المقالات

المصالح الوطنية وهم ام حقيقة

492 23:43:00 2012-09-28

احمد العسافي

المصالحة الوطنية التي طالما ترددت على مسامعنا من خلال وسائل الاعلام ومن خلال المؤتمرات والندوات التي تعقد من اجلها التي جعلت من الحكومات السابقة الى استحداث وزارة خاصة بها ترعى شؤونها ومن ثم تحولت الى مستشارية نتيجة الترشيق الوزاري الذي طال الوزارة الحالية, عندما يكون مستشار المصالحة عامر الخزاعي فرحا بالنتائج التي حققها كما يدعي, ويحاول ان يسوق الاكاذيب من خلال شخصيات اشبه ما تكون كارتونية لا تمثل الا نفسها باحثه عن ملاذ امن لها من خلال الانخراط في لعبة كتبت الحكومة السيناريو ويحاول الخزاعي اخراجه بطريقة مقنعة والتي يحاول اخراج الحكومة من ازمتها الحقيقية. بالأمس القريب كانت هناك شخصيات سياسية معروفه للجميع ومتهمة قبل الحكومة بتحريضها الطائفي ومساهمتها بأعمال عنف, ناهيك عن قضايا الارهاب وقد صدرت بحقها احكام غيابية نتيجة التهم السابقة, وبين ليلية وضحاها ترفع هذه الاحكام بمسرحية يقوم بإخراجها احد النواب الذي ينتمي الى دولة القانون لتعود مرة اخرى لدورها الذي عرفت من خلاله بالتزمير والتطبيل لصالح الحكومة. قضية اخرى يجب الوقوف عندها, اذا كانت هنالك جدية في التعامل مع ملف المصالحة وتحاول ايجاد حلول حقيقية, ورسم مساراتها على الواقع السياسي الذي نعيشه اليوم, يجب مد جسور الثقة بين كافة الفرقاء السياسيين والقبول بالأخر ومحاولة ازالة الغموض الذي يحيط ب (الملطخة ايديهم), هذه العبارة التي من الممكن ان تشمل جميع العراقيين بدون استثناء, اذا اردنا من خلالها تسقيط الشركاء والخصوم السياسيين, والسؤال هنا من هم (الملطخة ايديهم) هل هم اشخاص ام جهات سياسية ام طائفيه, يجب ان تكون الصورة واضحة للجميع.في ظل عدم وجود عدالة اجتماعية منهجاً وممارسة سوف يضاف عائق اخر امام اتمام المصالحة, فكيف تكون هنالك مصلحة ويوجد تمايز سياسي وطبقي وطائفي يمارس من قبل السلطة الحاكمة التي تمثل جميع المكونات السياسية, اذا لم تكن هناك عدالة اجتماعية لن تكون المصالحة واقعا حقيقيا, ولإتمام المصالحة يجب توفر نظام قضائي قادر على ضمان حقوق ابناء المجتمع العراقي وان تكون قوانين سارية المفعول وتوفير محاكمات عادلة بعيدة عن التسيس, وان لا يكون هناك احدا فوق القانون وجميع العراقيين تحت سقف القانون ولا يتم تمييز احدا عن الاخر بصفته السياسية او الدينية او الطائفية والقومية. يجب الابتعاد عن محاولة تسيس مشروع لمصالحة لجهة على حساب جهة اخرى, وعدم شمل جهة معينة بالمصالحة واعفاءها من التبعات القانونية حين كانت تعرف من قبل الجميع بتنفيذها النزاع الطائفي الذي حدث في العراق وكانت احد اطرافه, وساهمت مساهمة فعالة, وارتكابها جرائم بحق الشعب العراقي وباعترافات قيادتها بعدما حدث خلاف بينها.اذا كانت الحكومة فعلا جادة في انجاح مشروع المصالح الوطنية فالأولى بهم ان يبدأو بأنفسهم وان تتصالح الكتل السياسية فيما بينها, حتى ضمن الكتلة الواحدة هناك خصومات وصراعات فيما بينها لا تظهر على السطح, تدار من خلف الكواليس, لذا عليهم البدء بأنفسهم, والترفع عن حب الذات والانا والعمل على انقاذ العراق من المستنقع الذي هو فيه, فأن عمليات التزويق والتطبيل والشعارات التي ترافق المؤتمرات والندوات ماهي الا حبر على ورق, ولن بسفينة المصالحة الى بر الامان, الذي على السياسيين جميعا ان يقدموا مصلحة الشعب على مصالحهم الشخصية والحزبية ومن اجل المحافظة على سيادة العراق ووحدته وان نرى المصالحة اصبحت واقعاً ملموساً نعيشه لا وهم نصحى منه بعد اول عملية دهم او اعتقال.

احمد العسافي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك