المقالات

التسقيط.. باب للفساد والفتنة

695 15:42:00 2012-08-13

بقلم:نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

اتذكر مرة، في اوائل القرن، كنا نتحدث وشهيد المحراب، طاب ثراه، عن متاعب العمل السياسي، والتسقيطات والتهم الباطلة.. فقال، رحمه الله ما معناه.. السرقة عمل واضح ضرره، واضح فعله.. كأن يمد الانسان يده الى جيب غيره.. او ان يكسر قفلا.. بينما رمي الناس وقذف المؤمنين كلام يسهل فعله، ظاهره الحقيقية، وباطنه الاذى والضرر. فالتسقيط ورمي الناس، فساد وظلم كبيران، يثيران الفتنة، التي هي اشد من القتل.. وهو جريمة، عقوباتها شديدة كباقي الكبائر والجرائم.

وللاسف، صار الكذب والتسقيط سلاحاً يلجأ اليه متدينون وغير متدينين.. مسؤولون ومعارضون.. يخصصون الاموال الطائلة، والاسماء المعلومة والمجهولة، والوسائل الاعلامية والمواقع الالكترونية، لبث الاكاذيب وتسقيط الناس في ذممها واخلاقياتها.. وجعلها سلاحاً في معاركها السياسية والسلطوية والانتخابية.. ففي بلد كالعراق، تعتبر التهمة والاشاعة ادانة، وليس العكس.

فاحكامنا السائدة ما زالت تتقدم فيها الموروثات القيمية الاجتماعية على النظم الفقهية والقضائية.. وتشوش على قواعد اساسية للحكم كـ " البينة على من ادعى واليمين على من انكر". و"ان بعض الظن اثم".. "ومن يكسب خطيئة او اثما ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً واثما مبيناً".. "واذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة".. وقصة يوسف (ع) ومؤامرة اخوته، وبراءة الذئب من دمه.. او قصته (ع) عندما راودته "امرأة العزيز" وقد قُد قميصه من دبر، للحكم بالوقائع وليس بالاكاذيب والاتهامات. فقيم العفة والصدق والشهامة والشرف المزروعة في الفطرة و"جبلة الاولين"، تميل -بدون مبادىء النظم اعلاه- لان تصدق روايات اصحاب المقامات، كـ"أمرأة العزيز"، واخوة يوسف، أبناء يعقوب (ع).. او المتسلطين والعاملين في الساحات.. فيصبح البريء مجرماً، والمجرم بريئاً.. وهذا يكفي لتدمير، قواعد العلاقات وسلامتها، والقيم والاخلاق ودورها.. وقتل كل حر وشريف.

ان التسقيط مرض وشر يتطلبان العلاج.. ففي هذه المعارك لا يوجد رابحون، فالوباء سيشمل الجميع عاجلاً ام اجلا.. يستغله الساقطون والفاشلون والانتهازيون والمنافقون. وان اللجوء للاحكام الصحيحة، والقضاء النزيه، وبث القيم السليمة هو من اولى شروط اعادة بناء المواطن والمجتمع. وهناك دور اساس يلعبه الاعلام، والمرجعيات، والتربية، والدولة، والقوى السياسية، والعشائر، ومؤسسات المجتمع. فالتسقيط كالسرقة والقتل.. اعتداء وعنف فردي واجتماعي، لكنه يبدأ بالكلام والاشاعات، وينتهي بتسميم الاجواء والعلاقات، واختفاء الحقائق التي نتيجتها الفتنة والعدوان والظلم والقتل والموت.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سلام عاصم جهاد
2012-08-14
سيدي الفاضل الاستاذ نائب رئيس الجمهورية والذي بنظري يستحق ان يكون رئيسا للجمهورية او رئيسا للوزراء عادل عبد المهدي المحترم ...لا يخفى عليك ولا على اي عراقي ان الحابل بالنابل قد اختلط في دولة يدعون ان الدستور هو الحاكم () ولا نستطيع ان ننكر ان مجتمعنا العراقي يتلفظ انفاسة الاخيرة في ظل عدم الامان والاستقرار وفقدان الخدمات فتراه يتخبط بين يمين وشمال ليجد لقمة العيش وكل ذلك بسبب من كان لنا امل بانهم سيصلحون واقعنا لكن مع الاسف نرى المهاترات والطعن يصل ذروته والمتضرر الوحيد عو الشعب كان الله بعونه
كلمة
2012-08-14
نحن بحاجة لبناء انسان عراقي سيكون هذا الامر ليس بالمستحيل فيما لو احس المواطن بحاجته للتغير ولكن الكارثة ان القليل هو من يتابع احواله الروحية والنفسية اما الاغلبية فكل الناس خطأ وانا صح . قلمكم يدفع النفس الى حيث الراحة فالكلام هادىء يداعب الضمير برفق ومنطق حياكم الله دكتور
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك