طه الجساس
ذكرى استشهاد محمد باقر الصدر(رض) هو إحياء مشاريع استثمارية فكرية نافعة ومثمرة على طول خط حياته وبعد استشهاده ، لما لها من اثر حي في واقع حقبة حياة السيد الصدر وما أثمر وما نحصد من نتاجه الفلسفي والفقهي والتاريخي وبحوثه الغنية الأخرى في الوقت الحاضر وللمستقبل .والانتخابات القادمة في 20 نيسان هي باعث للمشاركة وإحقاق الحق والحرية التي ارادها الشهيد السعيد للعراق ، فمن يريد ان يرد جزء من الدين للصدر عليه ان يشارك بكل قوة وبحركة مدروسة تعتمد على خطة عمل تخص ذلك اليوم وما قبله ،ومن جهة الوفاء للشهيد نمر بصورة سريعة على حياته الغنية بكل ما هو ثمين وغالي ،لتسليط الضوء على منجزاته .ففي فترة بروز نبوغ السيد الصدر برزت إحداث مهمة وخطيرة مثل مواجهة الشيوعيين وحزب البعث وكان عليه إن يستعمل سلاحه الفكري الفعال واثبت بحنكته وبعلمه انه أهل للمهمات الصعبةوتعتبر قضية استحواذ الحزب الشيوعي بأفكاره الملحدة واشتراكيته المغشوشة على عقول المجتمع العراقي قضية مفترق طرق لوجود الإسلام والمسلمين في العراق ، وكانت المرجعية المعاصرة في ذلك الوقت لسيد الطائفة السيد محسن الحكيم (رض) الذي كون مع الشهيد الصدر حلقتان حاسمتان للتصدي للحزب الشيوعي, فقد تكفل السيد محسن الحكيم الجانب الشرعي وأصدر فتوى خاصة باعتبار الحزب الشيوعي ملحد وكافر، لما تمليه عليه الشريعة من مسؤولية بالفتوى , خصوصا إن تأثير الحزب وصل إلى منطقة ألاهوار، وصاروا يرددون أهزوجتهم المعروفة (متعجب خالقه بعيره ) ،التي يستخفون بها بالله عز وجل وبخلقه.وكلف المرجع الحكيم السيد الصدر بكتابة كتاب يحسم القضية من الناحية الفلسفية والمنطقية وبأساليب حديثة تضاهي وترد على ما طرحه الشيوعيون ,وأثمر جهده بكتاب خالد (فلسفتنا) فيه طرح علمي وفلسفي ورياضي وطرح مثالي , افرغ ما تحويه أفكار الحزب الشيوعي وادحضها ,والكتاب يمثل امتداد لفتوى الحكيم بتحريم الانتماء للشيوعية تبعتها مهمة تكوين حزب إسلامي ليقوم باحتواء الشباب المتعطش للتنظيم والعمل بروح أسلامية ووطنية بعد استشارة المرجع الحكيم ، وتكون الحزب (حزب الدعوة الإسلامية) لما تقتضيه تلك المرحلة , وكان الساعد الأيمن للشهيد الصدر في تكوين الحزب هو السيد مهدي الحكيم والسيد محمد باقر الحكيم (قدس سرهم) وغيرهم من ألأفذاذ وكانت المكتبات التي أمر بتشكيلها السيد الحكيم في عدد من المحافظات هي الحاضنة لنواة الاجتماعات الحزبية الأولى ,أعقبها تكوين حوزات علمية في كربلاء والحلة والنجف لزيادة العلوم الإسلامية وانتشاراها وكان العلاقات المثالية بين الشهيد الصدر وطلابه هي الدافع والحافز لتكامل إعمالهم ولظهور إبداعهم , ومن ابرز مصادقيها علاقة الشهيد الصدر بشهيد المحراب وقوله انه (العضد المفدى) ,وكانت هذه العلاقة هي امتداد مثالي لنظرية إسلامية تحوي عناوين وطنية وإنسانية لما تحويه هاتين الشخصيتان من روح إسلامية متحضرة وافق واسع لجمع إفراد الشعب العراقي خاصة والعالم الإسلامي والإنساني بصورة عامة , مما استدعى بعد ذلك الانسحاب من حزب الدعوة الإسلامية بعد تجاوز مرحلة الشيوعيون والبدء بمرحلة شد وتنظيم الجماهير إلى المرجعية الدينية لما تمثله من ثقل وعنوان وخيمة لجميع العراقيين وغيرهم , واستمر شهيد المحراب على هذا النهج بعد استشهاد الصدر وقام بعملية مقاومة طويلة ضد طاغية القرن العشرين صدام الإجرامي , وكانت للروحية الوطنية والحرص على الإسلام والمسلمين أثرها في إدامة المقاومة والصبر على المصائب والمصاعب وللسيد الصدر والحكيم وشاجه متينة في المجتمع العراقي بكل أطيافه ستبقى علامة مميزة للعلاقة بين القائد وشعبه , وستردد الجماهير وفاء لهم فزتم ورب الكعبة .
https://telegram.me/buratha