المقالات

هل سيتحقق الاصلاح في العراق فعلاً

699 14:21:00 2012-07-10

محمد الياسري

تسود الساحة العراقية في الوقت الراهن موجة من المفاهيم السياسية المتفق احياناً عليها واحياناً اخرى متنازع فيها وفي هدفهاوفي الاغراض التي يراد تحقيقها من وراء هذه الدعوة او تلك، فكانت سحب الثقة ثم الاستجواب والان ورقة الاصلاح.ولان الحديث عن سحب الثقة والاستجواب واستدعاء رئيس الحكومة نوري المالكي ومحاسبته اخذ الكثير والكثير من الجدل والنقاش في وسائل الاعلام المحلية والعربية اجد من الضروري هنا عدم العودة اليها وساركز في مقالي على الاصلاح وتعريفه وكيف ينظر سياسيو العراق اليه، بل كيف سيسعون الى تحقيقه؟الإصلاح لغة: ضد الإفساد وهو من الصلاح المقابل للفساد ، وللسيئة.. وفى القرآن الكريم:{خلطوا عملا صالحا وآخرسيئا}التوبة:102 ، {ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها}الأعراف:56. فالإصلاح هو التغيير إلى الأفضل ، فالحركات الإصلاحية هى الدعوات التى تحرك قطاعات من البشر لإصلاح مافسد ، فى الميادين الاجتماعية المختلفة ، انتقالا بالحياة إلى درجة أرقى فى سلم التطور الإنسانى.واصطلاحا: لا يفرق بينه وبين مصطلح الثورة فى مستوى التغيير وشموله ، وإنما من حيث الأسلوب فى التغيير وزمن التغيير فكلاهما يعنى التغيير الشامل والعميق ، لكن الثورة تسلك سبل العنف غالبا والسرعة فى التغيير ، بينما تتم التغييرات الإصلاحية بالتدريج ، وكثيرا ما تعطى الثورة الأولية لتغيير الواقع ، بينما تبدأ مناهج الإصلاح عادة بتغيير الإنسان: وإعادة صياغة نفسه وفق الدعوة الإصلاحية ، وبعد ذلك ينهض هذا الإنسان بتغيير الواقع وإقامة النموذج الإصلاحى الجديد.ولذلك وصفت رسالات الرسل عليهم الصلاة والسلام بأنها دعوات إصلاح فيقول رسول الله شعيب عليه السلام: {إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت}هود:88.وحسب تعريف الموسوعة الحرة(ويكبيديا) فأن :حركة الاصلاح هو نوع من الحركة الاجتماعية التي تهدف إلى جعل التغيير التدريجي، أو التغيير في جوانب معينة من المجتمع ، بدلا من التغيرات السريعة أو الأساسية. وتتميز حركة الاصلاح من أكثر الحركات الاجتماعية الراديكالية مثل الحركات الثورية ."وترتكز في كثير من الأحيان أفكار الإصلاحيين في الليبرالية ، على الرغم من أنها قد تكون متجذرة في الاشتراكية (على وجه التحديد، الديمقراطي الاجتماعي )، أو دينية المفاهيم. وبعض هذه المفاهيم تعتمد على تحول الشخصية، والبعض الآخر يعتمد على جماعات صغيرة، مثل عجلة المهاتما غاندي الغزل وقرية إدامة الاقتصاد الذاتي، كوسيلة للتغيير الاجتماعي . الحركات الرجعية ، والتي يمكن أن تنشأ ضد أي من هذه، محاولة لاعادة الامور الى الطريق وكانوا قبل أي نجاح حركة الإصلاح الجديد التي تتمتع، أو لمنع أي نجاح من هذا القبيل.واستناداً لهذه المفاهيم الدينية والاجتماعية والسياسية للاصلاح يفرض سؤال نفسه: هل حقا بمقدور ساسة العراق ان يحققوا جزءً من هذه المفاهيم التي من شأنها الارتقاء بالواقع المر الذي يعيشه البلاد، وهل بمقدور من يتصدى للواقع السياسي العراقي بما يحوي من تناقضات وارهاصات القت بظلالها على المواطن حتى فقد الثقة بنفسه وببلده وقادته وبات يبحث عن بارقة امل تجعله يحس ان ما دفعه من تضحيات ودم لم يذهب سدىً.فالاصلاح في احد تعاريفه ضد الافساد ولايعني الافساد هنا الافساد السياسي فقط بل يتعداه الى كل انواع المفسدات من هدر للمال العام وسرقة ثروات البلد والرشى والمحسوبية واغفال حقوق الآخرين ومصادرة احلامهم وامانيهم، والافساد ايضاً يذهب الى اشعال نار الفتنة بين ابناء الوطن الواحد وتمزيق لحمتهم الاجتماعية والانتقاص من كرامتهم.كما أن الاصلاح يبدأ من الذات وتغيير نمط التصرف السائد للشخص بما يحقق اهدافاً ذات قيمة تصب في الصالح العام وتبتعد عن الافق الاناني الضيق وبالتالي في التغيير الشخصي يكون اولى الخطوات التدريجية لحركة الاصلاح في المجتمع ان بدأنا جادين بتغيير الانسان واصلاح افعاله الفاسدة يقيناً سيقود هذا التغيير الى ملامح جديدة للمجتمع الذي ننشد الرقي به وتطويره.وعلى مدى السنوات التسع الماضية التي اعقبت سقوط الدكتاتور وبدء مرحلة بناء العراق الديمقراطي الموحد، العراق الجديد صورةً وقالباً اظهر القادة والاحزاب ان عليهم ان يصلحوا من انفسهم وواقعهم وان يتصدوا بثقة وقوة لما يظهر في تصرفاتهم من شطط انعكس سلباً على حركة بناء هذا البلد بل اعاده الى التأخر والتخلف وبات بركة للدماء ومرتعاً لعبث الارهابيين والقتلة والفاسدين، مما يعني ان معظم من يتصدى للعمل السياسي هنا لم يفكر يوما ان اصلاح ذاته سيذهب بالبلاد الى واقع افضل وربما ارقى.ان استمرار الحديث والكلام عن الاصلاحات، بعدما استمر الحديث عن سحب الثقة والاستجواب وقبلها عن المؤتمرات والاوراق وغيرها الكثير من الافكار التي طغت على ساحتنا وكانت جديدة على افكار المواطن المبتلى، لايحقق من احلامنا شيء ولن يزيل من همومنا هماً ما دام من يتحدث عن هذه الاصلاحات والافكار الاصلاحية لا يؤمن بها ولم يبدأ بتحقيقها من داخله اولاً وينظر الى ما فعله خلال السنوات التي انقضت ماذا حقق للناس واين اخفق واين لم يستطع ان يقدم شيء او فكرة وان يغير ما جبل عليه طيلة السنوات الماضية لينهض مجددا بافكار تهم الانسان لا تهم الساسة، تحمي المواطن لاتحمي كراسي الحكم، تحقق رفاهية الشعب ورقيه، لا تملأ الجيوب والبطون.ننتظر الاصلاح كما انتظرنا افكاراً كثيرة مرت علينا طيلة سنوات تسع لعل الله يحقق لهذا الشعب بعضاً من احلامه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك