المقالات

اللعب على اثارة الصراع القومي العربي – الكردي .. رهان خاسر

535 16:11:00 2012-05-17

......بقلم د.ابراهيم بحر العلوم

راهنت القاعدة والتكفريون وازلام النظام البائد في عامي 2006-2007 على اشعال الحرب الاهلية بين عرب العراق ففشلت واستعاد المجتمع الوعي بذاته، وتغلب على من تسول له نفسه اللعب على اوتار الطائفية في النسيج الاجتماعي، ولاشك ان معاناة العراقيين كانت غير قليلة فقد سالت دماء وذهب ضحايا كثيرون واستبيح الامن وكلل الخوف، ولكن ما النتيجة؟.

لقد رفض المجتمع اللعبة المقيتة االتي ارادتها القوى الظلامية في تخريب النسيج المجتمعي، ورفض العراقيون الشخوص التي كانت تطبل لهذه الترنيمة الطائفية من الجانبين والتي كانت تدفع باتجاه التصعيد ظنا منها انها بطاقة انتخابية لفترة اخرى او نجومية تستحوذ على الفضائيات بخطابها المج التافه تحاول اثارة الاجواء لتربح الرهان. وتناست هذه الشخوص ان الاعلام قد استهلكها وبعد حين فطنوا ان مجاميعهم قد لفظتهم واسدل الستار عليهم واصبحوا من الماضي. وتلك حقيقة.. لست مبالغا فيها، ابحثوا عنها تجدونها ماثلة لاتحتاج الى البحث في التاريخ، ذلك هو الواقع وتلك هي سليقة هذا المجتمع لايمكن ان تعشعش فيه الطائفية المجتمعية.

ولعلي اجد اليوم ان ثعابين الامس قد عادت من جديد بعد ان خسرت رهانها باثارة الوتر الطائفي، بدأت تحاول ان تجرب حظها في الضرب على الوتر القومي لعلها تعوض عن فشلها. وبدلا من ان نتعلم من التجارب، وجد المواطن العراقي المسكين نفسه امام تقارير اخبارية عن عبوات ناسفة في بابل والديوانية تستهدف مقرات الاتحاد الكردستاني والوطني الديمقراطي وامتطى البعض صهوة جواده الاعرج ليقذف بتصريحات نارية بتهجير الكورد من المناطق العربية، متخيلا انها منطقة فراغ يمكن ان يحقق فيها نجومية. ولكن هولاء وجدوا ارضية لتحركهم من خلال التصريحات المتشنجة التي صدرت من اطراف محسوبة علي الطرفين ليملأوا الشاشات الفضائية وتبدو وكأنها معركة لي الذراع بين الطرف العربي –الكوردي وتحديدا بين العرب الشيعة والاكراد. علينا الحذر من الوقوع في فخ اخر، وفي لعبة يحكيها الحاقدون الذين تناغموا بالامس مع الحرب الطائفية واليوم يراهنون على اشعالها بين العراقيين ولكن في الاتجاه القومي.

فقد ساء تلك القوى الظلامية ان ترى نجاح ” قمة بغداد” وانفتاح العرب على العراق وهذا انجاز سياسي كبير يحسب لكل العراق وكيف يتربع في صدراته عراقيون اكراد في جلساته الثلاث. وارادت ان تستغل الازمة السياسية بين الاقليم والمركز والتصريحات الاعلامية من الطرفين لعلها تتمكن من انزال الخلاف على الشارع لتتسع الهوة والفجوة عبر العبوات والتصريحات.

نقول لهؤلاء جمعيا لقد فشلتم بالامس في دق الاسفين بين عرب العراق، ونراهن على فشلكم اليوم في دق الاسفين بين عرب العراق واكراده.

ولكن هذه التمنيات تبقى تمنيات ما لم يبادر القادة السياسيون الى ايقاف التصعيد الاعلامي، فالشعب وبغض النظر عن وعيه فهو اسير لحظته، لقد تمكن صدام حسين من تنفيذ سياساته العدوانية واضطهاده لشعبه وبكافة مكوناته بادوات داخلية وخلق في اللاوعي ثقافة عمرها ثلاثة عقود ومن قبله عمل مثله. مهمتنا ان نستذكر الـتأريخ والطغاة الذين عاثوا في البلاد وما تركوه من تراكمات والتحدي الذي يواجهنا اليوم هو العمل لازالة تلكم التراكمات لا اثارتها واتمنى ان لا تكون مقصودة.

العاقل من اتعظ من تجاربه.. لقد حاول الكثير تمزيق وتفتيت شعب هذا البلد.. ولازلنا نراهن ان مستقبل البلد رهين بوحدة شعبه. ليست هذه تمنيات بل واقع نتهجاه يرفده النضال والمعاناة المشترك، ليست المشكلة ان تحدث ازمة فتلك طبيعة الامور ولكن الرهان ان نكون قادرين على ادارتها بالشكل الذي يعكس ايماننا بالاهداف واهمها وحدة العراق ارضا وشعبا ضمن الاطارالدستوري.

24/5/517

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك