المقالات

الميزانية للامتيازات والقروض للانجازات

497 20:19:00 2012-09-26

سليمان الخفاجي

لو لم اكن ابن العراق لكذبت كل الذي يقال عنه ولو لم اكن ابن الجنوب لصدقت كل مايقوله مسؤولي الحكومة وعلى راسهم رئيس الوزراء عن قانون البنى التحتية.من منا لم يسمع او يشاهد ما في دول الجوار الخليجي من مشاريع عملاقة وكبرى تصل في بعض الاحيان الى حد الاعجاز في تنفيذها وكان سابقا الرهان على نجاحها بنسبة 50 % لاان تكون اعجوبة العالم واحدى مفاخره.ان هذه المشاريع والاساطير تنفذ باقل مما يصرف على أي مشروع في العراق, فمشاريع وانجازات الامارات (دبي وابو ضبي والشارقة )هي تنافس في تحويل الصحراء الى جنة على البحر وجزر عائمة اصطناعية لتكون قبلة العالم، هل يشابه او يقارب او يصل الى نسبة 1% مما يحدث في مشاريع الاسكان والعمارات السكنية الوهمية في العراق، ام ان المدن الصناعية في السعودية والتي لاتتجاوزكلفة احداها المليار دولار امريكي تشابة مثلا ما يصطلح عليه من الاحياء الصناعية التي اقرت في بعض المحافظات او ما انفقته وزارة واحده وهي وزارة الكهرباء على لاشيء.ونفس الدول كمثال على التعاطي الحكومي مع راس المال الوافد الى البلاد وخدمة مواطنيها مع علمنا بطبيعة البذخ الذي يحدث في تلك الدول ومايمارسه حكامها من لهو واسراف والاستيلاء على المال العام واحتكار السلطة والارصدة للعوائل الحاكمة في البنوك الاوربية اما ما يعطى للمواطن في تلك الدول هل هو نفسه مايعطى للمواطن العراقي اقصد (مواطن عراقي اصطلاحا )والا فلا يوجد مثال حقيقي لهذا التعبير في ضل الفوضى الادارية والمالية وغياب التخطيط والعمل على راحته او مراعاته او تلبية متطلباته. ومع وجود كل هذا الفقر والحرمان ومايعانيه العراقي من هضم وقصر ذات اليد فلازلنا نعيش بنفس السقف من المطالب المتدنية والذي غادرته دول المنطقة منذ زمن بعيد ناهيك عن دول العالم المتقدم ،فمطالب العراقي لازالت بتوفير بطاقة تموينية (طعام )حق طبيعي، توفير كهرباء ومشاريع ماء ويعني (شراب )، طرق منظمة ومريحة ، تعيينات (فرص عمل )، مدارس مشيدة (تعليم)حق ، تكافؤ فرص وتوفير الخدمات للجميع توحيد الرواتب تقليل الامتيازات (مساواة ) حق، محاسبة المفسدين ومعاقبة المجرمين وملاحقة قتلة الشعب من البعثية و التكفيريين (عدالة)، وغيرها من الحقوق البسيطة والغير متوفرة لحد الان. فلم يطلبوا كما يطلب غيرهم وهذا كله لالشيء الا ان رئيس الوزراء والسياسيين, من شكلوا الحكومة ومن تقاسموا الكعكة ومن كونوا الازمة ومن يعملون في المعارضة (الابتزاز )وفي السلطة (التنازل)وهم شركاء الليل اعداء النهار باتوا يفكرون بعقلية خارقة وفريدة نزلت من كوكب اخر ورأوا بان العراق هو الارض البكر لتنفيذ تلك الافكار وهانحن نشاهد نتاج عبقريتهم وانجازاتهم طوال مسيرة حكومتين راسهما نفس الشخص ونفس العقلية وايده وازره نفس المجموعة الضيقة من المستفيدين ورافقه نفس المستشارين وبنفس النمط وبنفس التوجه والكيفية العمل ياتي نهاية الفترة الانتخابية أي بفارق قليل عن الانتخابات الجديدة؟؟!! والخطابات النارية تزداد، الجميع ينشر الغسيل على الهواء مباشرة ببث مدفوع الثمن وغير حصري والمشاهدة للجميع والكل يتبادل الاتهامات والمزايدات حتى اختلط الحابل بالنابل .لم استطع الا ان اتكلم بهذه الصراحة المشوبة بالخجل والتورية وعدم التصريح والتكلم بالعموميات مع التحفظ على الكثير، واقولها وبصراحة كنا من اصحاب الاحلام الوردية والطموحات العالية والخيال الخصب اما الان فيارئيس الوزراء ياحكومة يابرلمان يوزراء يانواب كفاكم ضحكا على الشعب ودعوا المواطن(اصطلاحا ) وشأنه دعوه يرتاح , ركزوا على المستقبل على الاجيال الاخرى لكن بلا رهن بلا استخفاف نحن عرفناكم وعرفتمونا وكما يقول بعضنا لبعض في نهاية المطاف( نتباره الذمة )على ما فات كفى سلب كفى فساد كفى احتيال ولنفتح صفحة جديدة فهل انتم قادرون على الايفاء بتعداتكم؟ اوبعبارة ابسط وادق هل نواياكم صافية تجاه بعضكم البعض ؟وتجاه الشعب ؟وهل مشاريعكم وعملكم لله في الله ؟.فاذا كان 50%او حتى 25% تنازلا مني بحكم (الميانة ) ولمعرفتي بطبيعة العراقي يحب السلامة ويرضى بالمقسوم لانه كريم (المسامح كريم ) ، اذا كنتم كذلك فوافقوا واقروا قانون او مشروع البنى التحتية, اما اذا كنتم ماضين بنفس النوايا وبالطريقة ذاتها وعلى النهج القديم وبقاء (ريمة على عادتها القديمة )فدعونا من هذه الاسطوانة المشروخة واستمروا على تنفيذ مشاريع الميزانية الانفجارية بشقيها التشغيلية والاستثمارية وكذلك التكميلية.اما نحن أي المواطنين (اصطلاحا ) فشعارنا في الفترة القادمة يا غافلين الكم الله او كما يقول الفلاح في بداية كل موسم وهو ينثر الارض وينتظر البركة من السماء و يذكر من يقوم بالعملية (بيدك حب وفوكك رب ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك