المقالات

رفقا ً بالقوارير

901 22:32:00 2012-07-17

 

                                              بسم الله الرحمن الرحيم

 لايختلف اثنان من ان عاصفة شديدة مرت بالمجتمع العراقي غيرت فيه الكثير من ملامحه الثابتة فاقتلعت من الاصالة ما اقتلعت واظهرت على سطحه ما اجتاح المجتمع على انه من العوام لا الشواذ ومن تلك المؤاخذات التي فرضت نفسها كواقع اسري مسلم به عند شريحة لا يستهان بعددها هو اهانة المرأة , تلك المخلوقة الرقيقة والضعيفة , التي تغطي العالم بالحنان مضافا ً اليه من المعطيات ما يقدمها للمجتمع كمدرسة  فهل هناك مصدر هو اكثر عطاءا من حضن والدة  أو وجه زوجة تستمع اليك  بكل وجودها او بسمة طفلة تنتسب اليك ؟ فلماذا القسوة مع المخلوقة الضعيفة؟ .

اننا لا نتكلم عن ما هو طبيعي وتربوي وما يقع على عاتق الرجل من ضبط أسرة  فالصرامة والجدية مضافا ً لها الشفقة والاحسان كلها خطوط متوازية تحتاجها الاسرة  كما خيوط الشمس التي تحمل مختلف الالوان والاشعاعات التي لا نستغني عن الضارة منها قبل النافعة ! وتبقى المسألة مسالة توازن في الاخذ والعطاء للوصول الى نجاح مشروع اسري يقدم الى مجتمع لاكمال المسيرة التكاملية لاي بلد .

أما ما يحصل في بلدنا فلقد عبر تلك الضوابط فالمرأة سعيدة الحظ هي من تحضى بشهر عسل كامل خالي من الاهانة فالاهانة صارت هي اول ثمار الزواج ومنذ الايام الاولى ولو ان ما نتحدث عنه مشكلة افراد قلائل لما طرحناه ولكنها مشكلة باتت كما قلنا عامة ً وبفوهة تتسع يوماً  بعد اخر .

المراة اليوم هي البئر الذي يصرخ فيه الجميع ليصدعوا جوانبه وليرتد لهم صراخهم دون زيادة او نقصان فلا حوار مع المراة وان قررت الاجابة كان الضرب هو الرد الذي يضعها في زاوية القهر طيلة حياتها  نعم  لا يصعب ملاحظة العنف على ملامح النساء سواء كان من اخ او زوج او اب فالجميع ينفس عن غضبه عند هذا الكائن الضعيف .

ليس انحيازا ً للمرأة لكن العراقية صبورة فأي نساء العالم ترضى بغرفة في بيت اهل زوجها تسكنها سنين قبل ان يجد لها بعلها حلاً يقدمه رجال العالم الى نساءهم من اول يوم زواج وأي امرأة اعانت زوجها كما العراقية فخبزت وسحبت  قناني الغاز وجمعت الماء للايام العسيرة وما اكثرها في العراق واخاطت ملابس اولادك ووووو مما لا يعد ولا يحصى وبالمقابل لا تُحترم لا بين اهله ولا اهلها ولا حتى بين ابنائها فاي جزاء هذا لهكذا عطاء .

ولو ان المسألة وقفت عن اعتاب  (هل جزاء الاحسان الا الاحسان) لما تخوفنا من الغد ولكن للمسألة ابعاد المراة عندما تهان يهان مجتمع بالكامل وهذا ليس تفخيماً بل حقيقة  كيف للانسان المهان ان يعطي القوة وان يعلم ابناءه معنى الكرامة وهو يفقد الاحساس بها .

رفقا ً بالقوارير فلا تحمل المرأة  اكثر مما تقدر عليه فهذا ليس انصافا ً من الجانب الانساني لاننا ان دخلنا الى الجانب التشريع الاسلامي ستُصدم من المكانة التي ذخرها الاسلام للمرأة واولها عنوان المقالة المستعارة عن حبيب الله محمد صلى الله عليه واله وان كنت تعلم ولا تطبق فالمصيبة اعظم .

ولو قُدر لك ان تشعر كما المرأة لادركت ان كلمة جميلة وطيبة  تهز وجودها فلا تبخل ودليلنا وصية الرسول صلى الله عليه واله للرجال بنطق كلمات المحبة لان قلبه العارف بقلوب الاخرين يدرك احتياج الجنس الاخر لها .

المراة الجاهلة قبل المثقفة وبلا فرق لديها عمق في النظرة تعكس ما قاسته  وما تعكسه نظرات النساء وتنكره السنتهن بعض الاحيان حرصا ً على الاستمرار لا يبشر باعداد مجتمع خالي من الامراض الاجتماعية  ولايدل على تقدم فالمراة كبيرة السن عندما تتكلم عن الماضي تراه امراة اليوم ورديا ومليئا بالحب والعاطفة والاحترام فهل نرجع الى الوراء حتى في انسانيتنا ؟.

نتمنى ان يلفت هذا الموضوع معتلي منابر الجمعة فالمجتمع العراقي بحاجة لضخ كم هائل من الثقافة الاسلامية التي اخذتها العاصفة اثناء مرورها  فالتوصية الاسبوعية قد تتسبب في هبوب ريح معاكسة للعاصفة  تحد من اجتياحها .

 

ليس لدينا شيء نقدمه للعراق ليتعافى بسرعة ولكن بكلمات المحبة بيننا نشفي جروح قلوبنا الحزينة فالقلوب السليمة  قادرة على بناء بلد قوي   .

 

اختكم المهندسة بغداد

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
.زيد
2012-07-18
صدقتي اختي العزيزة في كل قلتيها....نعم هن احق بكل رعاية ممكنة...ورغم ان الظروف تجعل من يحب يفرغ كل همومه في محبوبته....على رقتها ولكنها ام الصبر والطيب والمحبة ...ولكن هي بشر كائن من لحم ودم...وتستحق الرعاية...شكرا لكلماتك الطيبه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك