المقالات

راشد يهجر الزراعة وزينب تبحث عن راتب الرعاية الاجتماعية

483 13:30:00 2012-10-24

هادي ندا المالكي

لم يتمكن راشد من مواصلة زراعة ارضه التي تعود ان يباشرها في الصيف والشتاء طوال سني حياته التي قضاها في قريته الريفية بعد ان توقف جريان النهر وبعد ان تصدأت فالته ولم تعد تعانق ظهر الكطان والبني والشبوط وبعد ان تشقق خشب مشحوفه واصبح حاجة عديمة الفائدة ولم يفكر يوما ان ينصب شباكه لصيد الطيور المهاجرة" كالبط والخضيري والحذاف "التي هجرت هي الاخرى الريف العراقي بعد ان جف ماءه واحترق برديه وقصبه وغابت الوان "الخريط"في زحمة الغبار المتواصل الذي يغلف اجواء القرى والقصبات والمدن ولم تجد زينب ما تحصده بعد ان توقف راشد عن الزراعة فقررت ان تبحث لها عن عمل لمساعدة قرينها ولم تتوقف عن مراجعة الرعاية الاجتماعية علها تحصل على راتب يسد رمقها ويحفظ قليلا من كبرياء راشد الذي اضاعها في المدينة وهو يسكن في اطرافها دون عمل او مشغلة.وليس من حق احد ان يلوم راشد لانه هجر الزراعة وسكن المدينة وحَمل زينب ما لم تستطع تحمله في اخر ايام حياتها لانه لم يترك الزراعة كفرا وبطرا انما تركها بعد ان ايقن صعوبة مواصلة الحياة فيها،ولسان حالة يشكو ما ال اليه امره فلا ماء يعانق اجرافه ولا طيور مهاجرة تعزف سمفونية المجازفة والتحدي ولا اسماك لعوبه تغازل شباكه وتمنحه متعة التذوق والحياة ولا مجال لزراعة العنبر او البزمكي او "الغريبة" واصبحت المسحاة والفالة والمنجل شيء من التاريخ وصار لزاما عليه ان يتعلم الذهاب كل شهر الى وكيل الحصة التموينية لاستلام حصته البائسة ودموع الخجل والحياء تحفرا اخاديد على وجهه الشريف الذي لم يتعود يوما التقصير في الكرم والضيافة كيف والحال قد اصبح معقودا بعدد من الكيلوات التي لا تلبي الطموح ولا تفتح مضائف للكرم والجود.وراشد يحمل الحكومة مسؤولية ضياع ارضه وتصحرها وتحول العراق من بلد مصدر للمواد الزراعية واللحوم والفواكه والخضر الى بلد مستورد لكل شيء بسبب السياسات المائية والاقتصادية التي تتبعها الدولة العراقية سواء في زمن النظام البائد او في زمن الديمقراطية والتصحر والغبار وان كانت المسافة كبيرة بين النظامين والمقارنة ظالمة فصدام والبعث سعوا عن قصد وتعمد واصرار على تجفيف الاهوار وقتل الحرث والنسل بل ان صدام ساهم ماديا ومعنويا في اقامة السدود على دجلة والفرات داخل الاراضي التركية من اجل تجفيف مناطق الاهوار حقدا وحسدا وتخلصا من الجهاد والمجاهدين ومن خلال تحمل نفقات هذه السدود دون ان يفكر بمستقبل العراق وارضه ومائه وهوائه،بينما وقفت الحكومة الحالية موقف المتفرج والعاجر اتجاه هذا الملف الحيوي والذي يشبه مرض السرطان الذي يفتك بجسد الانسان حتى يقضي عليه في فترة محدودة.فالحكومة العراقية الحالية عاجزة عن القيام بعمل حقيقي تتمكن من خلاله اجبار الاتراك منح العراق حصته المائية وعاجزة عن اقامة السدود داخل الاراضي العراقية ووقف الهدر الكبير والمتعمد في المياه العذبة وعاجزة عن استثمار المياه الجوفية التي تستطيع ان تجعل كل ارض العراق خضراء وجميلة ومثمرة وعاجزة عن توفير الدعم للفلاح وحماية المنتوج الوطني .بامكان الحكومة ان تعيد راشد الى حقله لزراعته من جديد ومنح فرصة جديدة لزينب لمعاودة الحصاد قبل ان يقضي مرض الربو وضيق التنفس على حياتهما بسبب كثرة العواصف الترابية التي تعاني منها المحافظات العراقية بسبب التصحر والحروب وتقزم المناطق الخضراء.راشد طلب من الحكومة الاختيار بين زيادة المساحات الخضراء والقضاء على التصحر او زيادة المستشفيات والمؤسسات الصحية التي تعنى بامراض القلب وضيق التنفس والربوا لانه من الظلم ان يتحمل المواطن البسيط اخطاء الحكومات بينما تتنعم الحكومة بخيرات المواطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك