المقالات

المعارض الحقيقي لازال معارض

468 18:46:00 2012-05-02

بقلم \ عبدالناصرجبارالناصري

كان الشعب العراقي المظلوم من نظام صدام حسين يتطلع الى رؤية وجوه ماكان يعرف بالمعارضة العراقية وكذلك كان الشعب يعلق آماله عليها ويعتبرها هي المنقذة للعراق والمؤسسة لقيم العدالة والديمقراطية التي منعها صدام حسين طيلة حكمه الأستبدادي الدموي وكان الكثير من المواطنين يجازفون بحياتهم من أجل الأستماع الى شعارات المعارضة وأفكارها الوردية التي كانت تبث في الأذاعات وهذا مابدى واضحا عندما عاد المعارضون في بداية سقوط صدام فهب الشعب العراقي لتأييدهم والتصفيق لهم وأستضافتهم وفتح الأبواب لخدمتهم وأستمر هذا الشعب بدعمهم وأعطاهم أكثر من فرصة لكي يقدموا شيئا لهذا الشعب المظلوم وبعد كل هذه التجارب المريرة مع هؤلاء ثبت للعراقيين بأن هؤلاء المعارضة الذين شاركوا في الحكم مابعد صدام قد خانوا هذا الشعب وعملوا بالضد من جميع الأفكار التي كانوا يتبجحون فيها وهذا أن دل على شيء فأنه يدل على أن هؤلاء المعارضين لايؤمنون بعراق جديد خالي من الدكتاتورية والبطش بل أنهم يؤمنون بفكر صدام وبممارساته اللاأنسانية ولكن صدام كان مجتثهم لأسباب هم يعرفونها ولذلك أن أغلب مايسمى بالمعارضين عملوا مع صدام في البداية وشاركوا في ترسيخ حزب البعث وساهموا في تثبيته وهاجروا من العراق لأسباب شخصية وألتحقوا بالمعارضة لكي يعتاشوا على أموال المنظمات الأنسانية وحتى يكون لهم مستقبل في عراق مابعد صدام وللأسف الشديد كان الشعب العراقي يدفع ضريبة غالية من الدماء الزكية بسبب هؤلاء حتى أصبحت كلمة المعارضة مجرد حجة يستعملها صدام من أجل قتل العراقيين الذين لايؤمنون بالبعث حتى أصبح داخل كل عائلة عراقية أكثر من شهيد بنفس الحجة ونفس التهمة وهي الأنتماء الى المعارضة حتى أصبحت كلمة المعارضة في ذلك الزمن بمثابة الجهاد وبمثابة القيم النبيلة التي يتشرف بها كل من ذاق عذاباتها وظلمها لأن العراقيين يعرفون بأن طريق الجهاد يحتاج الى دماء وكان العراقيون يوميا يقدمون المئات من الأرواح الزكية ويعتبرون هذه الدماء ضريبة حقيقية من أجل رؤية العدالة وجهاد حقيقي من أجل نصرة هذا الشعب المظلوم وأصبح لدينا جيل كامل يمتلك ثقافة المعارضة الحقيقية التي لايمتلكها حكام مابعد صدام وهذا الجيل لايمكن أن يقبل بدكتاتورية جديدة ولايمكن أن يقبل بمبادئ التهميش والأقصاء ولايمكن أن يقبل بالحكم الطائفي ولايمكن أن يقبل بأن يحكم العراق بعقلية الرجل الواحد والحزب الواحد ولايمكن لهذا الجيل أن يقبل بحكومة تحمي الفاسدين بأسم الدين وبأسم الطائفة هذه الممارسات التي تمارس بعد 2003 لاتستحق الأحترام لأنها مشابهة الى درجة كبيرة من ماكان يمارسه صدام حسين والمعارض الحقيقي يتبريء الى الله والى الشعب من هذه الممارسات اللاأخلاقية التي دمرت العراق وغيبته من الحضور كبلد نموذجي بسبب نهبها لأموال العراق وزرع الفتنة الطائفية بين الشعب , وكل من يؤيد هذه الممارسات فهو لايمتلك ثقافة المعارضة الحقيقية وهو من أنصار الظلم والدكتاتورية وكذلك كل من يقف مع هؤلاء الفاسدين فهو فاسدا لأن الطيور على أشكالها تقع ولله الحمد أصبح المواطن العراقي المظلوم يمييز بين من شارك في سلب العراق وبين من عارض الفساد والدكتاتورية الناشئة , فالمعارضون الحقيقيون لازالت أياديهم نظيفة ولن تتلطخ لابدماء العراقيين ولابأموالهم وهم ينظرون الى العراق وقلوبهم تعتصر لمعاناة المواطنين ومايمر عليهم من نفس الأنتهاكات ونفس الشعارات والأساليب القديمة التي بدأت تتساقط في بلدان العرب ولكنها للأسف الشديد بدأت تنمو في عراق حكام مابعد صدام كما أن المعارضين الحقيقيون كانوا يطمحون بعراق جديد ولكنهم اليوم لايعتبرون أن هنالك عراق جديد بل أن هنالك عراق موالي الى صدام حسين الى يومنا هذا ولذلك يتطلع المعارضون الى قيام دولة العراق الجديد التي لم ترى النور الى يومنا هذا وبسبب هؤلاء الطغاة الجدد أصبحت كلمة البعثي هي العليا وهي الصادقة فالبعثيون راهنوا على فشل العملية السياسية وهاهي تفشل بالفعل والبعثيون أتهموا هؤلاء بالسراق وهاهم يسرقون العراق بالفعل والبعثيون أتهموا هؤلاء بالطائفية وهاهم يسيرون بالخط الطائفي والبعثيون أتهموا هؤلاء بأنهم يريدون تقسيم العراق وتفتيه وهاهم بالفعل يقسمون العراق ويفتتونه وكذلك أتهم البعثيون هؤلاء بالكذب وهاهم درجة أولى في الكذب كل الروايات التي كان البعثيون يرونها عن هؤلاء الحكام الجدد أصبحت حقيقة كا نشاهدها على الواقع العراقي وعلى الساحة السياسية العراقية وفي هذا الصدد أرسل رسالة تطمين الى كافة البعثيين وأقول لهم بأن المعارضين الحقيقيون لازالوا يعارضون هذا الوضع السياسي المرتبك بسبب أشراك البعثيين فيه وسوف يأتي اليوم الذي يقوم المعارضون الأصلاء في أدارة الحكم وفق المبادئ السياسية النظيفة التي تقضي على قض وقضيض البعثيين وكل من يؤمن بمبادئ الدكتاتورية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك