المقالات

مستقبل المحافظات وتأثره بالمشاركة الفاعلة في الانتخابات

506 22:06:00 2013-02-27

علي جاسم

جميع الشخصيات الدينية والسياسية والثقافية والأكاديمية والعشائرية وعند لقاءاتها المتكررة والمتعددة بأبناء الشعب، تؤكد باستمرار على ضرورة المشاركة الفاعلة في عملية انتخابات مجالس المحافظات القادمة لاختيار ممثليهم الذين يستحقونهم للتعبير عن تطلعاتهم وهمومهم وإقامة مشاريع عمرانية وتقديم خدمات تليق بكل محافظة وتعوض عليهم سنوات الحرمان والإهمال الخدمي المتعمد خلال الحقبة البائدة، وما تبعها من السنوات القليلة الماضية التي تميزت بارتفاع نسب الفساد المالي والاداري والتي تركت اثارها على مجمل حركة بناء واعمار المحافظات والمدن العراقية المتنوعة، وهذه التأكيدات المستمرة والتي غالبا ما تأتي خلال عقد اجتماعات وندوات ومؤتمرات تلتقي فيها الشخصيات الوطنية والمؤثرة مع ابناء الشعب لتسليط الضوء ليس على أهمية المشاركة بالانتخابات فحسب، بل والمشاركة الجماهيرية بكثافة تناسب حجم العملية الانتخابية نفسها، كونها عملية لها ثقلها الكبير بعد ما شاهدته الجماهير من تغيرات اقتصادية وعمرانية وخدمية بتأثير مجالس المحافظات الحالية والخدمات التي قدمتها كل محافظة لأبنائها والمقارنة بينها وبين الخدمات خلال فترة الحكم الصدامي من جهة، وبينها وبين الخدمات المقدمة في المحافظات الأخرى للوقف على حقيقة مهمة جدا، وهي ضرورة اختيار العناصر النزيهة والكفوءة القادرة على خدمة شعبها بإخلاص ومهنية عالية. ولكي لا تتكرر هذه المعاناة الشعبية والجماهيرية من جديد ينبغي للشخصيات المرشحة ان تقوم بحملات توعية فعالة ليدرك معها الناخب أهمية الانتخابات وتوفير كافة مستلزمات إنجاح التجربة وتفعيلها وتنشيطها خدمة للصالح العام وحفاظا على حقوق الشعب وثرواته من الضياع والهدر، أما من جهة المواطن فان هذا الحال يحتم عليه إدراك أهمية وجدوى الانتخابات في المرحلة القادمة ومعرفة منافعها وأضرارها، أي جدوى المشاركة الجماهيرية الفاعلة من عدمها، وما ستتركه مستقبلا من اثار مباشرة على مجمل الحياة السياسية والاقتصادية والعمرانية والخدمية في أي محافظة، ولذا فأن ذلك يتطلب من المواطنين جميعا دون تمييز او استثناء الإلمام بمسألة المشاركة واهميتها، وعدم التقاعس عن قول كلمة الشعب وقراراته الفصل، لأن ذلك ليس شأنا خاصا بفرد واحد فقط، وإنما يشمل المحافظة برمتها لاسيما مع وجود عناصر غير مؤهلة وغير قادرة على قيادة المجتمع والقيام بنهضة شاملة فيه وإعداد مشاريع تتناسب مع متطلبات المرحلة وحاجة المحافظة لها وقيمتها وآثارها بالنسبة لها، ويمكن معرفة كل هذه التفاصيل من خلال تذكر انجازات كل محافظة ومجلس المحافظة ومشاريعها المنجزة للعام الماضي والمستمرة للعام الحالي، وكيفية استغلال واستثمار الميزانية المعدة لها بمشاريع تحتاجها المدينة والمحافظة، فضلا عن المتراكم من الخدمات المعطلة منذ الزمن البائد وآليات تجاوز تلك المرحلة السقيمة.كل هذا معناه ان المواطن ليكون على قدر من المسؤولية فأنه أمام واجبين، الأول هو المشاركة الفعلية والواسعة في عملية الانتخابات والسعي الجاد لإنجاحها وجني ثمارها على المستويات كافة، أما الواجب الآخر فهو عدم إضاعة فرصة اختيار الأصلح والأنسب لخدمة الشعب والبحث عن الكفاءة التي تتلاءم مع تطلعات أهالي أي محافظة ورغبتهم الصادقة بتحقيق الاستقرار والازدهار الاقتصادي بعيدا عن المجاملات الضيقة والمصالح الفئوية والحزبية التي لم تنفع أحد سوى أصحابها وجعل المصلحة الأهم هي مصلحة الوطن وتقديمها على حساب المصالح الأخرى، وهذا الجانب يتطلب من المواطنين أيضا ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام وغيرها التصدي لمسؤولية توعية الجماهير بأهمية الانتخابات وخطورة إهمالها أو التعامل معها بشكل غير واقعي أو التقليل من شأنها، وبكل تأكيد فأن ذلك في حال تحققه سيكون له أثر كبير في العملية الانتخابية وتقرير مصيرها ومصير المحافظات وتطلعات أبنائها واحلامهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك