المقالات

اصمتوا!! فرؤية المرجعية هي الحل ..

478 13:56:00 2013-01-14

سعيد البدري

عندما تشتد الخطوب وتضهر الملمات ويختلط الحابل بالنابل تبرز المرجعية وتظهر مواقفها مواكبة للحدث مبينة ما خفي منه معلنة حلولها التي تنفرد بها لتكون بلسما لكل الجروح ونهاية لكل الازمات , فقولها فصل ورأيها عدل وهي الاب الكبير لجميع العراقيين ان لم نعمم دورها ليشمل كل المسلمين . فالمرجعية الدينية الرشيدة من كانت ولازالت المعبر عن هموم وتطلعات هذا الشعب لها كلمتها وهي مع الحق كونها ناطقة به فهي لا تخفي موقفا ولا تتفرج كما يريد البعض اتهامها وتصويرها على انها معزولة عن الامة وما يمر بها وان اثرت احيانا عدم التعبير عن موقفها فلانها تنأى بنفسها عن الصغائر وتفسح المجال للجميع في التعبير عن رأيهم لان تأسيسها لمن يفهم لغتها هو ترك من يمتلك الكفاءة والقدرة لممارسة دوره دون فرض الوصاية على احد وان كانت جديرة بذلك فهي تربي الامة على الشجاعة في اتخاذ القرار الصالح الذي تعم فائدته وتعود على المجتمع , ومما لاشك فيه ايضا لمن يفهم هذه اللغة الحية ان الممارسة الديمقراطية التي اكدت عليها المرجعية الدينية في العراق تتعدى خطاب المتبوع للتابع وحقيقتها انها لغة الاب الى ابنائه خطاب المربي الصالح لمجتمع اريد له ان يبقى ذليلا مكبلا مقيدا لايمتلك صناعة مستقبله والنهوض بقراره الذي سيكون مسؤولا عنه ومباشرا في تطويره والتقدم به لتحقيق مصالحه فهل نحن مذعنون لهذه الحقيقة الجلية ام ان المكابرين الصغار الذين يرون انفسهم كبارا لازالوا في نفس دائرة الغرور السياسي الذي سيوردهم الهلاك عاجلا ام اجلا لتجاهلهم كل هذه الجهود الجبارة محاولين القفز عليها و مصادرة كل تلك الانجازات العظيمة التي تحققت في وقت كانوا هم لاشيء وسيبقون كذلك ان لم يبادروا ويتنزلوا قليلا لسماع دوي هذه الاصوات الناصحة لهم ولغيرهم لئلا يقعوا في المحذور وتنتهي وتتقطع بهم سبل حل الازمات التي اصطنعوها ليقولوا لنا انهم كبار . ان زيارة المبعوث الاممي في بغداد مارتن كوبلر التي اعلن بعدها عن مساندته لمبادرة المرجعية الدينية لحل الازمات الراهنة في البلاد وهي ذاتها التي اعلنها معتمد المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي في صلاة الجمعة بكربلاء مؤخرا واصفا اياها بالخطوة الجيدة والايجابية والتي ان التزمت بها اطراف الازمة فسيكون لها الصدى الواضح لان الازمة كبيرة وخطيرة وتهدد مستقبل العراق وتذهب به الى مستنقع الطائفية الذي تدعمه جهات خارجية ترى فيه المبرر لتدخلها وتلاعبها بمستقبل العراق . ان هذه الخطوة سيكون لها تأثير ايجابي وهذا ما لابد للكتل السياسية الانتباه اليه في وقت لايوجد خيارات اخرى فتعزيز اللحمة بين المكونات ، وفضح الجهات التي لا تلتزم بالسقف الوطني ولاتتجاوب مع حقوق المواطن ومن اهمها محاسبة المفسدين والمجرمين ومنع تطاولهم على ارواح العراقيين وقد اثبتت الرؤية المتزنة للمرجعية الساعية لتحقيق الوفاق الوطني ا ن جميع الكتل السياسية والسلطات تنفيذية كانت اوتشريعية تتحمل المسؤولية الشرعية والوطنية فيما لا يصح ان يرمي كل طرف كرة المسؤولية في ملعب الطرف الاخر.لذا لابد من الاستماع الى المطالب المشروعة من جميع الاطراف والمكونات ودراسة هذه المطالب وفق اسس منطقية ومبادئ الدستور والقوانين وصولاً الى تفعيل دور دولة المؤسسات الدستورية التي تحتَرم فيها الحقوق والواجبات.وانطلاقا من كل ذلك فينبغي ايضا في الظروف الراهنة عدم اللجوء لأي خطوة تؤدي الى تأزيم الشارع، بل المطلوب خطوات تهدئه كما يجب عدم السماح باصطدام الاجهزة الامنية والمتظاهرين، فعلى اجهزتنا الامنية الوطنية ضبط النفس وعدم الانفعال، والتعامل بهدوء وحكمة مع المتظاهرين خصوصا ونحن نرى ان من بينهم من يريد جر الامور الى مواجهة بايعاز من دوائر ودول خارجية متأمرة لاتريد الحل السلمي وتسعى لتأجيج حالات الاقتتال وزرع الفوضى ونشر الخراب, واذا ما عدنا لفهم الاسباب التي ادت الى كل ذلك بعيدا عن لغة المؤامرة ونظريات التخوين فان من اهم الاسباب التي ادّت ومازالت تؤدي الى المزيد من الازمات وتأزيم الشارع العراقي (بحسب رأي المرجعية) هو تسييس الكتل السياسية والقادة السياسيين للملفات و التي كان يجب ان تأخذ حقها الدستوري والقانوني من الاستقلالية في اختصاصها وعدم تدخل السياسيين فيها، ولذلك فالمطلوب من جميع قادة وسياسيي البلد الحفاظ على حيادية واختصاص هذه الملفات والقضايا وعدم استغلالها سياسياً لتحقيق مكاسب سياسية.وهذا مختصر بسيط لرؤية المرجعية الدينية ومقام المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني (دام ظله) لمن يريد الحل ويسعى لترسيخ الحوار بدل لغة الشارع وهتافات التأييد ولغة الخنادق المعطلة لمسيرة الحياة . اما من شككوا بدور هذه المؤسسة الدينية العريقة ومواقفها نقول سامحكم الله بأي لسان تتحدثون ومع أي عقلاء تتكلمون وقد افتضحتهم شر فضيحة بعد كل هذا ولن يسامحكم شعبنا على كل اساءتكم بحق هولاء الرجال الافذاذ الذين صدقوا ما عاهدوا عليه.. فلا حول ولا قوة والا بالله وهوالمستعان على ما تصفون ...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك