المقالات

نعم للحرب ... مع استبدال العدو /

559 11:38:00 2012-12-05

حافظ آل بشارة

العقلاء حاضرون في كل أزمة ، وهو من علامات التوفيق ، الطريق الى الهاوية شديد الانحدار دائما ، والطريق نحو القمة وعر يتعب سالكيه ، منذ البداية كانت الأزمة سياسية تتغذى من التراشق الكلامي ، بنادق الفريقين تطلق الكلمات ، لكن الكلمات اخطر مما يتصور البعض ، اصل الخلق كلمة : كن فيكون ، والقرآن كلمة : اقرأ باسم ربك ، ولكن في جانب الشر ينقلب دور الكلمة ، قرار الاعدام كلمة ، قرار الابادة كلمة ، انطلاق الحرب كلمة ، الكلمات كائنات حية تتنفس ، ولا يكب الناس على مناخيرهم في جهنم الا حصائد السنتهم ، بنادق المتراشقين بالكلمات تصنع الحرب الباردة بين الاقليم والمركز ، ولكن اتضح ان الحرب لا تبقى باردة ، خاصة اذا استمرت عناصر الصراع بالنمو ، لذا انتقل العراق من الحرب الباردة وهو على اعتاب الحرب الساخنة ، انتهى زمن اللعب بالكلمات وجاء دور اللعب بالنار ، هناك من يهون الحرب ويجعلها كلعبة الكاميرا الخفية ، الأجواء الانتخابية تتطلب احيانا اثارة الأزمات من اجل التعبئة والكسب الجماهيري ، ومن بين الطرق التي لاتعد ولا تحصى في اقناع الناخبين هناك من يفضل أخطر الطرق ، وهي طريقة (اختلاق عدو) ثم شن الحرب عليه لحماية الشعب من شره فيلتف الناس حول المحارب بدافع الخوف والبحث عن الأمان فيتحول الى رمز للانقاذ وبالتالي زعامة تأريخية ، ولكن لعب البهلوان على حافة الهاوية مجازفة خطيرة ، وبدل ان يحصل على حشد انتخابي ينزلق الى معركة مسلحة بين ابناء الوطن الواحد فيتهدم الوطن وتندلع فيه النيران فلم يعد بحاجة الى انتخابات لأن الناخبين ينشغلون في تشييع الضحايا والتخطيط لأخذ الثأر ، نعتز بتراثنا العربي الاصيل فنعود الى ايام داحس والغبراء وحرب البسوس ، ولتذهب الديمقراطية والتعددية والتعايش الى جهنم ، عقلاء هذا البلد يحتجون بقوة ويسجلون النتائج المتوقعة والاحتمالات المنظورة التي تنشأ بسبب التحشيد المتقابل والتوتر ، فقد وقع الضرر وتحققت الكارثة حتى ان لم تقع الحرب ، وقعت حرب في اعماق النفوس وكانت خسائرها كما يلي : 1- تقوية مبررات انفصال كردستان عن العراق . 2- تقوية مبررات بناء ترسانة اسلحة خطيرة في الاقليم . 3- بروز شخصيات كردية انفصالية متشددة كأمر واقع وتهمش المعتدلين الكرد . 4- ظهور حكومة المركز وكأنها تقلد نظام صدام في التعامل مع الكرد . 5- توفير ظروف لكبار ضباط النظام البائد كي يعودوا الى الجيوب المهملة في البلد ويستعيدوا نشاطهم في تشكيل الخلايا الارهابية بالتنسيق مع ضباط بعثيين يعملون حاليا في القوات المسلحة . 6- الهاء واستنزاف الجيش العراقي وجعله عاجزا عن صد اي غزو ارهابي تكفيري جديد يأتي عن طريق سوريا .6- توفير فرصة لشخصيات مطلوبة للقضاء هاربة خارج العراق كي تجدد محاولاتها العدوانية وتحالفاتها .7- تفكك التحالف الكردي الشيعي التقليدي والتمهيد لتغيير معادلة المكونات في البلد بما له من آثار سياسية وأمنية مستقبلية خطيرة . نصيحة لدعاة التصعيد لاغراض انتخابية ، نتفق معهم ان فكرة الحرب وقرع طبولها شيء جذاب ، ولكن هناك بديل آمن ، جبهات اكثر اغراء واضمن انتصارا واشد جاذبية للناخب ، فليشنوا الحرب ويقرعوا طبولها ضد الاعداء المذكورون ادناه : 1- الفاسدون الذين يبتلعون الموازنة السنوية وعوائد النفط هم واقرباؤهم . 2- المجرمون المحكومون والذين لم تنفذ احكامهم ويتم تهريبم بشكل منتظم . 3- الذين قاموا بالغاء البطاقة التموينية ليهددوا عيش ملايين الناس .4- المنافقون المندسون في دوائر الدولة ينشرون التعطيل والرشوة والمحسوبية واليأس . 5- الذين يقودون وزارات ومؤسسات ودوائر خدمية مهمة ولم يقدموا اي منجز على الارض . حرب كهذه ليس فيها الكثير من الضحايا وهي حرب يباركها الله ورسوله والمؤمنون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
متابع
2012-12-06
من يسمع كلامك ياعمي ؟؟؟؟
عراقي
2012-12-05
تقرير رائع فعلا مع الاسف بدلا ان توجه الاسلحة ضد الارهاب تم توجيها وبقرارات فردية ضد الشركاء والحلفاء التاريخيين لاحظنا جيوشا ضخمة كانت مستقرة في الثكنات اين هم من الارهاب لماذا لا يتم مواجهة جيوب الارهاب
قارئ
2012-12-05
جزاك الله الف خير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك