المقالات

" في العراق خيمٌ لإحتضان الإرهابيين... وأخرى لتلقي العزاء "

502 16:57:00 2013-03-19

صالح المحنّه

عندما بدأت التظاهرات الشعبية في محافظة الأنبار وأخرى في سامراء ونينوى وبغض النظر عن شكل ومضمون الشعارات والمطالبات ، والتي في معظمها غير شرعية ، ولاتعبّر عن غايات ونوايا سليمة ومطالب خدمية ، بل هي إرادات سياسية تستهدف هدم النظام برمته ، وعودت المجرمين الى سدة الحكم ، وبالرغم من كل هذا وذاك ، وبأسم المصالحة والديمقراطية المشوّهة ، إنحنت الحكومة بكامل إرادتها أمام هذا الخرق والإختراق والتجاوز على المال العام وحاولت استرضاءهم وبشتى الوسائل والوساطات والرشاوى الى حد التوسل! الأمر الذي زاد في تمادي قادة التظاهرات الى درجة سقوط الأقنعة والإدعاءات الزائفة التي كانوا يتشدقون بها بأسم الوطن والوطنية ، ففتحوا بيوتهم التي لم تُغلق أساسا للإرهابيين من فلول القاعدة المجرمين ، ونصبوا لهم الخيام والمنصات وبوضح النهار وعلى رؤوس الإشهاد ، إعتلى تنطيم القاعدة الإرهابي منصّة مايسمّى بالعز والكرامةِ ، التي يطالبون من خلالها بإسقاط النظام ، وأطلقوا التهديدات وألقوا الخطب والأناشيد التي تمجّد بأفعالهم الوحشية ، ويتفاخرون بقطع الرقاب ، ومما جعلهم يتمادون أكثر فأكثر ، خنوع الدولة وشل ذراعها المسلّح أمام هذه التجاوزات العلنية والتهديدات التي لاتحتمل أي تأخير في مكافحتها والسكوت لحظة عنها ، ضَعف الدولة وهروبها أمام هؤلاء المرتزقة هو الذي شجعهم على التمادي والجرأة على كرامة الدم العراقي والإستهانة به ، الشعب غير معني بحماية نفسه ، فأمرُ حمايته يعود الى الدولة التي تملك السلاح والمال والمخابرات والأمن والرجال ، هي المسؤولة عن حماية أرواح شعبها ، وهي تتحمل الإخفاق والفشل ، وهي تتحمل مسؤولية المواقف الخانعة والمذلّة أمام الإرهابيين ، الإستهداف واضحٌ لايقبل التأويل ولا الدجل والنفاق السياسي ، إستهداف طائفة واحدة حملت أوزار قادتها الفاشلين ، طائفة الشيعة التي غلب عليها الطابع المأساوي ، فلا يكاد يمرُ يوم يخلُ من خيمة العزاء ...حتى صارت حالة ملازمة وعلامة فارقة لهم ، تقابلها خيمةٌ أخرى على ضفاف طائفة أخرى تستقبل الإرهابيين والمتآمرين ، كل ذلك والقادة السياسيون خصوصا الشيعة منهم ، يقابلون الأمر بالإستنكار والشجب فقط ، دون إتخاذ أي إجراءات مشددة للجم الأفواه التي تحرّض وتدعو الى قتل الإبرياء على مرأى ومسمع من العالم كله ، تراجع الحكومة أمام دعاة الإرهاب والقتل ، سيبقي خيمة العزاء الشيعية منصوبة الى آخر الدهر، وسيبقى التمادي والإستهتار بدماء الإبرياء من قبل رعاة الشر والفتنة ، مالم تُحرق خيمهم التي تأوي المجرمين والقتلة ، وقد حقق الإرهابيون أولى غاياتهم التي لاتنتهي عند حدٍ مالم يمسكوا بزمام الأمور ويواصلوا الذبح الرسمي كما كان يفعل قائدهم المقبور ، لقد تحقق لهم إسقاط هيبة الدولة ، عندما يقف راع ماعز أو أحد فدائئي صدام مرتديا عمّة النفاق في الانبار او نينوى ويوجه نداءا بأسقاط النظام والدستور ويهين شعباً كاملاً يختلف معه بالعقيدة ويحرّض على قتله وفناءه من الوجود ويُصفق له بحرارة والحكومة لاتحرّك ساكناً ! أي إهانة أكبر من ذلك وأي هيبة وقيمة تدّعيها الدولة التي لاتستطيع أن تحفظ وتحمي هيبتها فضلا عن دماء ابناء شعبها ؟؟ طالما بقت خيمة الإرهاب خيمة القاعدة منصوبة تحملها اعمدة النفاق والفتنة ...سيستمر التطاول والقتل والتدمير..ولاهيبة ولا قيمة للدولة التي تعجز عن هدِّ الأوكار أو حرقها وقطع دابر الفتنة..لانملك إلا أن نترحّم على أرواح شهدائنا الأبرار ..ونكفرُ بالعقيدة التي يدين بها الأرهابيون...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك