المقالات

فهم الخواص والعوام والانتكاسات

551 18:07:00 2012-04-23

أبو طه الجساس

يحمل لنا التاريخ الإسلامي عدة حوادث, أصبحت لها انعكاسات سلبية في واقعها وفي الحقبة التي تليها ومازالت مستمرة, وهذه الانعكاسات هي ردة فعل لانتصار طرف على أخر أو اختلاف التأويل على موقف أو في الأشخاص, فكانت الراويات الإسرائيلية تستحوذ على معظم ردود الفعل السلبية وما تتضمنه من عقد نفسية وفهم مغلوط وعادات جاهلية, وتكتب روايات كاذبة مفرقة للشمل , بأسماء ثقاة معروفين وتطرحها للساحة, وتستقبلها الأجيال اللاحقة كمسلمات وبديهيات ومغلفة بتقديس مزيف, وهي عبارة عن اختلاق وغلو وتدليس, وكانت طبقة العلماء تميز بعلمها الرصين هذه المواضيع , إلاّ إن دخول الروايات مرحلة التقديس عند العامة وتبنيها من الحكام عقد مهمة العلماء لكشف الخيوط الخفية ودوافعها للناس, بل تعدى الأمر إلى انه بطرحها سيحدث انقسام في الطائفة أو عدم استقرار في فهم القضايا الإسلاميّة. وهو قطعاً موقف محرج يصيب المتصدين للعلوم الإسلامية وقياداتهم الدينية, لما تمليه عليهم الروح العلمية من نشر الحقائق وعدم التردد في طرحها, وهذا الحال ضيق وقلص نشر الكثير من الحقائق التي ندفع ثمنها الى الآن.وفي تاريخنا المعاصر ما زالت هذه المشاكل تستنزف جهدنا ووقتنا وأموالنا, وتكررت هذه الحالة بصيغ أخرى مضافا الى الجانب الديني, وبرزت للسطح بمواقف سياسية مثيرة للجدل في عراقنا الحبيب, فالعوام يحللون بعض الظواهر والشخصيات بشكل يختلف عن المختصين الذين لديهم أدوات علميّة لكشف التناقضات في الأفكار والشخصيات والولاء, واستغل بعض السياسيين الذين لديهم مواقع حساسة في الدّولة هذه الخاصية واستغلوا مواقعهم لتسقيط خصومهم بتهم هي اقرب والصق بهم, ومارسوا دور أعلامي بعيد عن روح الحقيقة والمهنية وأخلاق الإسلام ,بل وصل الأمر إلى إن المواطن يتحمل الألم والعوز ويتقول بأقوال تمدح أو تدافع عن هذه الشخصيات , التي هي في الحقيقة تخدعه وليس لها ثوابت ولا مرجعية وتفتقر الى الحس والشعور الوطني, وتوجه اهتمامه إلى أمور طائفية بعناوين دينية ووطنية , وتشعرهم بالانتصار وأداء الواجب, والطرفان بالحقيقة بعيدين عن إصابة الواقع المطابق للحقيقة وهذا الوضع يخدم الجهات السياسية المتصدية فقط التي تبحث عن مكاسب وامتيازات خاصة.فكان التأريخ ظالم والحاضر أسوأ, وما زالت أساليب فضح السياسيين المخادعين تتناقل فقط بين النخبة المتنورة وبعض الشباب المثقف الذي يمثل أمل المستقبل, وعادة ما يمتاز المثقف الواعي بالميل إلى الهدوء وعدم طرح المواضيع الحساسة بصورة مباشرة, والخوف من التصادم وعدم امتلاك الشجاعة الكافية لمواجه المواقف, حالهم حال بعض رجال الدين, والأعذار عندهم كثيرة,لا شك انه من يعرف الحقيقة يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية وعليه أنّ يتحلى بالشجاعة ويخوض في الواقع من اجل أبناء جلدته فاليوم مواجهه وتصدي وغدا الانفراج, لا بُدّ للعلماء والسياسيين الشرفاء وشخصيات المجتمع الواعية أن يتحدوا ويتحركوا, ولا بد من الثقة بالمجتمع العراقي وخصوصا الشباب منهم فقد عركتهم التجارب وصقلتهم المعاناة، والفرصة سانحة بعد انتشار العلوم الحديثة مثل الانترنيت ولما له من وسائل لتوصيل المعلومة وانتشارها , والشباب العراقي في حالة جيدة لاستقبال ما يمحي الأفكار المضللة وحمل راية العلم والسلام ,وفكره قابل لهضم الجيد والجديد من مصادره الأصلية, وهذا إعلان لقادة الدين والسياسة الشرفاء , أدلوا بدلوكم واطرحوا نظرياتكم وأرائكم المحقة فنحن معكم, ومهدوا للحاضر والمستقبل القريب أرضية صالحة للعيش بأقل اختلافات وتناقضات, وهذا يؤدي إلى وحدة الموقف للعلماء والمجتمع ككل, ويوجه العمل للبناء الفكري والثقافي والحضاري , ويركز الجهود من اجل الأعمار المادي والروحي , ويحقق السعادة والاستقرار للجميع.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك