المقالات

لماذا فشلت الحكومة باجتثاث البطاقة التموينية

536 16:30:00 2012-11-13

حيدر عباس النداوي

لم يكن قرار اجتثاث البطاقة التموينية واستبدالها ببدل نقدي من قبل مجلس الوزراء قرارا عفويا وخالصا لوجه الله تعالى لان الاقدام على مثل هذا الامر دون مقدمات ودون اخذ راي الجهات المختصة ينطوي على مخاطر كثيرة ويؤشر وجود نوايا مبيتة سيئة من قبل الجهات الداعمة لمثل هذا القرار او يبين مكامن الخلل الواضحة في صناعة القرار العراقي والتي لا تستند الى معطيات حقيقية وانما تعتمد على ردات الفعل ومقدار المكاسب الانية والحزبية التي يمكن تحقيقها دون الالتفات الى اضرار مثل هذه القرارات على واقع الحياة المعاشية والخدمية اليومية للمواطن العراقي. وقرار الاجتثاث قرار جريء وجنوني حتى لو لم يطبق على البعثية والصدامية الا ان تطبيقه على فقراء الشعب العراقي والمعوزين امر ضروري جدا من اجل ترسيخ دولة القانون والقضاء على الفساد المالي والاداري والذي يصعب على الحكومة وقفه في البطاقة التموينية لان العاملين في البطاقة التموينية ووزارة التجارة جنود من دولار لا يمكن القضاء عليهم او الاستفادة منهم في تدوير الدولار وغسيل الاموال وهو عكس قدرات البعث والبعثيين الذين يمكن شمولهم بالمصالحة والوطنية وزجهم في العملية السياسية بفضل حنكة ودهاء عامر الخزاعي وعزت الشابندر.ورغم رداءة الحصة التموينية وشحتها الا انها تمثل عنصر امل واطمئنان لمساحة كبيرة وواسعة من ابناء الشعب العراقي،ويبدوا ان اصحاب القرار كانوا على دراية كاملة ومعرفة مسبقة بوجود ردات فعل ضد قرار الاجتثاث لكنهم لم يتوقعوا ان تكون بمثل هذه الشراسة وهذا الحجم لانهم ارادو ان يسخروا هذا الرفض لكتلهم ومن خلال نوافذ متعددة الا ان القرار واجه رفض شعبي منقطع النظير ومن قبل جميع القطاعات والمكونات السياسية والدينية والشعبية حتى وصل الاعتراض الى حد رفض المرجعية الدينية لهذا القرار مع هجوم كاسح على الحكومة الفاشلة ووصفها باسوء النعوت في اشد نقد تتعرض له الحكومة من المرجعية الدينية في النجف الاشرف .وتكمن الدوافع الخفية وراء قرار الحكومة بمحاولة اجتثاث البطاقة التموينية الى صرف الانظار الاعلامية والشعبية عن المشاكل الكثيرة التي تشهدها الساحة السياسية سواء تلك المشاكل بين الكتل السياسية او المشاكل العالقة بين المركز والاقليم فعلى مستوى الكتل السياسية تتعزز مشاكل حكومة الاغلبية ومجلس السياسات الاستراتيجية وتحديد فترة الرئاسات الثلاثة وانهاء التعيين بالوكالة وغيرها من المشاكل بينما تبرز مشاكل التسليح وخاصة العقد الروسي الملغى والمثير للجدل وعائدية عقود النفط والبيشمركة وترسيم الحدود وغيرها من المشاكل والازمات المفتعلة والحقيقية والتي مثلت منهجا للحكومة بينما غابت الخدمات والاهتمامات الاولية للمواطن خلف هذه التجاذبات.ولان من اهتدى الى فكرة اجتثاث البطاقة التموينية يملك شيطنة ودهاء خارق لصرف الانظار عن الازمات والمشاكل المتراكمة هذا اولا والتهيء لتزوير الانتخابات ثانيا لان سجل البطاقة التموينية هو السجل الوحيد المعتمد لتسجيل الناخبين وبالتالي فان القضاء على هذا المصدر سيسهل الكثير من الاجراءات ويقلل الجهد في عملية اضافة او حجب الاصوات وبالطريقة التي تراها هذه الجهات تتلائم مع توجهاتها بالاضافة الى السعي لاعتبار رفع الاجتثاث عن البطاقة واعادتها مع مفرداتها البائسة من قبل رئيس الوزراء عمل جبار ومكرمة يستحق ان يبصم الجميع بالدم وليس بالحبر لحامي الضعفاء والفقراء دولة رئيس الوزراء ثالثا والاهم من هذا هو ان الحكومة ووزارة التجارة سوف ترد على كل من يتبطر على البطاقة التموينية الحالية برداءتها وتقزمها من انها ارادة تعويضه بالنقود لكنه رفض وبالتالي فانه يتحمل مسؤولية رفضه.ان اجتثاث البطاقة التموينية مثل ضربة قاصمة للحكومة وللكتل السياسية الممثلة في مجلس الوزراء لانها كشفت عورات الحكومة والوزراء في التعاطي مع القرارات المصيرية وبينت حجم الاستخفاف بالام وهموم ومعيشة ابناء الشعب العراقي وجذرت لحقيقة الادارة الفاشلة وعدم وجود تخطيط او دراسات واستشارات معمقة قبل الاقدام على اي قرار مصيري وفتحت الباب على المطالبة بالحقوق وترك حسن الظن والشيء الاهم الذي كشفه اجتثاث البطاقة ثم اعادتها هو الخسارة الكبيرة التي منيت بها الكتل السياسية المشاركة في مجلس الوزراء على مستوى الشارع العراقي رغم حالة النفاق والكذب والغش ومحاولة التنصل عن مسؤولياتها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ميري الجنابي
2012-11-15
هناك شعار كان يطلقه مايسمى بالنظام المقبور (تبا للحصار عاش المجاهدين والله اكبر )فالشعب العرقي المظلوم اطلق هذا الشعار(تبا للبطاقه التمونيه وعاش التجار والسياسين الفاسدين والبرلمان العراقي ال ذ ي اصبح لايمثل الانفسه والله اكبر )
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك