المقالات

علة التخبط السياسي لدى الدعاة؟

487 13:00:00 2013-04-11

محمد رشيد القره غولي

يقول علم الاجتماع ان الاجماع هو الاتفاق على القواعد التي ينبغي ان تحكم سلوكهم فيما يتعلق باهداف النسق، و هذا لا يعني ان النظام لا يقوم الا بالاجماع الكامل بل الاجماع جزء من عوامل اخرى لتحقيقه، لكنه لا يتطلب الا وجود اجماع كاف على شرعية النسق التنظيمي الاساسي و على شرعية تولي المسئولين للادوار الرئيسية و على القواعد العامة، و ان اي شذوذ داخل هذه المعادلة و التي اجتمعوا عليها فانه سيخل بالنظام عموما، بل و كلما زادت الفجوة كلما تلاشى الاجماع المراد، مما ينتج عنه هزة عنيفة في النظام. فلو اسقطنا هذا الكلام على الحكومة الحالية من غير الخوض في التفاصيبل المملة نجد الاتي:ـ عندما اختلف الفرقاء في من يمثل الحكومة ادخل العراق في دوامة و لاشهر في الكيفية الموصلة الى اتفاق لحل هذه المعضلة، و قد نجحوا اخيرا باتفاق اربيل وفق بنود على الاطراف المختلفة تنفيذها، اي انهم وصلوا الى اجماع كاف لتشكيل الحكومة بغض النظر نختلف او نتفق مع تلك الاتفاقية.ـ شكلت الحكومة برئاسة نوري المالكي مع عدم تعيين وزراء لوزارتي الداخلية و الدفاع بسبب الاختلاف على الاشخاص لانهم اتفقوا مسبقا من اي كيان ستقاد تلك الوزراء، و الى يومنا هذا مازالت المشكلة قائمة. لكن ما يهمنا هنا ان الادوار وزعت و اكتسبت الوجه الشرعي بعد ما اتفقوا على القواعد العامة و هي يجب ان تكون هناك حكومة تقود العراق و لابد من ابداء المرونة الموصلة الى اجماع الكافي في سبيل حفظ النظام السياسي العام.بعد تشكيل الحكومة بدات البنود التي اتفقوا عليها بالتلاشي شيئا فشيئا و ضربت تلك الاتفاقيات عرض الحائط مما ادى الى ازمة عدم الثقة و بدات مرحلة جديدة من الصراع، و حاولوا كل جهدهم للوصول الى نتيجة و سرعان ما تفتح ابواب اخرى لتزيد المشاكل و تاصيل النظرة الدكتاتورية تجاه الحكومة برئيس مجلسها، فلم يبقى كيان سياسي الا و قال اننا متجهون نحو دكتاتورية جديدة لذا بدات الكيانات تتخوف من سقوط العملية السياسية برمتها و حاولوا جاهدين انقاذ ما يمكن انقاذه بتشريع قانون جديد يقضي ان رئاسة مجلس الوزراء تحدد بولايتين. هنا اختل الاجماع الكافي مما انعكس سلبا على النظام عموما، و لان الاطراف التي كانت من المفروض متحدة بالنسق بما يشمل الاهداف المشتركة اصبحت متصارعة فلم تعد الاهداف المشتركة لها اهمية عندهم مما انعكس سلبا على واقع الخدمات التي ظل العراقيون محرومين منها و لعقود.و لابد الوقوف على بعض الكيانات السياسية التي لم تشترك باتفاقية اربيل، باعتبار انهم تماشوا مع الحدث و السبب وجدوا مصلحة البلاد بتشكيل الحكومة مصلحة عليا و واجب وطني على جميع الاطراف، لان الدولة التي تدار من حكومة تصريف اعمال تجعل من تلك الحكومة تسرح و تمرح دون رقيب، و من هنا نرى انهم اكثر فهما لقضية الاجماع دون سواهم.نريد هنا نسال الدعاة لم قبلتم بالاتفاقية؟ و بما انكم كما تدعون حزبا اسلاميا فاين انتم من الاية القرانية التي تقول((واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا))، لذا يحتم عليكم ان توفوا بشروط تلك الاتفاقية لكي نصل الى الاتفاق المرجو و لتستطيع الحكومة ان تباشر مهامها بشكل انسيابي دون معوقات و كسب الثقة من الاطراف التي تشترك معكم في هذه العملية السياسية، لكن بما ان هذا الحزب لا توجد لديه ادنى فكرة عن القضية المطروحة هنا و لا يهتم الا بالمكاسب السياسية و المادية و ليس لديه نظرة مستقبلية للعراق فمن الطبيعي ان يفشل بهذا الشكل الذريع، و الذي يقول ان الكيانات الاخرى لديها عداء معه هي التي تحاول افشاله، فليسال نفسه سبب ذلك العداء و مصدره و ليجرد نفسه من الكذبة الطائفية التي يلعب عليها الكثير من سياسي اليوم، فهم اليوم كحزب لم ينجحوا في اقناع شركائهم بسياساتهم التي يراها الجميع تدفع البلد نحو المجهول.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك