المقالات

أزلام البعث والمعادلة المقلوبة

453 11:36:00 2012-04-23

خميس البدر

لم يكن البعث في العراق وحكمه وما عاناه الشعب العراقي من ويلات وظلم وقهر طوال تلك الفترة السوداء اقل مما عاناه الالمان من النازيين وتحويل ألمانيا الى خراب ودمار على كافة المستويات وأوهاها بنية المجتمع وطريقة تفكيره مما حتم اجتثاث هذا النهج والأسلوب ومحاربته وتحريمه في ألمانيا والى الأبد ولازلنا نطالع بين الحين والآخر مطالبات ومحاكمات لأشخاص على خلفية توجه او تصرف او رأي يشابه او يقترب من تلك الفترة او طريقة تفكيرها على الرغم من مرور ما يقارب الستة عقود على زوال النازية وسقوط الرايخ الثالث والإمبراطورية الهتلرية لكن ما نلاحظه في العراق ومع كره الشعب العراقي المتأصل للبعث الصدامي ونهجه وفترته المظلمة شيء مختلف فيه كثير من العجب والغرابة، وما صدور واقرار قوانين الاجتثاث للبعث وكتابة ديباجة الدستور بما ينص على اكثر من الاجتثاث حيث اتت الحروف والكلمات والعبارات مستفيضة ومعبرة عن ذلك الكره والرفض للبعث وبما لا يقبل الشك والتاويل والمماطلة والالتواء فالبعث جسم غريب عن هذا المجتمع وسرطان ومرض خبيث يجب تخليص العراق وشعبه منه ومن كل اثاره ولا غرابة بان رموز النظام البائد واركانه ممن قدموا الى المحاكمة من اسوأ تلك الاثار وما شكلوه من ادوات قمعية واذرع قوية لاساليب البطش والتنكيل بأبناء الشعب العراقي وللتذكير فان من اولويات العملية السياسية في العراق وتجربته الجديدة هو رفض البعث والبراءة من توجهاته فكرا وعملا وقولا وفعلا او حتى التشبه به وحرم مدحه والثناء عليه لكل من دخل وشارك وقبل ان يكون داخل هذه التجربة وان من مقدمات الترشح في الانتخابات هو سلامة الموقف من البعث وشوائبه ونفاياته وادرانه وسمومه فما المشكلة واين الخلل واين التقصير ولماذا هذا التهاون في امر البعث وأزلامه والتباكي على من يقتص منه والتعاطف مع من قتلوا واستباحوا وظلموا وشوهوا وعاثوا بكل المحرمات والمقدسات والمثل والاخلاق والقيم فسادا ولماذا هذا التحايل على القانون والالتفاف على الدستور والاستهانة بدماء الضحايا ومشاعرهم وضياع حقوقهم ,ان تبرئة ازلام البعث واركانه وإذنابه وإطلاق سراحهم يشكل طعن في العدالة وخلل في الموازين ونقطة سوداء في تاريخ كل الكيانات السياسية وعار على كل من ساهم ويساهم في تبسيط الامور ويقف موقف المدافع والمتساهل والمتعاطف وتحت اي عنوان كان.. فأي اخلاق واي حقوق انسان وأي ديمقراطية واي دستور واي قضاء يبيح لنفسه ان يكون نصيرا لظالم وقاتل وسفاك ومصاص دماء.. اليوم وبعدما اصبح البعث طليق وبريء وحر فماذا ننتظر نحن ابناء المقابر الجماعية وأحواض التيزاب ونقرة السلمان وحلبجة والانفال والاكراد الفيليين وماذا ننتظر ونحن نحتفل ونؤبن اية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر.. الم يقل لو كان اصبعي بعثيا لقطعته الا نحتاج الى ردة فعل قوية او ثورة تقتلع وتجتاح كل هذا التستر والتأمر على وجودنا وتهدد بقائنا ومشروعنا وحقنا في الحياة الامنة وبسلام واي امن وسلام واي حياة مع البعث...الى مجلس النواب والحكومة والقضاء وكل من يمثل العراق الجديد كفوا من ادعاءتكم وخطبكم وبينوا موقفكم وانصروا شعبكم انصروا العراق وافعلوا وحاسبوا كل من تسبب باخراج البعثيين من قبضة العدالة وطبقوا شعار الشعب ((بعد هيهات رجعتكم يا بعثية)) فعلا لا مجرد قول ومزايدة وكفى مواقف خجولة واستمالة واسترضاء وتهاون فسيطول حسابكم امام الشعب وسيطول مقام وقوفكم أمام الله يوم لا ظل إلا ظله ولا قول إلا قوله وقفوهم إنهم مسؤولون.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك