المقالات

التحالف الوطني في ساحة الاختبار

543 01:42:00 2013-01-31

واثق الجابري

لم تتردد وسائل الاعلام عن الاضافة للاخبار المتوالية لتدفع بأتجاه مطابقة الايدلوجيات التي تقف خلفها , عملية مقصودة لتقسيم الشارع لأستعدادات انتخابية مبكرة لتفرق الخليط الاجتماعي لأنحيازات تفقد الشارع حياديته والدفع لقوالب طائفية وعرقية , وهذه الافعال ليست نظريات رياضية لا تقبل الخطأ ثابتة القياس انما تخضع للمتغيرات ولا يمكن التنبأ بنتائجها , الكثير من اللذين لعبوا على الازمات انفقوا الأموال وحشدوا المواطنين بأستغلال سذاجتهم بكل الادوات ومنها النواب والنائبات ( اللّطامة والنواحة والرواديد ) لأصوات شيوخ قوائمهم ورعات منباع خيراتهم , الازمات التي كان يراد منها رفع االرصيد الانتخابي لم تتبع لها الخطوات السلمية والمتاحة للترويج عن طرح الايدلوجيات وبرامج العمل والخطط المستقبلية ومن طاقات تلك الجهة واموالها , إنما استخدم لها المال العام للترويج والابتعاد عن خدمة المواطن بالتدريج , فأزمة المركز والاقليم والحكومة والرمادي كل ما يستهلك له يدفع ضريبتة المواطن البسيط الذي لا ناقة له ولا جمل في هذه المعركة والنتيجة كانت تنامي شعبية الاطراف في بداية الازمة وتصاعد المشاعر بأتجاه الخنادق المتقابلة وخسارة وحدة المجتمع لصالح اطراف الازمة وتخوف للانجراف نحو الهاوية , وكل مرة تبدأ بمطالب ثم تعلو سقوفها وتتلاشى ويتغير الخطاب , فتلك المظاهرات التي كانت تطالب للعيساوي بدأت تتجه اتجاه أخر وبرزت قوى تحاول اقتناص الفرصة التي كانت تنتظرها لقيادة الشارع المضطرب ومقابل ذلك بدا الخطاب الحكومي يتراجع تحت الضغط الشعبي لتلبية المطالب المشروعة وعدم التنازل للخروج ظاهراّ بوجه المنتصر وتغير الخطاب للتنصل من التصريحات السابقة من استخدام القوة والنعوت الاخرى الى ارسال لجان التفاوض التي بدورها اخرجت المئات من السجون وأحالة الاخرين للتقاعد وهذا ما ولد صعقة كبيرة للشارع المؤيد لأفعال الحكومة , فتم تشكيل اللجان ووجهت المسؤولية للتحالف الوطني ورئيسه وجدها الفرصة المناسبة لتحويل الاصلاحات الكبيرة للتحدث عن الاصلاح لفلسفتة ودلالاته والحركة التي ينبع منها واثرها في الدولة والنظريات التي كتبت عنها والكتاب اللذين بحثوا فيها ليبقى الحديث يدور حول نظرية فكرية لا تطبيق لها على الواقع , التحالف الوطني وضع امام مسؤوليتين مسؤولية انهم الاغلبية في الحكومة والبرلمان ومسؤولية انه ممثل لأغلبية صوتوا له بلهفة بعد قرون من القمع والابادة الجماعية والتهجير والاضطهاد وكان اعتقادهم ان مدنهم سوف تمتليء بالزهور حينما يمسك قادتها زمام الامر في الحكم وتتحول مدن القصب الى مدن عصرية كما يروها في شاشات القنوات التي جلبتها لهم الديمقراطية , واستمر الصبر وهذه السنة تفرج وغدا وبعد غد الى ان وصل الحال للتراجع وخيبة الأمل . تظاهرات الرمادي كشفت الواقع بخفاياه وافرزت ظهور قوى تحاول السيطرة على الشارع وهذا ما سوف يؤثر على الشارع من ظهور حركات مناوئة ومؤيدة ومتعاطفة واخرى رافضة للواقع لتبرز القوى الانتهازية لتستغل غياب الخدمات والواقع المعيشي والمتاجرة مرة اخرى بالتضحيات , وإذا انتقلت العدوى لمحافظات الجنوب والوسط المحرومة سوف يفقد التحالف الوطني ذريعته وتمثيله لهم وتبرز قوى ليست بالضرورة ايجابية لأنتهاز الفرصة وتصادر المطالب والرأي العام ليركب الموجة حيث لم تتاح له الفرصة , لعبة التسقيط الفردي والجماعي السائدة للشركاء جعلت من الشارع منقسم على نفسه ممزق يعيش حالة من التشضي والانشغال بالمشاكل الداخلية ليفسح المجال لتدخل القوى الخارجية والسماح للبعث والقاعدة الظهور مرة اخرى , القوى الجديدة ستكمل ما بدأ به ساسة اليوم لأستغلال الطائفة والعرق والقومية لزج اكبر عدد ممكن وهذا ما يولد الصراع المباشر والانهيار للعملية السياسية , والتحالف الوطني امام تحدي كبير في مواجهة التطرف والرياح القادمة من واقع اقليمي رافض للعملية السياسية في العراق وبين جماهير تطالبه بالاصلاحات والخدمات وتحسين الواقع المعيشي والصحي والتربوي والمحافظة على سيادة الدولة والمسؤولية كبيرة عليه في مواجهة اخطر التحديات في اثبات القدرة على التعامل بحكمة وحنكة وحساب الخطوات قبل انتهاء الوقت الضائع ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-01-31
على التحالف ان يكون شجاعا ويقرر حصول دولة الجنوب على استقلالها والا سيفقد شعبيته
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك