المقالات

العفو العام ... والبنى التحتية في دائرة المساومات

443 11:02:00 2012-10-01

محمد حسن الساعدي

في كل الدول الديمقراطية المتحضرة هناك آليات دستورية للتصويت على القوانين ، او تعديلها ، ويكون متسقا مع الدستور والديمقراطية ، ونحن في ظل عراقنا الجديد ودستورنا العراقي فيه ترجمة حية لتشريع القوانين وفق أسس دستورية .نشاهد اليوم ان المساومات السياسية عادت لتمرير الصفقات الى الواجهة مرة اخرى، وهي حالة طالما تتكرر كلما تعددت مشاريع القوانين الكبيرة واختلفت القوى المستفيدة منها، ليحسب كل طرف مقادير الربح والخسارة مما يقدمه للاخرين او يأخذه هو لمصلحته.واليوم هناك قوانين عدة على طاولة مجلس النواب وتنتظر الحسم والتصويت عليها ، إن المساومات السياسية اليوم هي من تحكم البلاد وتضع العقبات أمام إقرار القوانين المهمة، أذ ان البلاد تحولت الى تكتلات تبحث عن المصالح لتحصل بالنهاية على ما تريد على حساب المواطن والبلاد.لدينا عدة مشاريع قانونية تختلف استفادة كل جهة منها حيث أصبح الكشف عن أساليب المقايضة التي يطرحها أصحاب المشاريع يطرح بلا حياء سياسي او خشية من غضب الجمهور ، بل ان الكتل السياسية باتت أكثر وضوحا في استخفافها بمصالح الشعب العراقي ، الامر الذي يشكل مخالفة أخلاقية قبل ان تكون سياسية حتى من ساسة البلد المخضرمين ، الأمر الذي يقودنا مرة ثانية إلى سلة الصفقات تراكم عدد من القوانين المهمة التي يسعى المستفيدون منها إقرارها بأي شكل من الإشكال، حيث يضاف الى ذلك قانون النفط والغاز ذات الرغبة الكردية ، ومن ثم قانون العفو العام الذي تتقاتل عليه كتلة الأحرار وتعده احد انجازاتها التاريخية لانه يتعلق بعدد كبير من جمهور مؤيديها، ثم يأتي قانون البنى التحتية او الدفع بالآجل الذي قدمته الحكومة مدفوعا من دولة القانون لمكاسب انتخابية معد لها سلفاً ، لجعل المعادلة اكثر توازنا ولا يجد ضغطا سياسيا عليه ، ويدخل التحالف الكردستاني على الخط المطلبي ليبدي تأييده لقانون البنى التحتية اذا كانت في المقابل هناك موافقة من دولة القانون على تمرير قانون النفط والغاز المثير للجدل، ولم تفوت كتلة الأحرار فرصة للاستفادة من تمسك وإصرار الحكومة وائتلافها من قانون الدفع بالآجل لتطرح موضوع مقايضته بالموافقة على تمرير قانون العفو العام، وفي الوقت الذي لم يعد هذا الحراك خافياً على احد تتسع سلة المساومات لتدخل فيها الأطراف المطالبة بالإصلاح لتستخدمها ورقة رابحة وضاغطة في ذات السياق، معللة نفسها بالحصول على حصتها من الصفقة.هذه الثقافة الجديدة في إقرار القوانين والحصول على مكاسب فئوية وجهوية، هي اخطر ما يهدد الترابط الاجتماعي والأمني للشعب العراقي، بل تخلق الى الاحتقان السياسي والذي ينعكس على الشارع العراقي المحتقن أصلاً ، وينتج مكونات مشتتة ومكونات كانتونية ، بل يجعل الجميع يدورون في حلقة مفرغة سببها هشاشة البناء السياسي ، لان اية صفقة لها جانبان الأول يتعلق بالربح الذي يكون للحزب او الكتلة ، وليس فيه جنبه ايجابية للجميع والثاني الخاص بالخسارة التي تشمل الجميع، كلنا نريد التفاهم والاتفاق بين الأطراف السياسية على الاختلاف والتناحر بينهم ، ولكن .. ولكن لا على حساب إخفاء الحقائق وطمس المخالفات وعلى حساب الديمقراطية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك