهداف ثم تعجب جدا من تفعيل اجتهادات وتنظيرات بن تيمية وتلميذه الخائب محمد بن عبد الوهاب ومن المؤكد سوف يستغرقك العجب لو عرفت مولد ونشأت كل منهم عندها فلن جد غرابة في تصرفات بن لادن والقرضاوي و0000الخ
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك