المقالات

وفاءا لدولة الرئيس

518 10:21:00 2012-12-27

جواد العطار

عام على اطلاق الرئيس طالباني مبادرته في الدعوة لاجتماع كافة الكتل السياسية على طاولة الحوار تزامنا مع خروج القوات الامريكية ولترتيب اوضاع ما بعد الانسحاب في حينها؛ ولاخراج البلاد والعملية السياسية من دوامة الازمات التي كانت وما زالت تعصف بها .. دون توقف . ومن يراجع العام الذي مضى يجد ان هذه الدعوة مرت بمراحل متعددة بعضها ايجابية تمثلت في الاجتماعات الجدية والمتكررة للجنة المؤتمر التحضيرية ودعوة البعض لاشراك وحضور كافة القوى السياسية من غير الممثلة في الحكومة والبرلمان ، واخرى سلبية تمثلت بعراقيل اثرت على الانعقاد ، منها : - الانشغال في القمة العربية التي عقدت في بغداد . - حالة الرئيس الصحية وغيابه المتكرر .- عدم رغبة الاطراف السياسية بالجلوس الى طاولة واحدة وحل المشاكل والازمات عبر الحوار الهاديء والبناء بعيدا عن التراشق والتصريحات الاعلامية والحرب التي كانت لا تعرف صديق او حليف .- التشظي وانفلات عقد بعض التحالفات وتصارعها داخليا وخارجيا .. ان ما تقدم لم يعني سوى الانتقال من حالة المبادرة الى حالة الشلل السياسي والاستسلام التام للازمات المتوالدة مع غياب اية مبادرة للحل طيلة العام؛ لاسباب اهمها ان مبادرة الاجتماع الوطني كانت بناءة وايجابية وضرورية لكنها ومع الآسف ارتبطت بشخص الرئيس .. فهل يعني غياب الرئيس في رحلة علاجه الطويلة توقف المبادرة او نهايتها ؟ وهل المبادرة حكرا على الرئيس ام ان الكتل السياسية تتحمل مسؤولية تنفيذها في غياب راعيها؛ او على الاقل اطلاق غيرها ؟ وهل عام كامل لم يكن كافيا لاجتماع ممثلي وقادة الكتل السياسية على طاولة الحوار رغم كم الازمات الهائل ؟ وهل سنعلق آمالنا على الانتخابات والتغيير القادم الذي قد لا يحدث ؟ .كل هذه التساؤلات تستدعي اليوم ترتيب اوضاع ما قبل الانتخابات مثلما تستلزم عقد اللقاء الوطني قبل الانتخابات لا بعد انتظار نتائجها ، لكن هذه المرة بين مكونات الكتل السياسية ذاتها ، فالائتلاف الوطني مطالب بتوحيد مواقف مكوناته تجاه الدخول في الانتخابات القادمة وتجاه الاختلافات مع دولة القانون وحسم موقفه النهائي من تشكيلة التحالف الوطني ، وقوى التحالف الكردستاني مدعوة لان تقدم مصلحة البلاد العليا وتأخذ خياراتها وفقا لذلك ، والعراقية عليها ان توقف تشظيها السلبي الى كتل وائتلافات صغيرة وتحوله الى تشظي ايجابي بالاعلان الرسمي عن انفراطها دفعة واحدة او تقنع اطرافها بالتماسك ، كل هذه خطوات تهيئة للحوار وضبط الاجواء السياسية على عقارب حل الازمات او ايقاف تداعياتها والاجتماع الذي لا مناص منه ، لان روح المبادرة السياسية يجب ان تقوم على الخطوات التالية :1. انهاء حالة الانقسام السياسي تجاه القضايا الاقليمية وبالذات الملف السوري ، وتوحيد خطاب الكتل السياسية تجاه القضايا الخارجية .2. حسم الملفات العالقة بين المركز والاقليم ، وابعادها عن التصعيد والاعلام .3. خلق الارادة السياسية لتحقيق التوافق بين الكتل البرلمانية على مشاريع القوانين المعطلة في مجلس النواب ، واقرارها قبل الانتخابات .4. الحفاظ على استقلالية القضاء وابعاده عن الصراعات السياسية .5. تعزيز حيادية المؤسسة العسكرية وعدم ادخالها او اقحامها في القضايا السياسية .كل هذه الخطوات قد تكون كفيلة بترتيب اجواء ما قبل الانتخاب .. او قد تمهد لاطلاق مبادرة جديدة تبعث روح الامل في الخروج من زجاجة الازمات الخانقة .. وفاءا لرئيس الجمهورية وتنفيذا لمطلبه ونزولا عند رغبته ووصيته .. وحتى لا تتحول ايامنا القادمة الى ساحة لتصفية الحسابات .. وعمليتنا السياسية الى خلافات وتوترات وازمات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك