المقالات

التباكي على العراق!!

410 12:15:00 2013-01-13

وسام الجابري

لم استطع ان اوضح في قرارة نفسي وانا اتابع بشكل يومي وبتكثيف تطورات الاحداث السياسية في العراق وتبعاتها كما لم اتمكن من التكهن بمستقبل العملية السياسية التي لا يهمني منها سوى ان يكون بلدي مستقراً وأنا على دراية بالاوضاع المزرية التي عاشها ابناء لبنان والتي يعيشها أخوتنا في سوريا , داعيا الباري ان يجنبنا ما وصل اليه الاخوين, ولعل ما لفت الانتباه وجعلني اوجه سمعي وبصري نحوه هو الشعارات والتصريحات الرنانة التي يطلقها السياسيون في كل يوم من أيام الازمة التي بدأت على أمل ان تنتهي قريبا وهو ما أصابني بالدهشة والاستغراب فقد صور لنا ساسة العراق الجديد بأن بلدنا الحبيب يتيم الاب والام وهم اوصياء عليه بفعل الشرعية التي القاها عليهم ناخبوهم الذين صوتوا لهم في الانتخابات الماضية , والى الان انقسم العراقيون الى ثلاث اقسام اثنان منهم تباكوا على العراق بنفس طائفي وكل منجذب نحو طائفته ومذهبه فالمالكي الذي يتحمل جزء ليس باليسير مما يحدث من أزمة بدا وكأنه حامي الشيعة وملاذهم الامن وظهر مدافعا عن الغاء الولاية للامام علي من الاذان الشيعي الذي تبثه قناة العراقية التي اصبحت مالكية الهوى عراقية الاسم , وهو وان أظهرته القنوات المحاكية لمنجزاته بمنظر بطل الفيلم الا انه لم يستطيع اخفاء نبرته المعادية لبروز أي شخصية تحاول اعاقة تقدمه نحو التمسك بولاية ثالثة فدعا لالغاء البرلمان والعمل بحكومة تصريف أعمال على ما يبدو ستبقى مفتوحة الى ما لا نعلم , والمالكي الذي عمل المستحيل في سبيل انعاش وضعه الانتخابي عمد الى تجاهل الدستور والعمل بارتجالية واضحة وفقاً لاعراف دولته فخلق مشكلة حساسة مع الحليف الكردي الذي اعطاه رئاسة الوزراء مقابل مواد لا تخرج من كونها دستورية كالمادة 140 سبق وان بصم على تطبيقها باصابعه العشرين , الطرف الثاني المشكل للازمة هو الطرف السني الذي لا يريد أن يغادر كونه طرف مهمش في العملية السياسية ويحتاج الى اعاد توازن في جميع مفاصل الدولة شاعرا بالغبن بعدما كان زعيما في ايام حكم البعث الشمولي ولكنهم تباكوا على العراق من بوابة اغتصاب السجينات ومظلومية اهل السنة في مناطقهم فافتعلوا عصياناً غير منطقي اذ كان الاجدر بهم ان يلجأو للدستور من خلال ممثليهم في مجلس النواب ووزرائهم الموجودين في الحكومة فكان نفساً طائفيا عكسوه على الشارع العراقي الذي لم تندمل جراحه من شظايا الامس الطائفية بعد , ولعل الطرف الثالث وهو الطرف الاكثر عقلانية وهو ما نعتقده سيكون مفتاحا لحل اقفال الازمة التي تم تشفيرها لدواعي انتخابية فالامل اليوم يقع على عاتق المرجعية الدينية وادواتها من السياسيين التي اصبحت بيوتهم ملاذات آمنه ومراكزا لحل الازمة فهي لم تتباكى على العراق بل دعت لوضع النقاط على حروفها من خلال قلع الازمة السياسية من جذورها ووضع جميع المشكلات في صندوق لا لون له وترميه في مياه المحيط البعيد فيكون يوما مشرقا نرى فيه تصفيرا للازمات وعشقا لتقديم الوطن والمواطن على الانا وتركيب مفردة الـ " نحن " في قاموس أي سياسي يريد ان يخدم العراق ونرفض التباكي عليه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك