المقالات

المجلس الأعلى ومنهج الإنفتاح

441 13:17:00 2012-05-08

نور الحربي

انتهج المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي يعتز بانتمائه لمدرسة اهل البيت عليهم السلام، بخصوصياتها المعروفة انتهج مبدأ الانفتاح الايجابي على كافة القوى السياسية الوطنية العراقية بل كانت أولى إهتماماته السياسية، حتّى وان اختلفت معه بعض هذه القوى في فهم طبيعة هذا النهج بأعتبار أن المجلس ليس تياراً إقصائياً فهو يحترم هذا الأختلاف في الرؤى والتصورات الذي ليس معناه القطيعة مع الآخر بأي حالٍ من الأحوال، خصوصاً بعد انتهاء مرحلة العمل الجهادي المسلح والمواجهة مع النظام البعثي المجرم وللحديث مناسبة بكلّ تأكيد فمع لقاء قيادة المجلس الاعلى وحزب الدعوة وعلى أعلى المستويات من هنا يجتهد البعض في وضع تصورات وتحاليل تفتقر للدقة أحياناً عن طبيعة العلاقة القائمة بين قيادتي المجلس الأعلى وحزب الدعوة الإسلاميّة رغم أنّ الكيانيين هما نتاج مدرسة واحدة وان اختلفت آليات العمل التياري في بعض التفاصيل بينهما ولمن يريد فهم طبيعة العلاقة فعليه أنّ يرجع الى تجربة المعارضة وما حوته من تنسيق وعمل مشترك وصل حد أنّ يكون العديد من قياديي حزب الدعوة أعضاء في الهيئة العامة للمجلس الأعلى فيما شكل آخرون تحالفاً إستراتيجياً ظل قائماً إلى الآن مع قيادة المجلس الاعلى باختلاف شخوصها، ولعلّ حديث المالكي أثناء لقائه السيّد الحكيم مؤخراً يؤكد هذا الفهم ويشرح طبيعة العلاقة القائمة بين الطرفين التي تشهد تصعيداً او فتوراً على مستوى القواعد والكوادر الوسطية ناتج من تسرع البعض واطلاقهم التصريحات والاتهامات، لكنّ بالنهاية فهذه العلاقة حسب وصف المالكي (تأريخية وعميقة)، ولعلّ اللقاء الأخير اتسم بالسلاسة وتعدى مرحلة فهم كلّ طرف للآخر لكون الأمر متحقق منذ فترة ليست بالبسيطة، كما لابُدَّ لنا أنّ نفهم ان لقاء الطرفين ضمن إطار التحالف الوطني وتأكيدهما على على نقاط مشتركة لبناء الدّولة العصرية الناجحة التي تخدم المواطن ودولة المؤسسات والشراكة الوطنية الفاعلة في ظل الدستور العراقي بعد جمود واضح بسبب الأختلاف على قضايا رئيسيّة في منهجية بناء الدّولة تعددت فيها الآراء واختلفت التصورات بينهما، لكنّها لم تكن عصية على الحل بعد أن سادت اللقاء أجواء إيجابية تميزت بالوضوح والشفافية واستحضار وقائع التاريخ وقواسمه المشتركة بين الطرفين لذلك يرى المجلس الأعلى إن اللقاء حتّى وإن جاء لتصفية بعض الأختلافات العارضة التي سادت العلاقة بين المجلس الاعلى والدعوة هو خير من عدم اللقاء والتجافي والتباعد الذي يخالف مبدأ الانفتاح الذي انتهجه المجلس الأعلى والذي طالما أكد ويؤكد ان الحوار الوطني ضرورة دائمة لابُدَّ منها كونها المسار التصحيحي الحقيقي الذي ينقي الأجواء ويجنب العملية السياسيّة برمتها الاخفاقات والانتكاسات وليس خافياً ان الخطوط العامة والمبادىء التي ركزعليها الطرفان انطلقت لتضع آليات تحافظ على وحدة التحالف الوطني وتحفظه من التفكك وتدعم حكومة الشراكة الوطنية وتمكنها من القيام بواجباتها في خدمة المواطنين ومنها التأكيد على وحدة الصف الوطني وتفعيل مبدأ الشراكة الوطنية والعمل على توحيد الجهود حيث ان وحدة الهدف ووحدة المصير تعتبر من أهم المبادئ التي يمكن أن يستند إليها في بناء دولة خادمة لمواطنيها تقوم على العمل المؤسساتي الدستوري بسمات حضارية عصرية متقدمة وناجحة هو هذا الهدف الذي لابُدَّ أنّ يتبانى عليه جميع السياسيين مع ضرورة حسم الملفات العالقة التي أدت الى تراكم الأزمات السياسية الحالية والتي بدأت تتسع بشكل كبير حتّى تحولت الأمور الصغيرة الى عقد كبيرة وهذا ما اقلق الشارع العراقي وزاد مخاوفه، لذا لابُدَّ من أنّ نتفاءل بأن لقاء من هذا النوع وبهذه الطريقة الواضحة مع تبنيه أموراً أساسيّة سيكون منتجاً وداعماً لجهود حل الأزمة التي لن تستمر بوجود الحريصين على حلها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك