المقالات

التقسيم المناطقي.. والتقسيم السيادي

788 05:37:00 2012-06-27

 

 

خلاف التقسيم السيادي المتمثل باعلان الدولة المستقلة، فالتقسيم المناطقي هو ان تتحول الدولة الواحدة الى مناطق بارضها وسكانها، كما شهدناه في المغرب والصحراء، والصومال، وحكومتي غزة والضفة، ولبنان، والسودان، واليمن.. واشكال هذا التقسيم متعددة فمنها الحربي والسلمي وشبهه.. والمنطقة مرشحة للمزيد من النماذج المكررة او المستجدة.

 

والعراق ليس استثناءاً فهو يعيش التقسيم المناطقي منذ عقود.. وانه مرشح للمزيد منه، خصوصاً بعد التطورات السياسية الاخيرة اقليمياً وداخلياً.. فالاوضاع في سوريا والمنطقة سينعكس على العراق، بل بدأ بالفعل.. كذلك المسألة الكردية والقضايا المذهبية والاثنية والدينية، منظوراً اليها من اصحاب العلاقة ومن طريقة تعامل الحكومات مع عمق القضايا، وليس شكلياتها.

 

تاريخياً عرفت المنطقة –والامم الاخرى- انماط سلطات وولايات تقيم لنفسها مناطق نفوذ تتمتع بدرجات الاستقلالية.. والتي اسماها الماوردي في "الاحكام السلطانية" بـ "امارة الاستيلاء" او سلطة الامر الواقع.. وكان يمكن لتلك السلطة ان تعمر طويلاً بسبب الجغرافيا والاتصالات والمواصلات، والاهم من ذلك تمتلك مقومات سيادية فلا تبقي للخليفة او الحاكم سوى الاسم.. اما اليوم فالتحولات سريعة.. والارتباطات الاقليمية متداخلة.. والمنظومات الدولية تحكمها قوانين وانماط علاقات تختلف جذرياً عن السابق.. فالوحدة السيادية عندما لا تتكامل وتحقق شروط الرضا والقناعة لدى الجميع، فانها تبذر بذور التقسيم السياسي.. الذي لا يبقى بحدود الاحزاب والقوى.. بل ينتقل الى الارض والتنظيمات.. لتصبح لكل منطقة مصالحها الخاصة وسلوكها المضمر والعلني.. وخصوصياتها وحماياتها وهويتها ومواطنتها غير المحايدة لنوع محدد.. فالظاهرة دليل فشل وتلكؤ وفقدان توازن وسوء ادارة وتفكك.

 

تطرح مشكلة التقسيم نفسها كقضية العلاقة بين المكونات وادارتها. لقد فشلت اساليب القمع والضغط والتهجير واسقاط الجنسية.. كما لم تحسم الثورات والمفاوضات والتحالفات مسألة استقرار نمط العلاقات. فنمت افكار وممارسات ناجحة وفاشلة لمناطق الحكم الذاتي منذ الستينات والسبعينات.. ومفاهيم وتطبيقات الفيدرالية كما اقرها مؤتمر صلاح الدين في اوائل التسعينات.. والذي انعكس في بناءات الدستور الجديد. فالانقسامات السياسية ان انتقلت الى انقسامات مناطقية، كما يحصل الان، فانها تهدد بتعطيل البلد وتفكيكه.. بل والانتقال الى الانقسامات السيادية. فجوهر المشكلة داخلي وبيننا.. وعندما نتآمر على وعينا ومسؤولياتنا، ونعجز عن تقديم الحلول للتقدم وترسيخ عناصر الوحدة، والمنافع المتبادلة وانصاف بعضنا.. ولا نلتزم بالدستور، نفتح بلادنا للمؤامرات والتدخلات وشتى الاحتمالات الخطيرة.

 

5/5/627

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر الاركوازي - هولندا
2012-06-28
رسالة عتب الى السيد نائب رئيس الجمهورية المحترم عادل عبد المهدي. اولا: شكرا على مقالات الرائعة ثانيا: ايها الفارس الشجاع المغوار والمفكر الوطني الشريف. مضى وقت طويل على تنحيك من منصبك و فعلا شعرنا بقيمتك في خلال هذه الفترة القصيرة، فلا يوجد الان اي شخص يملىء الفراغ الذتي تركته. و اصبح الفاسدون يسيئون الأدب بعد أن امنو العقوبة. نفتقدك بشدة، عد الينا فقد طال الغياب.
ابو اصف اللامي
2012-06-27
تشخيص صحيح ولكن يحتاج الى معالجة وحلول ! !! فما هو الحل ؟ وكيف تتحرك القيادات السياسية العليا والتي لها ثقل سياسي و القريبة من صنع القرار ؟ ولماذا لم تعالج ظاهرة المناطقية كأولوية منذ 2004 حتى 2012 ؟ ومازالت متروكة دون اهتمام المسؤولين؟ الكلام يطول ولست الملام بل كل المتصدين في الساحة السياسية سوف يسألون. قال تعالى وقفوهم انهم مسؤلون
فاضل العمري
2012-06-27
جزاك الله خير.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك