المقالات

صديقي السياسي (قصة حقيقية)

604 12:17:00 2012-12-21

الباحث والاعلامي : قاسم بلشان التميمي

قال لي احد الاصدقاء من السياسيين انه كان ذات مساء حاضر في حفل اقيم ببغداد على شرف مستثمرة بريطانية من اقرياء ملكة بريطانيا ( اليزابيث ) واضاف صديقي السياسي انه جلس في مكان خاص برفقة بعض ( كبيري السياسة) وقد شد انتباهي رجل كان حاضر معنا بسبب انه لم يكن (مـتأنقا ببدلة ورباط ) كما هو حالنا ، بل كان على العكس من ذلك تماما انه كان يرتدي بنطلون جينز وحذاء رياضي ولكن كان متمكنا جدا في الحديث عن احوال العراق السياسية وكذلك النسيج الاجتماعي للشعب العراقي ، وكانت لغته عربية رائعة جدا وقد استفهم مني عن بعض الامور خصوصا ما يتعلق بالواقع السياسي الحالي وطلب مني بطريقة ( السهل الممتنع) وجهة نظر الحزب الذي امثله عن كل متغيرات ومستجدات المنطقة الا ان تركيزه كان على وجه الخصوص الوضع العراقي وكذلك دول الجوار وتحديدا ( ايران وسوريا) ، ويضيف صديقي السياسي وانا بصفتي عراقي اصيل (وابن عرب !! ) فقد كنت كريما مع هذا الشخص واجدت عليه بكل ما املك من معلومات ولم ابخل (قيد انملة) ، وقد بادلني الرجل نفس الشعور من خلال ابتسامته التي كان يمن بها علي مع كل اجابة لسؤاله ، ويتابع صديقي السياسي قوله لقد كنت متلهفا كي اعرف من هذا الرجل ولم يسعفني احد فقررت ان أسأله بنفسي عن اسمه وما هو عمله ، وقد وصلت الى هذا القرار بعد العودة بذاكرتي الى التاريخ العربي حيث (الاقدام بكل عزم وهمة على الامور) رغم اني كنت خجل بعض الشيء منه لان حديثي معه استغرق ما يقارب الساعة ، الا انني وجدت نفسي مضطرا كي أسأله ( العفو استاذ لم اتشرف بحضرتكم الكريمة ؟) هذا هو سؤالي له ، ففتح عينيه مستفهما مع ابتسامة خفيفة وهو يقول لي ( لم اعرف ان دمك خفيف الى هذا الحد !!) ، فقلت له صدقني انا أسألك بجد واريد ان أتشرف بحضرتكم ، فكان جواب الرجل (معقولة!) لم تعرفني وانت رجل سياسة ، انا (سفير بريطانيا العظمى في بغداد) وضحك ضحكة قوية مدوية ، يقول صديقي السياسي كم كنت خجلا داخل نفسي ولم استطع تدارك الموقف ولم ابادر الى اي تبرير بل اكتفيت بأطلاق العنان لأذني وهي تستمع الى نغمات صوت ضحكته ( الرنانة) ، ويكمل صديقي السياسي (قصته) انه وبعد هذه الحادثة جاءت المستثمرة البريطانية ( قريبة الملكة اليزابيث) وجلست معنا ولأني شعرت بأني كنت مقصر بحق السفير البريطاني ولم اعطه حقه عن طريق عدم معرفتي به وربما فسر السفير البريطاني موقفي هذا منه تفسير سياسي ، مفاده اني لم اعرفه بأعتباره غير مهم و غيرمؤثر فأردت ان ابين للسفير (حسن نيتي) وتحدثت عن الوضع السياسي في البلاد ولم اتردد شعرة من القاء اللوم على الجانب الامريكي بأعتباره الطرف الرئيس في عدم استقرار الامور في العراق ، ولم اكتف بهذا القول بل تكلمت عن دور بريطانيا وسفيرها في العراق وقد اثنيت على هذا الدور المشرف خصوصا دور السفير الذي لم نلمس منه اي عمل او شائبة أخلت بأستقرار الوضع السياسي في العراق ، ويكمل صديقي السياسي ، لكن المستثمرة البريطانية قاطعتني بالقول معقولة (سفيرنا لم يثير اي مشاكل عندكم) واكملت حديثها متسائلة ( اذن ما هو عمله ؟) وتابعت قولها ( انا استغرب لان عمل السفير هو اثارة المشاكل) ، يقول صديقي السياسي لقد صدمت صدمت كبرى بجوابها ، واخذت اتساءل مع نفسي لقد كنت اريد للسفير الخير واريد ان ارفع من شأنه ولكن كما يبدو ان البريطانيين جادين كل الجد في عملهم لذلك استطاعوا ان يأتوا الى ديارنا وديار ابناء عمومتنا !!.واختتم صديقي السياسي قوله ( عمي سياسة ابو ناجي سياسة محد يفهمه !).وطلب صديقي السياسي رأيي في هذه الحادثة ، فقلت له الحمد لله اني لم ارتاد المطاعم الملكية بل انا ارتاد مطاعم ( الفلافل) ولكن مع هذا فأني سوف اخذ الحذر لانه ربما يكون هناك سفير لبريطانيا العظمى في هذه المطاعم هذا ان لم تكن هذه المطاعم خاضعة لها شأنها شأن المطاعم (الراقية) التي ترتادها قريبة الملكة اليزابيث والسفير البريطاني بصحبة صديقي السياسي ، مع الدعوات الى كل سياسيي العراق بالموفقية الدائمة !!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم بلشان التميمي
2012-12-22
الاستاذ الكريم عبدالله الجيزاني حياكم الله وحفظكم بعينه التي لاتنام والحق ما تقضلت به سيدي الكريم وهو ان السياسة ( كشخة ونفخة) مع حبي وتقديري العظيم لكم سيدي الكريم قاسم بلشان التميمي
عبدالله الجيزاني
2012-12-21
استاذ قاسم المبدع باستمرار،لصديقك السياسي الحق بعدم معرفته للسفير لان غير متأنق ولايحيطه اي شخص حماية مرافق ،وايضا تكلم السفير ولم يعرف مسواه لان سياسيينا يعرفون ان السياسية هي (كشخة ونفخة) ومواكب ومرافق شخصي وامتيازات اما هذا البريطاني فهو صعلوك لايفهم معنى للسياسة لان يؤدي واجب لخدمة الوطن اما سياسيونا فواجب الوطن خدمتهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك