المقالات

معركتنا القادمة ليست مع الكرد

736 20:27:00 2012-12-05

حيدر عباس النداوي

في الوقت الذي لا زالت فيه ازمة التصعيد العسكري بين المركز والاقليم تاخذ مديات خطرة على خلفية تشكيل قيادة قوات دجلة من قبل الحكومة المركزية في محيط المناطق المتنازع عليها وردت الفعل التي قامت بها حكومة الاقليم من مخالفة صريحة للدستور وتحريك قوات البيشمركة للانتشار في المناطق المتنازع عليها مع ما رافق هذا التحرك وهذا الانتشار من شحن طائفي من قبل الطرفين فاحة رائحة عفونته من خلال الرسائل والتسريبات الخاصة والرسائل المقابلة التي تدعو الى الاحتكام الى لغة الزناد ورائحة البارود في اسوء سباق لم يتوقعه الشعب العراقي من اقصاه الى اقصاه ويقوده رئيس الحكومة الاتحادية ورئيس الاقليم.لقد كشفت الازمة الحالية عن الحاجة الجدية الى ضروة وجود مثابات ودعامات قوية لصد الاختراقات ومنع الانتكاسات التي تحدث بين فترة واخرى ومنع الانزلاق نحو الهاوية التي يريد البعض جر البلاد اليها بدوافع انتخابية او حزبية او الهروب من المشاكل والازمات التي يغرق فيها البلد دون ان ياخذ اخطار مثل هذه الصراعات على مستقبل العملية السياسية والسلم الوطني وتماسك النسيج الاجتماعي والوطني لابناء البلد الواحد.ورغم ان عراق اليوم هو ليس عراق ما قبل عام 2003 الا ان البعض يحاول ان يعيد الكرة من جديد محاولا تنصيب نفسه وصيا دون ان يعلم ان زمن الوصاية قد انتهى وان مفاتيح الشعب العراقي لم تعد بعهد السياسيين بل ان الشعب هو من يملك توجيه الحكومة وقيادة دفتها بالوجهة التي يريد تقف من وراءه مرجعية دينية اثبتت الوقائع والاحداث صدق منهجها وسلامة تفكيرها وحسن سريرتها.ان الشعب العراقي بجميع اطيافه يعتبر ان الاحتراب الداخلي او القومي كلمة غريبة لا يفقه كنتها ولا يوجد لها اثر في قاموس تعايشه واخوته ويرفض في الوقت ذاته ما يقوم به اهل السياسة والمداحين من طرح مثل هذه الكلمة بين اوساطه كما ان المرجعية الدينية في النجف الاشرف اعلنتها صراحة واوصلتها الى الحكومتين من ان القتال بين ابناء الشعب الواحد امر غير وارد ولا يمكن التفكير به من قبل اي طرف.ان الاحتراب والاقتتال قد يكون اخر الخيارات بين الدول اما بين ابناء الشعب الواحد فانه المستحيل بعينه ويجب على الاطراف الحكومية ان تلغي هذا الخيار وتعود الى طاولة الحوار الصادق البناء ولاحتكام الى الدستور والتوافقات وان تتحلى بالمرونة واشاعة روح الثقة والاطمئنان .ان معركة العراقيين القادمة ليست فيما بينهم ان معركتنا القادمة ستكون مع الارهاب ومع المجاميع الارهابية السلفية الوهابية التي تحركها دول الخليج وتركيا واسرائيل والتي تندرج ضمن مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تريده اسرائيل وتنفذه السعودية وقطر والامارات وتركيا والذي لاحت علاماته في الصراع الطائفي القائم في سوريا.ان علينا ان لا ننتظر الخطر حتى يدخل بيوتنا بل علينا ان نستعد لمواجهة الخطر خارج حدودنا وحتى نكون على موعد مع النصر علينا ان نتوحد ونتغلب على مشاكلنا وتقاطعاتنا قبل فوات الاوان وقبل نجاح الاعداء في مسعاهم الذي يريدونه . ليست لدينا مشكلة مع الكرد ولكن علينا ان لا نخلق من الاختلاف مشكلة وبالتالي نخلق لنا عدو هو دائما بصفنا ان عدونا واضح ومعروف وهو ليس جلال طالباني او مسعود بارزاني.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد احمد
2012-12-06
وفي المقابل يجب ان نقول لاخواننا وشركائنا في الوطن الكرد بأن معركتكم ليست مع اخوانكم ومن تقاسموا ظلم الانظمة السابقة والمقابر الجماعية معكم بل معركتكم مع الارهاب واذنابه ومن يروجون له ويدعمونه سرا وعلنا فالتصعيد ليس له ما يبرره وخصوصا ان اول خطوة للتصعيد الاعلامي بدأت من قبل الاخوان الكرد اما تجاوزاتهم على الدستور فحدث و حرج وكانهم يتعاملون مع دولة مجاورة بل وعدوه لهم . اتمنى ان يمن الله على جميع العراقيين بالطمأنينة والثقة المتبادلة , ليتعاونوا على بناء بلدهم بروح التعاون والتسامح والتفاهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك