المقالات

ما دام للمسلمين قرآنٌ يُتلى وكعبةٌ تُقصَد وحُسينٌ يُذكَر، لا يمكن لأحد أن يسيطر عليهم.

1891 23:12:00 2012-11-29

بقلم/ ضياء رحيم محسن

أسوق هذه المقدمة لسياسي يعتبر في مقدمة السياسيين المحنكين في زمانه وأقصد به السياسي الإنكلنيزي ونستون تشرشل (1874ـ 1965) للحديث عن ثورة الإمام الحسين بن علي عليهما السلام. يبحث الإستعمار أول مايبحث عن نقاط ضعف للدول التي ينوي إستعمارها وإستغلال ثرواتها، وعن طريق نقاط الضعف تلك يقوم ببث الفرقة بين أبناء البلد وبالتالي السيطرة على البلد ونهب ثرواته وإتخاذه كنقطة إنطلاق للسيطرة على بلدان أخرى، فبعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى وخسارة دول المحور والدولة العثمانية الحرب أمام الحلفاء أصبحت البلاد العربية مقسمة كغنائم حرب بين الحلفاء، لكن الشيء الذي صدم ونستون تشرشل هو إيمان المسلمين في البلاد العربية التي احتلتها إنكلترا وتمسكهم بالدين الإسلامي وتعلقهم بالكعبة المشرفة وزيارتها مع بعد المسافة وكذلك حب المسلمين للإمام الحسين بن علي عليهما السلام وزيارة قبره الشريف، وهي أمور يرى تشرشل وهو السياسي المحنك بأنها تجعل من الصعب السيطرة على مثل هؤلاء الناس لأن عقيدتهم ستجعل أي مشروع أو مخطط للإحتلال بلدان مثل هؤلاء الناس ضرب من الخيال،

عند البحث عن أسباب ثورة الإمام الحسين يستوقفنا أمر غاية في الأهمية ألا وهو إستصحاب الإمام الحسين عليه السلام لعياله من الأطفال والنساء معه، في الوقت الذي نراه يخاطب أخيه محمد بن الحنفية عليه السلام في رسالته له (( إعلم ياأخي إني لم أخرج أشراً ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد صلى الله عليه وأله وسلم)) وبعد تأكيد الإمام لهذه المفاهيم وتمسكه بها لأنها تمثل المنهج الأصيل للدعوة الإسلامية، بدأ بتحديد الأسباب التي دعته إلى رفض البيعة ليزيد وخروجه على حكمه موضحاً للمسلمين إنه لم يخرج من أجل الخروج، ولم يخرج من أجل دنيا زائلة ولا ملك فانٍ، إنما كان سبب خروجه هو طلب الإصلاح في أمة جده وأبيه بعد أن رأى الإنحراف عن مبادئ الدين الإسلامي،

 فالمنكر لا ينهى عنه والمعروف لا يؤمر به، ورأى موت الدين وإحياء البدع ورأى الباطل يعلو على الحق وابتعاد الناس عن مبادئ الدين الإسلامي، وانتشار الفساد في البر والبحر، كل هذا دفعه إلى الخروج لطلب الإصلاح وإحياء الدين وإماتة البدع. ولما كان الامام عارفا باستشهاده كان حتما ان يأتي بمتحدث إعلامي ينقل حقيقة واقعة الطف ومغزاها الى العوام من الناس الذين لا يعرفون حقيقة يزيد وعصابته التي حاربت الإمام الحسين فكانت الحوراء زينب عليها السلام خير متحدث بلسان عربي مبين افحم يزيد في مجلسه واخرسه، فهي صاحبة تجربة سياسيّة ثرّة، وإمرأة موسوعية ذات رصيد معرفي ضخم، يستند إلى حقائق تاريخيّة دامغة، يجهلها الكثير من الناس. يضاف إلى جانب هذه العالمة الفاضلة، بقية النساءالعالمات العارفات من عائلة الإمام الحسين (ع)، فضلاً عن وجود الإمام السجاد(ع) بين ركب السبايا. هذه المجموعة المباركة العارفة بالحق وأهله، ستلعب في ما بعد دوراً ريادياً تقلب موازين العملية برمتها، من خلال توعية الناس وتبصيرهم بحقائق الأمور. حتى أنه كان مضطرا لإخراج رحل افمام الحسين من الشام لكي لا ينقلب الوضع عليه. أضف الى ذلك فإن أصحاب الحسين الذين حاربوا معه في واقعة الطف لانستطيع أن نقول عنهم شيء أبلغ من قول قائدهم الإمام الحسين عليه السلام عندما يتحدث مع الحوراء زينب وهي تسأله هل هو متأكد من رباطة جأش المقاتلين معه؟ فقال لها(ع):(أما والله لقد لهزتُهم(أي خالطتهم) وبلوتهم، ليس فيهم إلاّ الأشوس الأقعس(أي الجريء والثابت)، يستأنسون بالمنيّة دوني إستيناس الطفل بلَبَن أُمّه). وتأكيداً على ذلك فإن الإمام الحسيّن(ع)، جمع أصحابه ليلة المعركة وقال لهم:(أما بعد، فإنى لا أعلم أصحاباً أصلح منكم، ولا أهل بيت أبرّ ولا أفضل من أهل بيتى، فجزاكم الله جميعاً عنى خيراً، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتى، وتفرقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم، فإنهم لا يريدون غيرى). فلما خَبرَ(ع)، إصرار أصحابه على البقاء معه، حمد الله تعالى وأثنى عليه. وبعد كل الذي جرى في واقعة الطف فإننا لانزال نسمع بين فينة وأخرى من الأصوات النشاز التي تطالب بالكف عن ممارسة شعائرنا الحسينية، لكل هؤلاء نقول يكفي أن أكابر المفكرين الغربيين أثنوا على واقعة الطف بأنها صححت مسار أمة ومنهم من قال بأن ثورة الحسين لو كانت عندهم لدعوا الناس الى المسيحية باسم الحسين.وأخيرا أختتم بما قاله الزعيم الصيني ماوتسي تونغ لياسر عرفات :((عندكم تجربة ثورية قائدها الحسين وهي تجربة إنسانية فذه وتأتون إلينا لتأخذوا التجارب. ))والله من وراء القصد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك