المقالات

ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا.. عن "فيــديـــــو" القتـــــل البـــــارد لجنـــودنــــا في ديــــالى!

1303 15:54:00 2012-08-18

التحليل السياسي/ غانم عريبي

كيف يمكن تصديق ما حدث بإحدى نقاط السيطرة التابعة للجيش العراقي في ديالى قبل مدة حين ظهر ثلاثة من الإرهابيين "غير ملثمين هذه المرة" وهم يترجلون من سيارتهم ويقتلون بدم بارد ومسدسات كاتمة للصوت مجموعة من العسكريين التابعين للجيش العراقي من دون ضجة وعلى وقع التكبيرات "الله واكبر" ودم يسيح بلا رقيب او حسيب؟!.

الشريط تم تسريبه من قبل الخلية الإرهابية القاتلة، وللتسريب أهداف منها أنهم يظهرون لنا وللأجهزة الأمنية وللجيش العراقي ولكل مسؤول ونائب وقيادي في حزب وزعيم كتلة ورجل امن أنهم موجودون في الساحة العراقية وقادرون على اصطياد فرائسهم من أبناء القوات المسلحة ببرودة أعصاب، والجنود نائمون بفانيلاتهم وقمصان الاستراحة في الكرفانات المبردة،

 والمؤلم الذي يوجع بقوة إن هؤلاء القتلة السفاحين ذبحوا إخوة لنا كما ظهر في الشريط، فيما كان هنالك جندي على مرتفع خرساني داخل النقطة العسكرية يراقب، وهو مدجج بالسلاح وينظر لمشهد أصدقائه وهم يقتلون، كما لو انه ينظر لمشهد تراجيدي في تلفزيون محلي!.

لم انم البارحة وأنا أعيد مشاهدة الشريط مرات ومرات.. كنت استعيد في الحقيقة "ضعفنا الأمني" و"هواننا على الإرهابيين"، ونحن نملك السلاح والعتاد والقوة ونحمي جنودنا بالصبات وأجهزة السونار والكرفانات المكيفة بل لم افطر كما ينبغي للصائم ان يبل ريقه من ظمأ الصوم من وجع الإهانة، وعشت الليلة البارحة وأنا اقلب أمرنا الصعب المستصعب واسأل نفسي: كيف جرى الأمر وهل يمكن ان يحدث هذا بعد تسع سنوات من وجود قوة حقيقية في الشارع وجيش يعد الآن إعدادا ممتازا في العقيدة العسكرية وفي مواجهة التحديات المختلفة التي يواجهها العراق وتجربته الوطنية؟!.

إذا كنا كذلك بعد تسع سنوات كيف يمكن مواجهة الأخطر والأقوى والأشرس حيث كتائب الذباحين على الأبواب مضافا إليها جيوش تركية تتحرش وتهديدات باختراق السيادة الوطنية تتقدم نحونا زاحفة وهي تحمل على أكتافها كراهية 14 قرنا من الطائفية والقتل على الهوية؟!.

ما حدث خطأ امني يتحمله الضابط المسؤول وآمر اللواء والفوج والفرقة ورئيس غرفة العمليات العسكرية في ديالى ولا تبرير في التقاعس وتنظير ومن يحيل المسألة الى تقاعس الجنود يحيل نفسه الى المحكمة العسكرية والقضاء الحكومي المسؤول بتهمة غياب الحزم المفترض والمتابعة المستمرة لنقاط التفتيش والسيطرات العسكرية المنتشرة على الطرق الداخلية والخارجية..

هنا اسأل:أين الحزم أيها المسؤولون عن الأمن، وإذا كنتم غائبين عن متابعة حركة السيطرات وملاحقة ما يجري بشدة ومسؤولية متعاظمة وحزم كبير وكأنكم تخوضون معركة مفتوحة وضارية ـ ونحن كذلك لليوم مع الإرهاب ـ كيف ستقنعون الشعب العراقي وأهالي ديالى والمارين في الطرق الخارجية إنكم قادرون على ضبط الأمن ولن نتحدث بعد اليوم بموجب ما نرى وما نلمس عن نهاية الإرهاب والقضاء على خلايا الدم وتنظيم القاعدة في العراق؟!.

مشهد قتل الجنود في سيطرة محلية بديالى أعاد الملف الأمني في الحقيقة إلى المربع الأول وربما يعيد صورة الأوضاع الأمنية القلقة التي سادت الساحة العراقية في الـ2005 و2006 بعد أن استبد السفير الأميركي زلماي خليل زاد بالملف الأمني وقلص من حجم التدخل العراقي في متابعة الإرهاب وجرى ان المسلحين هبطوا في شارع حيفا يقاتلون الدولة.. واليوم يجري الأمر ذاته في العامرية والسيدية واليرموك عبر توزيع المنشورات الطائفية وتشكيل ما يسمى الجيش العراقي الحر ونشاط غير مسبوق للبعث الدوري وعودة أنشط لعناصر الطريقة النقشبندية للساحة العراقية وهم يبشرون بإسقاط النظام الوطني وعودة "السيبنديه"!.

أخيرا أقول.. لا يجب ان تمر هذه الجريمة الإرهابية المروعة من دون عقاب مثلما ينبغي ان يسرع القضاء العراقي البت بفي أحكام الإعدام بحق العتاة والمجرمين حتى لا يتحولوا بسبب إيقاف الأحكام او التأخر في تقرير ملفاتهم الجرمية إلى منصة لاستهداف مديريات مكافحة الإرهاب وسجون وزارة العدل!. اضربوا بيد من حديد لكي يروا بأسنا وشدتنا وجهدنا الاستخباري فهم "جبناء" لا يجيدون لعبة الموت إلا وقت الظهيرة او أثناء تناول منتسبينا إفطارهم كما حدث قبل عدة أيام أطراف بغداد..إن شعبنا يطالبنا بالحزم وربنا يأمرنا بقتالهم وتطهير الأرض من رجسهم بقوله "قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عامر الدليمي
2012-08-19
ارجوا عدم اعطاء الموضوع صبغة طائفية لان من ذبحوا هم ابناء العراق وجنودهم ومن ذبحهم هم اعداء العراق والاسلام والحالة مماثلة لما حصل في رفح المصرية قبل ايام والفاعل واحد وهو الجماعات التكفيرية التي تعتنق الفكر السلفي الخارجي ولاتعترف بمذاهب السنة والشيعة على السواء كل هذا لايمنعنا من تقرير ان توسيد الامر لغير ذوي الكفاءة والاختصاص ساهم في ترسيخ حالة التراخي والاهمال في اغلب سيطراتنا العسكرية التي لاتستقوي الا على المواطن لوعلم الجنود بوجود ضابط خفر يقوم بتفقد السيطرات بشكل مفاجيء ما حصلت الكارثة
زيد الزيدي
2012-08-18
الحل الامثل في وجود قيادة واعية تعتمد على دراسات استراتيجية في عملها من معاهد علمية متخصصة والله هذا هو الحل
عامر الدليمي
2012-08-18
الحل الامثل هو اعادة بناء الجيش على اسس الولاء للوطن وعلى مباديء العسكرية العراقية الحقيقية التي تجمع جميع العراقيين على اختلاف انتماءاتهم المذهبية والعرقية ..كما يجب المبادرة باعادة نظام التجنيد الالزامي وفق قواعد وانظمة جديدة لاستيعاب جموع العاطلين وتنظيمهم لفترة محدودة لاتتجاوز الستة اشهر في معسكرات الجيش كي يتسنى لهم التعرف على معاني الرجولة الحقيقية بدلا من السقوط في براثن الارهاب والافكار الغريبة كالايمو وما يماثلها
كاظم
2012-08-18
اخي اذا المالكي رجع كل ضباط الجيش العراقي الصدامي السابق .. هؤلاء لا يؤمنون سوى بالمال والرشوة ولا توجد عندهم اي غيرة على البلد والمشكلة لو باقية على الامريكان اشرف على الاقل الجيش مضبوط من حيث الميرة والعتاد والتجهيزات والملابس والاكل.. اما وقد عاد ضباط الجيش الصدامي ..كرة عينك يا بوري المالكي..عادت نفس سوالف الجيش القديم سرقات ورشاوي وسمسرة .. وهاية النتيجة 3 ارهابيين امخربطين يسقطون سرية كاملة .. الحلو اهل السيطرات على الفقراء من الناس يصيرون طناطل ويبيعون فيكات ..بس يم الارهابيين مثل النعاج
يالثارات الحسين
2012-08-18
اخي هذه الجريمة الغادرة تحصل دائما ولا يتم تسليط الاضواء عليها وهي بالمئات الحل الامثل هو عودة جيش المهدي وبدر والمجلس والعصائب وحزب الله لان هؤلاء افضل من الجيش العراقي وهم اصحاب عقيدة ليس من اجل المال يعملون فقط من اجل نصرة الدين والمذهب والقصاص من النواصب لان السكوت عن جرائهم هو الذي جعلهم يتمادون في قتلنا كانوا يتوقعون سوف نذهب الى تكريت ونأخذ بالثار منهم بد سقوط جرذ العوجة لكن بعد سكوتنا جعلهم يوغلون في دمائنا ولن يكفوا الان عندما نحن نهاجمهم ونريهم عذاب الدنيا قبل الاخرة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك