المقالات

متبنيات المجلس الأعلى الإسلامي العراقي تجاه الوطن والمواطن (الحلقة الرابعة)

861 11:40:00 2012-04-25

كاظم الموسوي

تجذير الوحدة الوطنيةمن متبنيات المجلس الأعلى الاسلامي العراقي تجاه الوطن والمواطن مبدأ تجذير الوحدة الوطنية التي تضمن عدم انفراط عقد التعددية واختلاف القوميات والأديان والمذاهب التي يتميز بها العراق، ان قيادة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ومنذ شروعها بالكفاح ضد النظام الديكتاتوري المستبد عمدت إلى جعل الوحدة الوطنية الاطار العام لتحركها السياسي والاجتماعي والتنظيمي، وهذا التوجه أسسه مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم (قدس)، فعندما اصدر فتوته الشهيرة (حرمة قتال الأكراد)، كان ينطلق من منطلق ايمانه بأن الأكراد هم جزء لايتجزأ من الوطن الكبير العراق وان الصراع الدائر في حينها لم يكن إلا صراع من اجل السلطة، ودفاعه عن الشعب الكردي السني وهو المرجع الشيعي يعني تجذير لوحدة الوطن وحماية المواطن, ولم يتخطى هذا المنهج السيد محمد باقر الحكيم (قدس) بل عمل على تأصيله من خلال حركته للملمت الشمل العراقي للخلاص من الطاغوت ودعوته لجميع فصائل المعارضة للانضمام الى المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وكان يدعم الاجتماعات والمؤتمرات التي يجتمع بها العراقيين بباقة وردهم الملونة.ولعلّ من أبرز قيادات تيار شهيد المحراب التي ساهمت في تجذير الوحدة الوطنية سماحة الفقيد عزيز العراق (رض) فلولا صبره وتحمله وحكمته وحفظه التوازن الوطني والوحدة الوطنية لما استطاعت القوى السياسية مقاومة الهجمة الشرسة التي استهدفت الوحدة الوطنية العراقية من خلال الضرب على الوتر القومي والمذهبي وكان خطابه السياسي موجه لكل العراقيين ولم يتحرك بإطار الحزب او الفئة او القومية او المذهب بل كانت حركته على أساس الوطنية التي يعتبرها صمام امان لمواجهة التحرك المشبوه من قبل شخصيات او جهات سياسية تدفعها اجندة خارجية تحركها المصالح والإطماع بخيرات العراق، وقد سعى جاداً في تغيير المعادلة الظالمة وإنصاف المظلومين من دون النظر الى توجهاتهم ومعتقداتهم بل كان يؤكد على أن العراق وطن واحد وخيره للجميع واستهدافه يعني استهداف الجميع ويعتبر الهوية الأساسية لكلّ العراقيين هي هوية الوطن لا هوية العرق أو الدين، والدليل عندما انتقل الى بارئه الاعلى شيعه الملايين وأقيمت له مجالس العزاء في كل انحاء الوطن كون محبته تجذرت في قلوب العراقيين كما أفنى عمره في تجذير الوحدة الوطنية.وسماحة السيّد عمّار الحكيم سارَ على خطى سلفه الصالح وأرسى دعائم منهجهم القويم ولم يحد ولو بخطوة واحدة عن مبدأ تجذير الوحدة الوطنية بل عمل على تعميق العلاقة بينه وبين مكونات الشعب العراقي من خلال خطابه السياسي المتحضر الذي يؤمن بضرورة تصفير الخلافات وتجنب الازمات والانطلاق لبناء العراق من منطلق توزيع الادوار والمهام وإشراك الجميع وعدم إقصاء أيّ فئة من فئات الشعب العراقي مهما كان حجمها، ولعلنا نلاحظ إن السيّد عمّار الحكيم حتّى في زياراته المكوكية الى المحافظات وإطلاعه على احوال المواطنين وسماعه شكواهم وهمومهم عن قرب لم يستثن ِ محافظة من المحافظات بل زارها جميعاً وفي أحلك الظروف الأمنية غير المستقرة، ونقل هموم واحتياجات المواطنين الى اعلى الجهات التنفيذية في البلد للبحث عن علاج ولم يفكر في هوية وقومية ومذهب من يطالب لهم بالحقوق بل كان ينظر الى عراقيتهم ووطنيتهم وحقهم بالعيش الرغيد على أرضهم وأرض أجدادهم.إنّ تجذير الروح الوطنية هي الأساس في الخروج من الأزمات وحلّ الخلافات وتوزيع الأدوار والمهام وهذا مالم تستطع القيادات العراقية إدراكه، وبقي المجلس الفاعل الاسلامي متمسكاً بهذا المبدأ كمبنى أساس من متبنياته تجاه الوطن والمواطن.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك