المقالات

صفر الانتفاضة والتحدي للعبرة و الذكرى ... سعيد البدري

555 13:29:00 2012-12-17

سعيد البدري

تعتبر انتفاضة صفر أو انتفاضة الأربعين واحدة من اهم الانتفاضات في تاريخ العراق وهي تلك الانتفاضة التي قام بها جمهور المرجعية ورجالاتها وابنائها نتيجة المنع والتضييق الذي مارسه بحق الشعائر الحسينية نظام البعث الكافر فكانت ذكرى اربعينية الامام الحسين عليه السلام العام 1977م يوما خالدا سجل للمنتفضين الذين رفضوا هذه السياسة العدائية ضد عقائدهم وشعائرهم حيث اصدر النظام البعثي المجرم قراراته بمنع الزائرين السائرين مشيا على الاقدام من التوجه الى كربلاء لاحياء ذكرى الاربعين مما دفع احباب الحسين الى تنظيم صفوفهم وتوزيع المنشورات في النجف والتي دعت الجميع للمشاركة في المسير إلى كربلاء وهذا ما أدى إلى استفزاز ذلك النظام الملحد ليقوم بشن حملة اعتقالات واسعة من قبل قوات امنه وزبانيته غير ان هذا لم يمنعهم من مواصلة المسير إلى كربلاء فحددوا قبيل ظهر يوم الخامس عشر من شهر صفر موعداً لانطلاق المسيرة زحفا الى قبر سيد الشهداء في تحد علني اقدم فيه السائرين على بذل المهج والارواح في سبيل خلود القضية الحسينية مما دفع ذلك النظام الغاشم الى تدارك الموقف وعقد سلسلة اجتماعات ً مع مسؤولي المواكب الحسينية ومجالس العزاء في النجف فلم تسفر اجتماعاته وخططه وحيله عن نتيجة مع الزاحفين الى كربلاء ولو على الجثث والاشلاء وبالرغم من التهديد والوعيد الذي اطلقته السلطة المجرمة ممثلة بمحافظ النجف المقبور جاسم محمد الركابي الى ان التطورات اللاحقة كشفت عن مزيد من التصعيد تمثل بتدخل المرجعيات الدينية التي اوفدت نجل زعيم الطائفة الامام الحكيم شهيد المحراب قدس سره بعد سقوط كوكبة من الشهداء وهم في الطريق الى كربلاء اثر اطلاق نار اقدمت عليه قوات امن النظام البعثي و كان اول هولاء الشهداء السيد محمد الميالي مما أدى إلى تحرك مئات الشباب الغاضبين إلى مراكز الشرطة القريبة والهجوم عليها وتدميرها فيما اخذت جموع كبيرة من اهالي وعشائر مناطق خان الربع وخان النص والنخيلة بالالتحاق بالمسيرة الحسينية المهم ان شهيد المحراب وعدد من رجال هذه المسيرة وصلوا الى كربلاء بعد صدامات عنيفة مع قوات اللواء المدرع العاشر المتمركز على حدود المدينة المقدسة لاعتراض هذه المسيرة البطولية بل ان الامور وصلت الى ما هو ابعد من ذلك فقد تلقت القوة الجوية العراقية اوامر بارسال طائرات ميغ23 وقد اعطيت لها اوامر مشددة بالتدخل وضرب الزائرين ان اقتضت الحاجة وبينما اخترقت المسيرة كل هذه التحكيمات ووسائل الارهاب الدموي وحملات الاعتقالات المتكررة التي كانت تشن بين ساع واخرى فوصلت الى المرقد الطاهر معلنة البيعة والولاء للامام سيد الشهداء الحسين وهناك بثت عناصر النظام شائعة مفادها وجود قنبلة موقوتة داخل الضريح الشريف حتى دبت حالة من الذعر والفوضى داخل الضريح فقامت القوات البعثية المدعومة بميليشيات مسلحة بحملاتها والقت القبض على حشود ومجموعات كبيرة من الشباب الذين تم اعدام عدد منهم في مناطق قريبة من كربلاء بينما اقتيد العشرات الى المعتقلات وسجون التعذيب وكان من بين هولاء المعتقلين شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم قدس سره وحشد اخر من الفضلاء وطلاب الحوزة العلمية وشيوخ العشائر وهذا ما دفع الحوزة العلمية في النجف وكربلاء الى التعطيل والتهديد باتخاذ اجراءات مضادة اعلنها المرجع الديني الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف . الى هذا الحد انتهت احداث انتفاضة صفر الخالدة التي دفعت النظام البعثي ومن يخططون له ويمدونه بالتدابير واساليب مواجهة الشعب العراقي من خارج الحدود الى العمل جديا لاخراج المرجعية الدينية من معادلة التاثير والارتباط بالشعب العراقي فنظمت حملات تلتها حملات اخرى لاعتقال كل من يتكلم ويتحدث بمنطق مخالف لافكاره ومتبنياته الالحادية الفاسدة بل ان النظام فرض فيما بعد قيودا ومحددات صارمة بحق من يقف بوجه مخططاته او يحاول ان يعيد للاذهان صورة مشرقة من صور الارتباط بالائمة الاطهار عليهم السلام الذين يمثلون بكل حركتهم الاسلام العظيم فالمستهدف كان الايمان القابع في الصدور الذي يحرك الانسان للثورة ضد الظلم والطغيان وابرز عناوين الثورة ومحركها كان ولازال بلا ادنى شك هو الامام ابي عبدالله الذي ابى الضيم . ان ابرز ما قامت به المرجعية وهي تتعرض اليوم لهجمة فكرية شرسة يقودها بعض من يوصفون بانتمائهم للمذهب بانها مؤسسة مجتمع مدني ولادخل لها في الحكومة والسياسة عموما بينما هي سعت وتسعى لان يعيش الانسان حرا كريما فمتى ما طغى السياسي وصاحب السلطة وتجبر فسيجدها امامه وليس كما يدعي ويقول حسين الاسدي الذي اشبه صوته بانكر الاصوات واقبحها لانه لم يرعى ذمة وعهدا لهذه المؤسسة التي تمثل امتدادا لحركة ائمة الهدى واقول ايضا بمناسبة انتفاضة صفر التي نريد انصاف دور المرجعية فيها بانها أي المرجعية بتدخلها وقيادتها لحشود السائرين انذاك فقد احبطت مؤامرات النظام البعثي للالتفاف عليها، ولاشعار المنتفضين وعموم الشعب وهو موقف للتاريخ لايستطيع نكرانه احد انها معهم في موقفهم البطولي الكبير وتحديهم للظلم كما تمكنت من افشال مخطط النظام الكافر في ضرب هذه الانتفاضة سياسياً وتصويرها على انها ثورة رعاع كما اعترف بذلك احد الفارين من اتباع النظام مطلع الثمانينيات في لندن . وقد كانت المرجعية بمواقفها كما هي اليوم على وعي كامل بما كان يحيكه من يريد القفز على وعي الشعب العراقي ويحاول ترويضه وخداعه و اسكات الصوت الحر.اننا اليوم وكما كنا دائما نستذكر بفخر تلك الدماء والتضحيات الجسام التي قدمها الاتباع الخلص لمدرسة اهل البيت في تلك الانتفاضة التي يقطف ثمارها العراقيون اليوم فيخرجون احرارا في جموع وكتل البشرية مليونية تردد نفس الصرخة وهي تزحف الى قبر كعبة الاحرار الامام الحسين عليه السلام معلنة رسالة التحدي للارهاب والفرق بين الامس واليوم بات واضحا جدا فالعالم بالامس كان ينظر بعين واحدة مقسومة بين معسكرين غربي وشرقي اما اليوم فمع عدائه المستحكم للاسلام الى انه لايخفي اعجابه بهذه التظاهرة المليونية المعطاء اما الفرق الثاني فهو ان اعداء المرجعية وجمهورها كانوا كانوا ملاحدة ملاعين بوصفنا الدقيق للبعثيين ومن تحالف معهم اما اليوم فهم يرتدون زي الدين ويتكلمون بلسان التشيع ويتنكرون بثوب المحب ولهولاء نقول اعتبروا من الذين قبلكم لانكم ستندمون يوم لاينفع الندم ..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك