المقالات

واقع الأزمة ومستقبل الحل

502 10:01:00 2012-05-23

جواد العطار

من استعراض بسيط لمجموعة الحلول والمبادرات التي طرحت في الاشهر الماضية لحل الازمة السياسية الراهنة .. او المطروحة على الساحة حاليا ، من قبيل مبادرة رئيس اقليم كردستان في دعوة كافة القيادات والكتل لاجتماع في اربيل او مبادرة رئيس الجمهورية في اللقاء الوطني او مبادرة المجلس الاعلى في تصفير الازمات او العراقية في الالتزام بالاتفاقيات او الاجتماع الخماسي وما انبثق عنه من مهلة الخمسة عشر يوما وضرورة الالتزام بالبنود التي وقعها القادة او ما يسمى باتفاقية اربيل 2 او استكمال الاجتماعات الذي جرى في النجف الاشرف ، نجد ان المبادرات جاءت من جميع الاطراف باستثناء التحالف الوطني المعني بالامر اصلا؛ صاحب الشأن؛ ومن شكل الحكومة وفقا لاتفاقية اربيل 1 ويقودها حاليا .هذه الاشكالية تحمل في طياتها خللا ينبغي معالجته وعلى عجل ، فالتحالف الوطني الكتلة الاكبر يتشكل من مجموعة من الاحزاب والتيارات السياسية .. وما شهدناه من الحضور اللافت للسيد مقتدى الصدر لاجتماع اربيل واستضافة اجتماع النجف الاشرف او دعوة كتلة الاحرار الى احداث تغيير في هيكلة التحالف الوطني او تقديم مرشح بديل لرئيس الوزراء لا يعني ان التحالف يعاني من تفكك او تشققات بقدر ما يعني ان الخلل اصبح على جانب كبير من الخطورة والاهمية التي تستدعي الوقوف على اسبابه ومراجعة مرحلة السنتين الماضيتين بشكل موضوعي يبتعد عن الاداء الشكلي .ان ما يحتاجه التحالف الوطني ليس ترتيب اوراقه الداخلية وهيكلة بناه المؤسسية فحسب؛ بل التوجه الى الكتل الاخرى بالمبادرة القادرة على ايجاد اجواء الانفراج التي تسحب زمام الازمة السياسية الى الحلول الجذرية لا الطروحات او المتبنيات الجزئية ، وما نشهده من نضوج للازمة السياسية الحالية يعود السبب الاساس فيه الى دخول متغير جديد من داخل التحالف الوطني الى جانب الكتل السياسية الاخرى ، فما بالك لو كان كامل التحالف الوطني هو من طرح الحل وبادر منذ البداية .. لكن نضوج الازمة قد لا يعني انفراجها؛ بل قد تأتي ثمار المخاض السياسي من خلال :1. الرجوع الى الدستور في مفاصل الخلاف الرئيسية المتعلقة بصلاحيات رئيس الوزراء او النظام الداخلي لمجلس الوزراء .. وضمانات استمرار العملية السياسية والآليات الديمقراطية التي تحول دون العودة الى الديكتاتورية ، وابعاد اية مطالب تتعدى او تتعارض مع المواد والبنود الدستورية حتى وان كان بعضها مختلف عليه الا ان الدستور ما زال ساري المفعول شئنا ام ابينا .. بقبول الشعب وتصويته .2. الركون الى القوانين التي اقرها مجلس النواب في دوراته المتعددة بدءا من الجمعية الوطنية الى الدورة النيابية الحالية ، في مواضيع صلاحيات المحافظات غير المنتظمة باقليم او العلاقة بين اقليم كردستان والحكومة الاتحادية ، والعمل على تفعيل دور البرلمان في الرقابة واصدار القوانين المؤجلة مثل قانون الاحزاب والانتخابات والنفط والغاز .3. الاتفاق على القضايا الخلافية التي لم يحسمها الدستور او القوانين المرعية ، وذلك يتم عن طريقين :الاول : اعتماد الاتفاقات السياسية السابقة التي ابرمت بين الكتل او الشخصيات القيادية منفردة او مجتمعة من قبيل اتفاقية اربيل 1 او اربيل 2 ، وان كانت مورد خلاف جذري في مواضيع ادارة الدولة وسياسة الحكم ..وعلى ذلك يتم استبعاد المفاصل الخلافية والعودة بها الى اروقة مجلس النواب لاقرار صيغتها النهائية والتصويت عليها ، وفي الامر تقوية لدور مجلس النواب وتفعيل لآلياته وابعاد حقيقي لشبح الديكتاتورية .. لان واحدة من الاسباب التي دعت الى الخوف من عودة الديكتاتورية هو ضعف الاداء البرلماني وانشغال مجلسه بالقضايا الجزئية بدلا من الحيوية؛ واستجابة النواب الى آراء وتوجيهات كتلهم .. ادى الى تقوية الرئاسات الثلاث على حسابه ، وهو ما ينذر بكارثة قد تحل بالنظام البرلماني برمته الذي قد يتحول وفقا لهذه الرؤية الى النظام المختلط او الرئاسي؟؟ اذا ما اعتبرنا ان تعريف الازمة : هي نتيجة نهائية لتراكم مجموعة من التأثيرات او حدث مفاجيء يؤثر على المقومات الرئيسية للنظام ويشكل تهديد صريح واضح لبقاء المنظومة او النظام نفسه .الثاني : اللجوء الى الصيغ البديلة عن ما طرح او مطروح حاليا من آراء وتوجهات ، والامر يحتكم هنا الى ارادة القادة السياسية الخلاقة؛ والجادة التي تنظر الى مصلحة المجموع قبل مصلحة الفرد؛ والى مصلحة الوطن قبل مصلحة الكتلة؛ او الاقليم .والاخيرة بدون ادنى شك .. سبيلنا الاسرع والانجح لانهاء الازمة السياسية والخروج بها من عنق الزجاجة والخلاف الى ساحة الشراكة والانفراج .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك