المقالات

هـــــذا الخط الاحمر

513 20:44:00 2013-02-16

علاء التريج حقوقي ومستشار نفساني

ان هذا الحديث موجه الى جميع اللاعبين الفاعلين في المشهد السياسي العراقي من ساسة و احزاب ورجال دين وشيوخ عشائر وعامة ابناء الشعب العراقي, وموجه ايضا الى رئيس مجلس الوزراء بشكل خاص.بداية سوف لن اكون وصيا على اخوتنا السنة و لن انافق وادعي اني حريصا عليهم اكثر منهم على انفسهم, ولكن اتحدث بمقدار ما يتعلق بي كمواطن شيعي, كان من الممكن ان يلتحم معكم الشارع الشيعي لو كانت مظاهراتكم منطلقة من الحرص على العراق ومصالح شعبه ولم تكن انطلاقتكم في التظاهر كردة فعل على اعتقال مجموعة من المتورطين بجرائم قتل و السبب انهم من السنة, والذي زادكم بعدا عن اخوتكم في الوطن ان مطالبكم كانت تفتقد الواقعية والحكمة ولم تفرقوا بين الظالم و المظلوم , و كذلك العنتريات التي اطلقها ابطال الشعارات هي القشة التي قصمت ظهر العبير... الى غير ذلك مما جعلكم في عزلة عن المكونات الاخرى من ابناء شعبكم... وبصراحة ان حزب الدعوة كان اكثر منكم ذكاء, فقد وظف تحركاتكم لمصلحته في الكثير من الجوانب, فمن السذاجة بمكان ان يتصور احد ان تلبية بعض مطالب المتظاهرين هو خضوع المالكي, وانما هو قام بتنفيذ ما يؤنب به الشارع العراقي عليكم وبهذا يضرب عصفورين بحجر واحد, وقد يكون ذلك باتفاق مع من هو يمثلكم في الساحة السياسية وايضا بعض من يمثل هذه التظاهرات وبالتالي ليظهر هؤلاء ابطال المشهد السني الشيعي...ان التوجه الاقليمي والتعصب السني العدواني ضد اتباع اهل البيت يجعل العراق يعيش وضعا طالما تعودنا عليه, وهو في تصوري لا يزيدنا الا ثباتا, فان ارادوا القتال فنحن لم نعرف السلم من قادة اخوتنا السنة على مدى قرون, فهو طبيعي جدا بالنسبة لنا والغير طبيعي اننا نعيش بعيدا عن القتل والقتال, اذا فما هو الجديد؟ ولماذا يحذر ابطال المنصات!!! فقد بذلتم ما بوسعكم من اجل مسح الشيعة من الخارطة السكانية في المنطقة العربية ولم تصلوا الى مبتغاكم....

اما اتباع اهل البيت ( ع ) فتعرضوا للاستفزاز من قبل الطرفين, المتظاهرين و حزب الدعوة وبحمد الله مازال الشيعة يتمتعون بوعي يمكنهم من ضبط انفعالاتهم من خلال توجيهات المرجعيات الدينية.اما بالنسبة لرئيس مجلس الوزراء والاخوة الدعاة فعليهم ان يعلموا بمهامهم في حفظ امن العراق بما يتوافق مع الدستوري العراقي وحسب واجباتهم الوظيفية, و عدم التعامل بانتقائية من اجل اثارة الاطراف لتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية. فنحن معكم بقدر ما انتم مع الدستور والقانون, اما العزف على والوتر الطائفي فهذا ليس شأنكم و فيه افرازات قد تكلف الشيعة كل التضحيات الجسام التي قدموها على مدى عقود من الزمن.ان ندائي الى رئيس الوزراء هو انكم عبثتم بسمعة شيعة اهل البيت ( ع ) بما يكفى, فلا توغلوا بهدم حصوننا التي بنيت على جماجم شهدائنا, فيكفيكم التراجعات التي حصلت بسبب سياساتكم الغير مدروسة والتي اكثرها بنيت على مصالح حزبية وشخصية, ان تصدي الدعاة وكأنهم الاوصياء على شيعة العراق يعد خطرا قد لا يقل في نتائجه عن الحرب المعلنة على المذهب .. ان اقحام الشيعة في معركة يقودها شخصيات حزبية لا تمتلك من الوعي السياسي ما يجعلها مؤهلة لقيادة مؤسسة سياسية محدودة يعد خطر كبيرا على مستقبل الاكثرية في البلاد.من البديهيات لا يمكنك ان تعبئ جبهتك الداخلية الا بمقدار ما يوجه اليك من سلاح كي يساويه في ردة الفعل على اقل التقادير من اجل خلق موازنة في اي صارع. والمغامرة من اجل كسب اصوات انتخابية تحت يافطة الطائفية قد يؤدي الى قتل الكلمة والتي هي ( الدفاع عن المذهب )., فعندما تقتل هذه الكلمة من خلال عدم اهلية المتصدي سيكون من المستحيل طرح هذا الشعار مرة اخرى وان كان اصحابه هم ممن يمتلكون الاهلية الكاملة لذلك, باعتبار ان الشعار تم استهلاكه من قبل ... وبهذا تكون قد وقعت الواقعة... فعلى السيد المالكي واتباعه ان لا يتحدثون باسم الشيعة وان للشيعة من يمثلهم وهو منصب حسب شروط اعلنها الامام المعصوم ( عج ). وهذا يضع المسؤولية على كل الاطراف السياسية الشيعية في ايقاف حزب الدعوة عن التحدث باسم الشيعة, لان ذلك هو الخط الاحمر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك