المقالات

المجلس الاعلى ... الاستراتيجية والأسس

408 15:20:00 2012-11-04

محمد حسن الساعدي

أن الدولة العصرية الحديثة التي دعى اليها تيار شهيد المحراب في أدبياته السياسية والثقافية هي السعي لبناء دولة المؤسسات والبناء والتنمية والتغيير السريع ، ونحن في الالفية الثالثة لم يعد شكل الدولة ومضمونها وسياق عملها مثلما كانت في العهد الماضي ، فالدولة العصرية مكونة من مؤسسات تعمل بنسق عالي بين روابطها وتكون العلاقة بينهما تكاملية ، فوزارة الزراعة مثلاً لاتتوقع نجاحات متميزة في ارتفاع نسبة المحاصيل الزراعية ما لم يكن هناك نجاح متسق في الصناعة وتوفير المستلزمات الضرورية لنجاح العملية الزراعية في البلاد من مكائن ومعدات ، ولايمكن أن تحقق الزراعة نجاح ما لم يكن هناك نجاح لوزارة الري في شق الانهر وتوصيل مياه السقي الى تلك المناطق .المنجزات التي حققها المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي هو جزء مهم من مكونات تيار شهيد المحراب (رض) سواء في المعارضة العراقية او بعد سقوط الديكتاتورية لا يمكن لها أن تتحقق لولا التجارب التي خاضها المجلس الأعلى طيلة ثلاثة عقود من التصدي للنظام الشمولي الديكتاتوري البائد، فهذه التجارب سواء كانت سياسية ام أمنية ام عسكرية ام اقتصادية ام دينية ام اجتماعية اعتمدت بالدرجة الأساس على الواقع العراقي المؤلم آنذاك لذلك جاءت كل الخطط التي اعتمدها تستند بالأساس لخلاص الشعب العراقي من الظلم والقهر والاستبداد والتهميش فضلاً عن السجون والقتل الجماعي الذي تعرض لها الشعب العراقي تحت ظل حكومة البعث الصدامي البغيض، فوضع في رأس أهدافه إسقاط الحكم الجائر وتخليص الشعب العراقي من العبودية.اليوم هذه المبادرات الوطنية التي طرحها السيد عمار الحكيم بمعالمها المتعددة تناولت أهم مفاصل بناء العراق الجديد ومؤسساته القانونية والدستورية اذ لا يمكن لأي نظام مهما أوتي من قوة أن يستمر اذا لم يحتكم الى دستور دائم ينظم العلاقة بين الدولة والمواطن،وإذا لم يستطع توفير مستلزمات العيش الكريم لأبناء شعبه بعدالة اجتماعية وواقعية والتي تبين ان علاقة المواطن بالدولة تحكمها الواجبات والحقوق لذلك فإن من متطلبات بناء الدولة العصرية تقتضي استنفار كل الجهود والإمكانات والطاقات المادية والمعنوية من قبل المؤيدين للعملية السياسية باعتبار أن تعضيد الدولة هو هدف اسمي ذلك لان الدولة باقية والحكومة متغيرة وهذا ما يفسر الفرق الأساس بين الدولة والحكومة .لقد حرص قادة تيار شهيد المحراب (قدس) بدءً من شهيد المحراب (قدس) والى عزيز العراق (قدس) ووصولا الى السيد عمار الحكيم على تعزيز ارتباطات العراق بأشقائه في الدول العربية والإسلامية وعلى عدم انسلاخ العراق عن الجسد العربي والإسلامي ولذلك بادروا جميعاً الى العمل على ردم الهوة بين العراق ومحيطه الاقليمي والى تقريب المسافة بين وجهات النظر ازاء كل المشاكل التي تعترض طريق العراق او تحول بين العراق ودول المنطقة، مسخرين لذلك جميع الوسائل والإمكانيات كوسائل الاعلام التابعة لتيار شهيد المحراب ومن خلال مواقعهم القيادية في التيار او من خلال مواقعهم الرسمية في حكومة الوحدة الوطنية كما يمكن ان نستذكر العديد من اللقاءات والكلمات والبيانات الصادرة عن شهيد المحراب (قدس) من مختلف القضايا العربية والإسلامية كما كانت تعكس حقيقة مواقفه ودعواته المستمرة لتوطيد مختلف العلائق بين العراق وأشقائه في الدول العربية والإسلامية .أن أهم افرازات المشهد السياسي العراقي وما تمخض عنها خلال السنوات الستة الماضية التي اعقبت سقوط النظام البعثي ان قوى تيار شهيد المحراب (قدس) هي الاكثر تأهيلاً دون سواها لممارسة الدور الريادي ولحسم الكثير من القضايا المصيرية التي ماتزال عالقة دون حلول ناجعة لها لما تمتلكه هذه القوى الخيرة من ارادة عراقية صلبة وجادة ومن رؤية سياسية واضحة لحاضر ومستقبل العراق في الانفتاح على دول الجوار (العربية والإسلامية) كما ان مواصلة العمل ووفقاً لمناهج وتصورات قادة هذا التيار المجاهد سيساعد في جعل العراق دولة فاعلة ومهمة في النظام الاقليمي بسبب قدراته الاقتصادية وخاصة الثروات النفطية الهائلة وإمكاناته البشرية الخلاقة وقياداته الاسلامية المجاهدة وبالتالي يمكن له ان يعود لممارسة دوره الطبيعي في السياسة الاقليمية سواء كان ذلك في الجانب الامني أم في الجانب الاقتصادي أم في الجانب السياسي والثقافي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك